انطلق العد العكسي لبداية الموسم الدراسي الجديد، حيث شرعت أغلب الأسر في اقتناء اللوازم المدرسية لأولادها تفاديا للضغط الكبير الذي يتزامن مع بعض المناسبات المتتالية... أسر عديدة تتخوف من عدم قدرتها على تغطية هذه المصاريف بعد أن أصبحت تعيش تحت وطأة أربعة مناسبات متتالية في فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر: مصاريف الاصطياف التي تزامنت مع شهر رمضان الذي يعرف بشهر الاستهلاك المتزايد خصوصا في ظل موجة الغلاء المتنامي الذي تعرفه جل المواد الغذائية، بالإضافة إلى عيد الفطر الذي يستوجب بدوره الكثير من الإنفاق لشراء ملابس جديدة للأطفال، ناهيك عن الاستعداد للدخول المدرسي إلى غير ذلك من المصاريف، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود أو المتوسط. لملامسة هذا الوضع، استطلعنا آراء مجموعة من الأسر بهذا الخصوص، حيث تقول أمينة (أم لأربعة أطفال متمدرسين): «بعد عطلة صيفية مكلفة ومصاريف شهر رمضان، كان يجب أن أشتري ملابس العيد للأطفال وهي نفس الملابس التي سيرتدونها عند الدخول المدرسي..»، يضيف زوجها: «لا نستطيع شراء الاثنين معا فراتبي لا يسمح لي بتغطية كل هذه الاحتياجات. وحاليا أفكر في الاستدانة من أحد البنوك لمواجهة مصاريف اللوازم المدرسية». بالنسبة لمصطفى (أب لطفلتين) يقول: «راتبي لا يتعدى 3000 درهم... اضطررت هذه السنة لحرمان أسرتي من الاصطياف لأوفر ما استطعت لشراء مستلزمات الدخول المدرسي التي يمكن أن تكلفني كل راتبي، مما قد يدفعني للاستدانة من أحد الأصدقاء». من جهة أخرى، يقول نور الدين مستخدم بأحد المصانع: «أطفالي لا يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي ولا ذنب لهم في ذلك... فمن واجبي أن أوفر لهم الظروف المناسبة قدر المستطاع للاستمتاع بالعطلة الصيفية وبالأجواء الرمضانية والفرحة بملابس العيد ثم يأتي الدخول المدرسي لأجد نفسي مجبرا على مزيد من شد الحزام لتوفير ثمن الأدوات». أما حفيظ، حارس ليلي بإحدى المآرب وأب لطفلة واحدة، فهو يعيش أزمة أخرى تتطلب منه مصاريف متزايدة، حيث يعاني من مرض السكري الذي يتطلب منه شراء أدوية لا غنى عنها، يقول بحرقة بادية على وجهه: «لم أتمكن من شراء ملابس جديدة لابنتي في العيد، فاكتفيت بشراء ألبسة مستعملة لأوفر ثمن اللوازم المدرسية... ومع ذلك سأضطر للاستغناء مؤقتا عن زيارة الطبيب وكذا عن بعض الأدوية حتى أتمكن من ذلك». صعوبات كثيرة أصبحت تواجه الأسر المغربية من أجل تغطية تكاليف الحياة والعيش التي تعرف تزايدا مستمرا... في حين أن الراتب الشهري ?بالكاد- يمكنهم من مواجهة المصاريف اليومية، ليصبح الأمر أكثر صعوبة عند الدخول المدرسي الذي يستنزف جيوب المغاربة بشكل مفزع خاصة بالقطاع الخاص، الأمر الذي يضطر أغلب أولياء الأمور للجوء إلى الأبناك للاقتراض، مما يزيد الطين بلة ويدخلهم في دوامة من العجز المزمن.