افتتح الفنان التونسي المقيم بالمغرب (صاحبي الشتيوي) معرضه الفني بأعمال برونزية بساحة (مولاي الحسن) بالرباط، وذلك يوم الجمعة 28 دجنبر الماضي، وسيستمر إلى غاية 15 فبراير 2013، في إطار التظاهرات التي تحتضنها مدينة الرباط، بمناسبة انتماء وتسجيل هذه المدينة ضمن التراث العالمي من طرف منظمة اليونيسكو، حيث اعتبر الفنان هذا المكان الخارجي نقطة للتقاطع واللقاء والحوار والاستجمام كذلك، وقد استعمل رافعات ضخمة لنقل هذه الأعمال وتثبيتها في الفضاء المخصص لها، في جو مشهدي واحتفالي جماهيري لتدشين أول بادرة من هذا النوع. إن أعمال النحات (صاحبي الشتيوي)، تتميز في غالبيتها بتقنية عالية على مستوى الإنجاز، إذ يعتمد في جل منحوتاته وأيقوناته ثلاثية الأبعاد على مواد مختلفة تدل على تمكنه من صياغتها بطريقة ودقة حرفية، حيث ينوع إنتاجاته متنقلا بسهولة بين الحجر والرخام والنحاس والبرونز ... مع انصهار البعض منها في درجة حرارية قد تصل إلى 1200 درجة مائوية وتطويعها للأشكال التي يحددها حسب المواضيع المقترحة، داخل أوراش ضخمة وشاسعة لما تتطلبه هذه التقنية من إمكانيات كبيرة، فجل أعماله ذات طبيعة تشخيصية ترصد معالم من ثقافة تراثية واجتماعية مستوحاة من الواقع المغربي والمغاربي والعالمي في بعض الأحيان، برؤية جمالية وأسئلة تحيينية بقوة اقتراحية لتحقيق هذا المشروع الضخم الخاص بهذا الجنس التعبيري، الذي يكاد يغيب في المشهد الفني المغربي والعربي عامة، لظروف تاريخية وأخرى عقائدية... وقد جاء في كلمة تقديمية لهذا الفنان أن «النحت بمثابة سفير متواصل من عمل لآخر، بحثا عن هدف يلوح ممكنا، ولا يلبث أن يفلت لاجتذاب الفنان نحو مسالك إبداعية أخرى». وبهذه المناسبة، نأمل أن تصبح هذه البادرة عامة في جل المدن المغربية، مع إشراك جميع الفنانين النحاتين المغاربة، لإنعاش هذا القطاع الذي ظل يشكو من نقص في الإمكانيات وعدم اهتمام المشرفين عليه، لتزيين المساحات الخارجية كالحدائق والمتنزهات... لمحاربة الإهمال الذي طالها، ثم لتربية الذوق الجمالي من أجل احترام هذه الأمكنة، مع رصد ميزانية محترمة للنهوض بهذا القطاع، ما دام المواطن المغربي يؤدي استحقاقاته الضريبية.