حوّل النحات التونسي الصحبي الشتيوي، شارع كورنيش عين الذئاب بالدارالبيضاء، إلى متحف مفتوح على الهواء الطلق، بتوزيع 32 منحوتة برونزية ضخمة من الحجم الكبير على مجموعة من النقاط بهذا الفضاء السياحي. وقال الصحبي الشتيوي إنه يهدف من وراء هذه البادرة، إلى توجيه تحية إلى ساكني مدينة الدارالبيضاء، وخاصة المنتمين منهم إلى الأحياء الفقيرة، والذين حضروا بكثافة من كل المناطق. وأضاف بأنه أفرح الفقراء وكل الناس الذين حضروا بكثافة ومن مختلف الأحياء لمشاهدة أعماله، مشيرا إلى أن البعض منهم كان ملتحفا بالعلم المغربي وهو يعانق هذه المنحوتات التي تجسد لهم موضوعات عن الذاكرة المغاربية. ويرى الصحبي، أنه يرسم لكافة شعوب الأرض، لأن الفن بالنسبة إليه لغة عالمية تعبر عن الأحاسيس والمشاعر والأفكار بطرق نبيلة، مؤكدا أن الفن يترك في نفوس الناس أثرا إيجابيا ويقدم لهم أشياء لا تقوى عليها السياسة. يذكر أن أعمال الصحبي تتوزع على العديد من المتاحف العالمية، وتتسم حسب النقاد بكثير من المهارة، وتجسد بعض الشروخ التي يستمدها بشكل مجازي من بعض حيطان البنايات القديمة المخرمة وبعض الأبنية العتيقة المتفسخة. تجدر الإشارة إلى أن الفنان التونسي المقيم بالمغرب، سبق وأن كرّم الرباط مؤخرا بمناسبة إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو، بتنظيمه معرضا استعاديا بساحة مولاي الحسن، كما سبق أن كرمته تونس باحتفالية خاصة قدم من خلالها مجموعة من المنحوتات وضمنها »عربة البوعزيزي« الذي فجّر انطلاقة الثورة التونسية. ويعترف هذا الفنان بتأثره بالأعلام الكبار لفن النحت مثل رودان وميكائيل آنج، كما استأنس ببعض أعلام النحت في المغرب، مثل عبدالحق سجلماسي والفنان محمد رحول.