محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي محمد بن ابراهيم بن عمر بن طلحة بن محمد بن سليمان بن عبد الجبار اللوكوسي الجزولي، قال بعض اولاده فيه: ومنهم ولي الله الشيخ العارف بالله الامام العالم المتحقق ا لمتفنن الرباني الجامع بين علمي الشريعة والحقيقة،ا لمشفع لعلم الظاهرب علم الباطن، التقي الصالح الزاهد الوردع، وحيد دهره، وفريد عصره، وشيخ وقته وأوانه. الذي اليه المنزع في النوازل المشكلات المهمات العلمية والدينيات والدنيويات.. رضي الله عنه ونفعنا ببركاته وجازاه عنا وعن المسلمين خيرا. ما رأت عيناي قط، ولا سمعت اذناي في الناس مثله نجدة وتصلبا في الحق، وانصافا وحرصا على الدين واجتهادا فيه، واستغراقا لأوقاته في العبادة والمواظبة عليها، مع قيام الليل وكثرة الاوراد، وخشية وخوفا ومراقبة، وصبرا واحتمالا ، وحياء وصدق لهجة، وتواضعا وسخاء وايثارا وقناعة وغنى نفس، وشدة في اتباع السنة المحمدية والتخلق بخلقها في حركاته وسكناته، واخذه وعطائه وعيظا، وعدم تملك النفس عند رؤية مخالفة السنة، واذا سمع عن احد الابتداع بشيء في الدين ايا كان نهاه ولا يبالي به، ولا يخاف فيه الله لومة لائم. تبحر في علمي المعقول والمنقول، وبلغ فيهما مبلغا لم يصل اليه احد في بلاد جزولة، ونصح للخاصة والعامة مع حب الخيرلجميع المسلمين. ومع كل هذا ومن اجل كل هذا يصرح: «أعرف فلانا وفلانا من الاشياخ ومع ذلك... مارأيت الا سيدي احمد بن موسى» حرنا حين رأينا الشيخ سيدي محمد وابراهيم التمنارتي العالم النحرير والمجاهد الكبير، والذي سمى الشيخ منزله بمنزل النبي لما كان فيه من علم ..يقول حين كان يحدث ويفاجأ بوجود الشيخ في حلقته، وتلاقت اعينهما» لقد انكسرت توبتي» وكيف لشيخ مثله علم ما علم وعلم ما علم ان ينهض ليقبل قدمي الشيخ لمجرد ان رده حين ذم الدنيا قائلا له: المذموم ما ذمه الشرع والمحمود ما حمده الشرع. حرنا حين وجدنا أن ا لشيخ المجاهد و المقاوم والعالم الشيخ سيدي سعيد بن عبد المنعم يقول: «لو كنا يقبلني لرفعت رحيلي اليه لكنه لا يقبل». وحرنا حين وجدنا ابنه العلامة الفقيه سيدي عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم يتوارى عن الناس ولا يستقبلهم إلا في اوقات معينة لمجرد ان الشيخ امره بذلك. «وكان عارفا بزمانه، شديد الحجاب، لا يصل اليه احدإلا في الليل ومابرز قط في النهار لاحد، إلا مرة واحدة، ويذكرا ن شيخ سيدي احمد بن موسى السملالي اوصاه بذلك. حرنا في الفقيه ادفال، وهو فقيه درعة ومتصوفها يطلب منه ان يتخذه شيخا، فيرفض، ويرفض، وبعد لأي يقبله على الاخوة «قلت له حينئذ احب الاخوة الخاصة فصافحني. حرنا في عالم وفقيه كابن الوقاد وهو ما هو يتخذه شيخا. وحرنا كيف لشيخ شريف عظيم كالشيخ مولاي عبد الله بن حسين دفين تامصلوحت يطلب منه الدعاء لحفيده مولاي ابراهيم وهو صغير. حرنا وحرنا وحرنا والشيخ امام هذه الاشياء والامور، كلها لا يأخذ شيئا الا ما عجزنا عن رؤيته. وتكبر حيرتنا ويعجز فهمنا - الذي قد يكون صغيرا عند اصحاب المناهج الحديثة - حين يطلبه السلطان، شيخا ومستشارا دون ابداء اي تزلف وتملق في عزة وطول انفة. ويكفي ان ننظر في الواقعة التالية لنبصر ذلك ثم ان الشيخ قدم مراكش في بعض الايام زائرا من كان فيها من اهل الله تعالى، فرغب اليه السلطان الغالب بالله ان يدخل داره وهو اصحابه، ويصنع لهم طعاما، وشرط على نفسه ان لايطعمهم الا الحلال ولا يطعمهم ما فيه شبهة، وحلف للشيخ على ذلك فأسعفه، ولما حضر الطعام وضع الشيخ يده عليه ولم يصب منه، فلما خرج قيل له مالك لا تتناول من طعام السلطان وقد حلف ان لا يطعمكم الا الحلال. فقال له من اكل طعام السلطان وهو حلال، اظلم قلبه اربعين يوما ومن اكله وفيه شبهة مات قلبه اربعين سنة. انه بحر الحيرة الذي اجبرنا على ركوبه، فلم نخرج إلا باعادة السؤال السابق: كيف لهؤلاء كلهم ان يطأطؤا الرأس و»يسلموا» و»يشاوروا» شيخا متواضعا من رآه اول مرة ظنه من ادنى العوام، شيخا مازال العلماء والباحثون يتناقشون حول مبلغ علمه ويتطارحون البينات.. وحين خرجنا من حيرتنا فهمنا انه سواء قولوه او قال عن نفسه - كان صائبا في قوله حين سئل عن القطب: احمد وفهمنا لم قال فيه الشيخ سيدي محمد اوبراهيم التامنارتي هو كالشمس ونحن كالكواكب. وفهمنا كذلك اجاباته لسائله المذكور حول مبلغ نوره، وسمعه، وعلمه.. واستنتجنا ان لاعلاقة متكافئة او ندية مع القطب الا إن كان قطبا ومع الشمس الا ان كانت شمسا. تلك هي علاقة... وذلك جزء من طبيعتها. لم هي كذلك؟ كيف بناها على هذا الشكل والشاكلة؟ وكيف اوتي تلك الموهبة في نسج هذه العلاقة.. هل هي هبة من الله؟ هل هو دعاء صاحب القفة، ام توسم وفراسة الشيخ التباع ام هي المجاهدة، والسير في المقامين اللذين رعاهما وصحبهما الشيخ الملياني، وصنعتهما سياحة لقي فيها اكثر من ثلاثمئة شيخ ..ام هذه الاشياء كلها.... اكيد هذا لمن يفكر تفكير الحائر والمستسلم والعاجز، وطبعا ليس اكيدا لمن يبحث خارج هذه الاشياء: في الاقتصاد والاجتماع والسياسة وسلامة المنهج.