السكان يطالبون بتعزيزات امنية والمسؤولون يتذرعون بصعوبة ضبط جميع الازقة والمنافذ. هل اصبح فعلا مقدرا على مدينة فاس ان تعيش بين الحين والاخر على وقع السيوف والاسلحة البيضاء . اذ اصبح سكان مدينة فاس عامة يدقون من جديد ابواب المسؤولين للمطالبة بتعزيزات امنية مكثفة وباتخاذ جميع الاجراءات والاحتياطات اللازمة ، اذ فرض قطاع الطرق خلال الايام الاخيرة سيطرتهم معتمدين على السيوف والهراوات . ورغم التغييرات التي طالت الفرق الامنية ومسؤوليها ، يقول بعض الساكنة انه لافرق بين زيد وزياد ، لان الوضع لم يتغير فما زال سكان المدينة يتخوفون على ارواحهم وممتلكاتهم لان المجرمين يتحركون بكل حرية بين ازقة المدينة وشوارعها ، وكل صبيحة يوم تتناول فطورك تصل الى مسامعك اخبار جريمة اختطاف او اغتصاب او تعرض لسبيل المارة بالليل والنهار ، ولا من يحرك ساكنا من الجهات الامنية . وبتفاقم هذه الظاهرة قررنا الخروج الى الشارع للاستفسار عن سبب تفاقم هذه الافة ، فكل يجيب حسب رايه ، منهم من يحمل المسؤولية لعجز السلطات الامنية ويؤكدون على ان الامن لا يتوفر على اللوجستيك الضروري ، خاصة انه من الصعب محاصرة الجريمة في مدينة فاس ، كما يؤكد احد التجار ? حينما زارت الجريدة بعض مناطق جنان الورد ? انه مهما حاول رجال الامن قطع الطريق على المجرمين فانهم لن يتمكنوا من ذلك لان الامر يحتاج الى استراتيجيات امنية على مستوى عال . كما ان المجتمع المدني لايقوم بدوره حيث اصبحت تحركه السلطة المحلية في هذا النشاط او ذاك . ويعتبر بعض المتتبعين ان الخطورة في فاس لا تكمن فقط في حجم الجرائم ولكن في الاعتداءات التي يتعرض لها بعض رجال الامن ، ويرجع بعض المتتبعين في مناسبات كثيرة هذا الامر الى المفهوم الخاطئ لدى بعض المواطنين عن حقوق الانسان اذ يؤكد بعض رجال الامن في عدة لقاءات مؤخرا بمجرد ما راجت فكرة حقوق الانسان في بداية التسعينات ، اصبح بعض المواطنين يستغلون هذا المعطى من اجل استفزازهم وينظرون اليهم كخصوم . وتؤكد هذه الجهات ان عدم توفر رجال الامن على اللوجستيك الضروري يعرضهم لعدة مخاطر سيما ان هناك مجرمين لم يعد يرهبهم السجن حيث اعتادوا عليه ، لانه حينما يزج بهم داخل السجن يقدم لهم ما طاب ولذ من اكل وشرب . وفي هذا الاطار يقول احد المنتخبين من دائرة عين النقبي جنان الورد ، انه لايمكننا التصدي للاجرام سواء في فاس او باقي مدن المغرب الابنوع من الصرامة مع هؤلاء المجرمين ، فيجب التعامل معهم باللغة التي يفهمونها وهي القمع والقهر ، اما احد الفاعلين الجمعويين فيضيف قائلا ان اول طريق للقضاء على الاجرام بفاس هو امداد رجال الامن بكل وسائل العمل الضرورية وتحفيزهم على العمل ليبذلوا مجهودا اكبر للوقوف في وجه من يحاول ان يخلق الفتنة من حين لاخر . خاصة ان بعض رجال الامن بدؤوا هذه الايام يقراون في الصحف حول الاعتداءات التي يتعرض لها عدد من زملائهم في العمل . وفي هذا الصدد نشير الى ان السيد والي جهة فاس بولمان اعطى تعليماته لرجال السلطة المحلية قصد تجنيد كافة عناصرهم لاعطاء دفعة قوية لرجال الامن لمحاصرة الجريمة بكل انواعها . وفعلا تم ضبط عدد من المبحوث عنهم اثر الحملة التطهيرية التي قام بها رئيس الملحقة الادارية باب الخوخة باب الفتوح وعناصره من اعوان السلطة والحرس الترابي من ضبط اكثر من 12 شخص مبحوث عنه لدى المحاكم المغربية .