إجمالا يبقى موقع الزاوية متميزا .فهي تمتد في قلب تازروالت، وتفرض اشعاعها في كل الاتجاهات مما يجعلها قبلة لكل الحجاج الذين يقف انحصار الزاوية وسط الجبال المتحدث عنها عائقا أمام تكرار زيارتهم لها عبر مسالك جبلية عرفت منذ القديم، و ساهمت في انفتاحها«. في التسمية: يقال إن من سمى هذا البسيط الذي رأينا موقعه الممتاز طبيعيا واقتصاديا وجغرافيا هو الشيخ سيدي احماد أوموسى، وقد أعطي تفسيران أو ثلاثة لمعنى الاسم فهناك من يرى وهو الرأي المتداول أن الكلمة تتركب من اسمين: القرب والقدرة (طاز + تروا) طاز = قريبة، تروا = تليق تقدر. )- أما (طاز) أي قريبة فتتحمل تأويلات كثيرة أعطاها كل من تحدثوا في الموضوع: القرب ربما من مكان »»بومروان»« لأن الحنين دائما يجر إليه، أليس به آثار الجدود ولحودها؟ أليست به رائحة النشأة، وشغب التشكل الأول، والخطوة نحو المجهول؟ بل نذهب بعيدا بهذا المعنى إلى مستوى أن سيدي احماد أوموسى رحل معه من جملة ما رحل، أول اسم اطلقه على مستقره الثاني داخل الزاوية، زاوية تازروالت بعد المستقر الأول بتيوانمان، وهو اسم »ايت عروس« الذي أطلقه على أول موضع سكنه وبنى به مسجدا ومازال إلى الآن بنفس الاسم ولم ينتبه أحد الى ذلك ممن تناولوا تنقلات الشيخ بالمجال الجديد إلا إن ذكر باسم آخر عرف به قبل أن يسميه باسم »»أيت عروس»« المرحل من آداوسملال، وبه توجد الآ الزاوية الدرقاوية التي يقوم عليها الشرفاء «»ايرفان»« أصهار العلامة المختار السوسي، وهم عائلة علم وتقوى وتصوف أبا عن جد. نعود إلى القرب الذي يعني أيضا الموقع الجغرافي، أي القرب من القبائل المحيطة بالزاوية وبتازروالت عموما قبائل اداولتيت، وقبيلة مجاط، وايت رخا، ولخصاص، وايت جرار، الساحل، وازغار. أو القرب وابلغ ما يقال من الماء العملة النادرة في جل المناطق المجاورة« أو القرب من هذه الأشياء كلها »وهو المفيد«. أما (تروا): فهي فعلا لائقة ويكفي استعراض ماقلناه: »لائقة لتنزيل مشروع الشيخ الإصلاحي في التربية والتعليم، ونشر الطريقة، وتطويع القبائل ولاتحكم فيها في الصلح والحرب، وتشكيل ما سيسميه فيما بعد أو وقتها طائفة «»اداولتيت»« صحبة مجموعة من صلحاء المنطقة لتهيئة الاستقرار والأمن والدعوة والتآزر لتمكين الدولة السعدية، التي ستكون زيارة السلطان الغالب بالله له آية في العرفان بالجميل«. وتتويجا لما قام به الشيخ من أجل تمكن واستمرار هذه الدولة الشريفة، وذلك ما رأيناه وسنراه في بعض أماكن هذا الكتاب مفصلا. - 2 وترى الأستاذة الراجي ملخصة بناء على ما أورده الدكتور مصطفى نعيمي، ودائما في التسمية ما يلي: لكن لفظة تازروالت لا تحتمل فقط هذا المعنى السطحي؟ (القرب+القدرة) الذي تنسبه إليها الزوايا الشفوية، بل تطرح إمكانية أخرى للتأويل: فبحذفنا لتاء التأنيث التي تقترن عادة بالكلمات الأمازيغية سنحصل على لفظ »أزروال« كمذكر للفظة تازروالت ومعناه آزرق العينين، وبذلك تشترك تازروالت مع أسماء أخرى في الإحالة على نفس المعنى، فالمعنى الراجح ل «»إزركيين»« هو لون الزرقة، وبذلك فإن هناك ارتباطا وثيقا بين المرادفين أزرق »أزروال« الذي يؤنث على تازروالت ويجمع على تزروالين« وقد حاول أحد الباحثين ( الدكتور مصطفى نعيمي) استنطاق علاقة قبيلة ازركيين التكنية ببني زروال التي كانت تستقر على عدوتي وادي ورغة شمال مدينة فاس، فخلص الى أن أسماء الأماكن بكل من تازروالت، إداوسملال، ومدشري زرويلة وأوزروات بوادي نون يوحي بحجم انتشار فصائل بني زروال، وهو يرى ايضا أن القاسم المشترك بين مختلف هذه الفصائل هو انتماؤها الى الأمة الصنهاجية«. 6- قد يأتي الاسم وببساطة من طبيعة المكان الواقع - كواحة - بمائه الأزرق الممتزج بخضرة أشجاره، خصوصا إذا شوهد من أحد الجبال المحيطة بالواحة ليعطي لونا أزرق براقا يسر الناظرين.. إلخ. في استقرره لم يكن اسقراره النهائي بمكانه الجديد و»تأسيسه لزاويته« سهلا كما قد يتبادر إلى الذهن، بل خضع ذلك لضرورات وصراعات عكستها الروايات الشفوية وأعطتها بعدا أسطوريا، نورد لها مثالين قبل أن نعود الى ما كتبه غيرنا بالطريقة القريبة من الاحتمال والتي جعلته يستقر أخيرا، و»ينشئ زاويته«. وقبل ذلك نورد بعض محطات استقراره بالزاوية: يرى العلامة المختار السوسي، بأن استقراره بزاويته الحالية لم يتم مباشرة بل تنقل في أماكن مختلفة قبل استقراره النهائي، وهكذا يورد أنه قطن أولا »ب»تيوانمان«« شرق زاويته بمكان يسمى (أضار نالشيخ) حيث كان فيه متعبدا وكان سيدي أحمد بن عبد الرحمان التزركيني كثيرا ما يزوره هناك »»حدثني الناس أنه كان يأتي - يعني سيدي أحمد بن عبد الرحمان - إليه. لما كان بموضع يقال له (تيوانمان) فيطلع إليه على جبل ينظر إليه«. وقبل ذلك كان مستقرا أول أمره في (ايغالن نايت عباس) ثم سيستقر فترة في (قصر تسلا) ولم يتحدث أحد عن مكان »»أيت عروس»« الذي يوجد بقلب الزاوية والذي يوجد به أول مسجد بناه الشيخ...