بدأ أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالتوافد إلى ميدان رمسيس بوسط القاهرة استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية لما أسموه « جمعة الغضب» وسط حالة من التوتر الشديد في مصر بعد يومين من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين . وتحسبا للأسوء دفع الجيش المصري بتعزيزات عسكرية « هائلة» باتجاه منطقة القاهرة وخاصها بشرقها وسط حالة من التوتر الشديد تسود الساحة المصرية، ووجود مخاوف من سفك مزيد من الدماء في ظل الدعوات المتعارضة بين الفرقاء المصريين خاصة بعد دعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى مظاهرات بعد صلاة الجمعة تحت شعار «مليونية الغضب»، وإطلاق حركة تمرد دعوة لتشكيل لجان شعبية للحماية، وهي الدعوة التي دعمتها جبهة الإنقاذ، إضافة إلى الأوامر التي وجهتها السلطات باستخدام القوة . هذه المخاوف جعلت حركة 6 أبريل تدعو أعضاءها إلى عدم الاستجابة لدعوات التظاهر وكذلك الأزهر الشريف، مخافة وقوع اشتباكات بين المتظاهرين. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر دعا إلى مظاهرات الجمعة تحت شعار «مليونية الغضب» وذلك بعد صلاة الجمعة على أن يتجمع المتظاهرون في ميدان رمسيس بقلب القاهرة. وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف إنهم يصرون على التظاهر الجمعة لأنهم أصحاب حق، وأضاف أن الجماعة لا تزال تشدد على سلمية المظاهرات. من جانبها ، دعت حركة تمرد المواطنين المصريين لتشكيل لجان شعبية والنزول في كل شارع وحي لحماية البيوت والمساجد والكنائس. وظهر مسؤولان في حركة تمرد على التلفزيون الرسمي وخلفهما العلم المصري، ودعيا المصريين للنزول إلى الشوارع. من جانبها أعلنت السلطات أن قوات الأمن ستستخدم القوة المميتة لوقف الاحتجاجات التي تفجرت عقب مقتل مئات المعتصمين بالقاهرة والجيزة يوم الأربعاء. وجاء هذا التهديد في حين سقط قتلى وجرحى جدد، بينما لايزال ذوو الكثير من القتلى ينتظرون تصاريح دفن. وبينما أكدت وزارة الصحة ارتفاع عدد قتلى الأربعاء إلى 638، قالت الداخلية إنها أصدرت توجيهاتها للقوات التابعة لها باستخدام الذخيرة الحية ضد من يهاجمون المنشآت العامة أو قوات الأمن في إطار ما سمته «ضوابط استخدام حق الدفاع الشرعي». وأضافت الداخلية أنها اتخذت هذا القرار في ظل قيام ما سمته « تنظيم الإخوان» باعتداءات «إرهابية» على مقار حكومية وأمنية في عدة محافظات. وتشير الحكومة إلى قيام متظاهرين غاضبين بحرق مقار إدارية وأمنية ردا على مقتل مئات المعتصمين أثناء فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة والنهضة, ثم على مقتل عشرات المتظاهرين في مدن بينها الإسكندرية والإسماعيلية والسويس والفيوم. وفي بيان متزامن, قالت الحكومة المؤقتة إنها مصممة على مواجهة «أعمال إرهابية وتخريبية» يقوم بها «تنظيم الإخوان» في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. واعتبر البيان أن الاضطرابات جزء من «مخطط إجرامي» لتقويض أركان الدولة من خلال إشاعة الفوضى وهدم المؤسسات. وكانت الحكومة المؤقتة قد فرضت أول أمس حالة الطوارئ لمدة شهر, وفرضت حظرا للتجول على 14 محافظة من السابعة مساء حتى السادسة صباحا. وعادت اليوم لتقليص مدته إلى ساعتين, لكنها سرعان ما عدلت عن القرار, وأبقت عليه كما كان. وأعلنت وزارة الصحة رفع تقديراتها لأعداد قتلى الأحداث الأربعاء إلى 638 بعد أن كانت هذه التقديرات تشير إلى مقتل 525 شخصا بينهم 43 شرطيا, وجرح أكثر من 3500 آخرين في فض الاعتصامين, ثم في الاشتباكات اللاحقة التي امتدت إلى عدة محافظات. لكن التحالف الوطني لدعم الشرعية تحدث عن أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وآلاف الجرحى من المعتصمين في رابعة والنهضة. في تطور متصل ، اقتحمت قوات الأمن قرب منتصف الليل مسجد الإيمان بمدينة نصر حيث كان ينتظر المئات من الأهالي والمتضامنين منهم مع جثث قتلى مجزرة فض اعتصام رابعة، ثم قامت سيارات الإسعاف بنقل بعض الجثث دون تسليمها لذويهم. وسيطرت قوات الأمن على المسجد بعد إخلائه من الجثث، موضحا أن وزارة الداخلية أرسلت سيارة إسعاف لنقل جثث الموتى. وقد تظاهر الآلاف من أنصار عودة مرسي وأهالي القتلى أمام مسجد الإيمان للتنديد بمجزرة فض قوات الأمن للاعتصام. وطالبوا بالاقتصاص سريعا ممن وصفوهم بالقتلة. كما احتجوا على ترك جثث ذويهم حتى تتحلل. ونددوا بتغطية الإعلام المحلي لما يحدث في مصر. وكانت الاضطرابات تجددت أول أمس في عدد من المحافظات بالتزامن مع تشييع عدد من ضحايا مجازر رابعة والنهضة. وتمت المظاهرات بالتزامن مع تشييع قتلى سقطوا أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة, وفي الأحداث الدامية التي تلته. وقد شارك الآلاف في تشييع جثث عدد من الضحايا في الإسكندرية والسويس وبني سويف والمنيا والإسماعيلية وغيرها. وكان أهالي قتلى فض اعتصامي رابعة والنهضة أغلقوا مساء أول أمس طريق كورنيش النيل عند مشرحة زينهم, واشتكوا من تعنت السلطات في إصدار تصاريح الدفن, وبالتالي السماح لهم بتسلم الجثث ودفنها. وقال بعض الأهالي إن السلطات تشترط موافقتهم رسميا على تقارير تشير إلى وفاة ذويهم بشكل طبيعي وليس نتيجة إصابتهم بأعيرة نارية أو جروح. وقال عضو «لجنة توثيق شهداء مسجد الإيمان» عمرو صلاح في تصريحات صحفية إن ما بين ثلاثمائة وأربعمائة جثة توجد بالمسجد والكثير منها متفحم تماما, مضيفا أن معظم الجثث توجد بها كسور بالعظام وإصابات كثيرة. وقال صلاح إن الطب الشرعي في مشرحة زينهم يرفض تسليم الجثث لذويها أو إعطاءهم تصاريح بالدفن إلا بعد التوقيع على إقرار بأن وفاتهم تمت بشكل طبيعي أو بسبب الانتحار. كما أظهرت مقاطعفيديو وصور أخرى حجم الحرائق بميدان رابعة، بما في ذلك مسجد رابعة العدوية, وقد انتشرت قوات الجيش في محيط المكان, وقامت الجرافات برفع بقايا الاعتصام. من جهة أخرى, قال مصدر قضائي إن نيابة شرق القاهرة بدأت تحقيقاتها في أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية, في وقت استمر فيه اعتقال مؤيدي مرسي, الذين قدر عددهم حتى الآن بنحو ألفي معتقل وفق ما نقل عن محامي جماعة الإخوان المسلمين.