انطلقت منافسات البطولة الاحترافية لكرة القدم أمس الجمعة بمباراة الديربي الرباطي بين فريقي الجيش والفتح, وبذلك يعلن رسميا عن افتتاح الموسم الرياضي الجديد. هذا الافتتاح, يسبقه عادة اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات التقنية أولا, كوضع برنامج محدد للمباريات, تحديد لائحة الحكام والمناديب, المصادقة على الملاعب التي يخول لها احتضان المباريات, المصادقة كذلك على ملفات ووثائق الأندية والتأشير على تراخيص لاعبيها وأطرها التقنيين والإداريين, إلى غير ذلك من التدابير المعتادة التي تهم الجوانب التقنية للسير العادي للبطولة, ثانيا, من المفروض أن تصاحب هذه التدابير التقنية, ترتيبات تهم الجوانب القانونية, والأمنية والطبية, وكذا المالية, والتفكير أيضا في وضع خريطة من الإجراءات تهم توفير السلامة في الملاعب الرياضية. هذا الجانب الأخير, والذي يتعلق بالأمن والسلامة في الملاعب, تم للأسف إغفاله ولم تقدم أية وصفة والموسم قد انطلق, لوقف ومكافحة كل الظواهر السلبية التي عرفتها ملاعبنا في بطولة الموسم الماضي, خاصة أحداث الشغب الكثيرة التي شهدتها مختلف ملاعب أنديتنا في السنة الماضية, وذهب ضحيتها عدد كبير من الجمهور أو من المواطنين الذين يشتغلون في محلات تجارية بالقرب من تلك الملاعب. لم تبادر الجامعة للأسف, ولا وزارة الشباب والرياضة, إلى الاهتمام بموضوع الشغب ولم تنتبه لخطورته فتعقد اجتماعات لتدارس وضع مخططات لمواجهة هذه الآفة الخطيرة, كما لم تنتبه مصالح الأمن لاتخاذ أية تدابير لحماية مرتادي الملاعب الرياضية, والواضح أنه سيتكرر الأمر مرة أخرى وسننتظر, وهذا ما لا نتمناه, حدوث شغب ووقوع ضحايا لتنتفض كل الجهات لإطلاق التصريحات وعقد الندوات. فباستثناء ما قامت به مؤخرا مصالح الأمن بالدارالبيضاء وهي تأخد المبادرة وتجري مصالحة بين أنصار الوداد والرجاء على الأقل كبادرة تروم التخفيف من حدة التوتر الحاصل بين الجانبين, فلا جهة من الجهات المتدخلة في تسيير الشأن الرياضي انتبهت وفكرت في الموضوع, ولم يتم التفكير حتى في ألقيام بحملة تحسيسية بين الجماهير في مختلف المدن المغربية, وحتى الأندية بدورها لم تنتبه للأمر, ولم تقم باستباق الأمور ومعالجة أي توتر قبل حدوث ما لا يحمد عقباه. وللأسف كذلك, بدورهم, لم ينتبه الباحثون الجامعيون إلى ضرورة البحث في موضوع الشغب والمساهمة في وضع الحلول, علما, وكما يقول عدد كبير منهم, أن الحلول لن تأتي إلا عبر بوابة البحث العلمي، فلحد الآن لا نتوفر على دراسات حول هوية المشاغبين ودوافعهم أو مطالبهم، هناك فقط سوسيولوجيا عفوية تثار حولهم، ويظل الاعتماد دائما على المقاربة الأمنية والتركيز عليها رغم محدوديتها ، حيث لابد من مقاربة تربوية ثقافية اجتماعية منسجمة للحد من شغب أضحى حاضرا بقوة في كل ملاعبنا الرياضية. .