لأن الحياة لا تقدر بثمن، لم يجد وزيرنا في التجهيز والنقل، وهو بالمناسبة رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، من وسيلة لمحاربة حوادث السير التي يحتل فيها إقليمالجديدة مرتبة جد متقدمة، خاصة في حوادث السير المميتة، إلا المشاركة بجوقته التي لا تمسها يد التماسيح والعفاريت في مهرجان جوهرة التي ضم إليها أصحاب الحل والعقد الحياة، فأصبح مهرجان جوهرة الحياة بحكم أن صديقنا الرباح أضحى مساهما رئيسيا في فقرات المهرجان «الولي جوهرة» الذي سيمتد لمدة ثلاثة أيام سنحارب به حوادث السير المميتة التي يعرفها مقطع مولاي عبد الله أمغار والجرف الأصفر، والتي تم قطعها مؤخرا من طرف ساكنة الجماعة احتجاجا على ما تعرفه من حوادث مميتة، نظرا لرداءتها، بالصوت الرخيم لديانا حداد فيما سيحارب الشاب مامي ورامي عياش ومجموعة آش كاين الحوادث المميتة بالعقبة الحمراء النقطة السوداء بالطريق الرابطة بين الجديدة وسيدي إسماعيل والتي تحصد سنويا عشرات الأرواح؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد ارتأى السيد وزير التجهيز والنقل والذي يتوفر حزبه على نائبين برلمانيين في الجديدة، أن الأسبقية تستدعي تأخير مشروع إنشاء طريق مزدوج وسريع يربط بين مولاي عبد الله والجرف الأصفر حفاظا على حياة الساكنة ومستعملي الطريق تحت دريعة أن وزارته لا تتوفر على السيولة المالية والتي لا تتجاوز مليار سنتيم في الوقت الذي تعتبر مساهمته الأضعف بالنسبة لمساهمين آخرين والذين أبدوا استعدادهم للمساهمة فور اتخاذ القرار ، حيث تبلغ مساهماتهم ثمانية مليارات ، فإن العزيز الرباح فضل أن يساهم بمئات الملايين من السنتيمات في مهرجان «جوهرة الحياة» لمحاربة حوادث السير بواسطة الفن الذي كان الى وقت قريب هو وحزبه يحتج على إقامة مهرجاناته ويقيم مناضلوه الدنيا على ما يصرف عليها. فهل أرواح المواطنين رخيصة على الرباح وحزبه الى هذا الحد ؟ وهل يملك الشجاعة ليعلن عن مساهمة وزارته في مهرجان جوهرة الحياة والتي تفوق ميزانيته المليار سنتيم ؟ وهل سيعلن كم كلفت خشبة حديقة محمد الخامس ورواق التنشيط بشارع محمد السادس وزارته والتي تؤكد العديد من الجهات أنها تصل الى أربعة ملايين درهم وهو جزء مهم من نصيب وزارته في إصلاح وتقوية مقطع الموت الذي يربط مولاي عبد الله والجرف الأصفر؟ فما الذي تغير في نظر الرباح ليخرج من معركة محاربة التماسيح والعفاريت بالشفوي الى محاربة حوادث السير بالغناء بعد أن رفعت اليافطات ضد المهرجانات في كل المدن كتطوان وموازين والحسيمة. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. فلايزال الوضع ينذر بكارثة نظرا لصعوبة التضاريس الجبلية رغم مضاعفة عدد أفراد وسيارات الوقاية المدنية من جهة سوس ماسة درعة، والزيادة في عدد الطائرات التي بلغت إلى حد الآن سبع طائرات مغربية من طراز «كنادير» التي ترمي في كل عملية 35 طنا من الماء على الحرائق بعد أن تكون جلبت المياه من سد عبد المومن القريب من منطقة الحرائق...فلايزال الوضع ينذر بكارثة نظرا لصعوبة التضاريس الجبلية وارتفاع درجات الحرارة المصاحبة لرياح الشركَي التي ساعدت على انتشار النيران بقوة. ونظرا لخطورة الوضع على المجال الغابوي، عقد وزير الداخلية امحند والعنصر رفقة الجنرال القائد العام للدرك الملكي حسني بنسليمان اجتماعا طارئا مساء يوم الأربعاء14 غشت ، بولاية الجهة من أجل تطويق الحرائق من خلال تعبئة جميع المتدخلين والزيادة في عدد عناصر الوقاية المدنية وعدد الطائرات . وفي هذا الشأن أكد وزير الداخلية أن المغرب سيستعين بثلاث طائرات إسبانية تحمل كل واحدة ستة أطنان من الماء لإخماد نيران أربع بؤر لهذه الحرائق وخاصة إخماد بؤرتين خطيرتين مازالتا تشكلان صعوبة كبيرة حسب ما صرح به للجريدة مسؤول بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. هذا وانعقد صباح يوم الخميس 15 غشت2013 في الساعة السادسة صباحا اجتماع تقني من أجل تدخل جوي جديد بمشاركة عشر طائرات مغربية وإسبانية ستكون مهمتها تطويق وإخماد حرائق منطقتين جبليتين خطيرتين، في حين ستكون مهمة التدخل الأرضي الذي يشارك فيه أزيد من 450عنصرا من الوقاية المدينة من داخل الجهة وخارجها، إخماد حرائق منطقتين جبليتين هما أقل خطورة من الأوليين . وحسب رئيس حماية الغابات بالمندوبية السامية فؤاد عسالي، فقد تجاوزت خسائر هذه الحرائق إلى حدود مساء يوم الأربعاء 950هكتارا من شجر العرعار والأركَان والزيتون البري. وفي ما يتعلق بالتحقيقات، نفى ذات المسؤول أن تكون اللجنة المختلطة المكلفة بالتحريات والبحث قد توصلت إلى نتائج في ما يتعلق بمعرفة أسباب الحرائق وتحديد الفاعل الحقيقي فيها، هذا في الوقت الذي دارت فيه شائعات عن كون الفاعل كان مختلا عقليا يقوم بإشعال النيران في المناطق الجبلية الأربعة التي تستهدفها حاليا عمليات التدخل من الجانبين الأرضي والجوي. وللتذكير فقد اندلعت حرائق غابة أمسكرود، مساء يوم السبت 10غشت 2013 ابتداء من الساعة السادسة لتعم الغابة المطلة على الطريق الوطنية رقم 8 والطريق السيار الرابط بين أكَادير ومراكش وعلى مركز جماعة أمسكرود لتلحق بذات خسائر مادية فادحة بالمجال الغابوي وبالسكان المنتفعين بغلاته، حيث شملت في البداية الخسائر250هكتارا لترتفع إلى أزيد من 950هكتارا حسب إحصائيات تقديرية أولية، في انتظار أن تحصي الجهات المسؤولة إجمالا عدد هذه الخسائر، وكذا الهكتارات من الأشجار التي التهمتها ألسنة نيران الحرائق. وقد أجرى جلالة الملك يوم الأربعاء، مباحثات هاتفية مع العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول. وأعرب جلالة الملك، خلال هذه المباحثات، للعاهل الإسباني عن بالغ تشكراته وامتنان المملكة للدعم الذي قدمته الحكومة الإسبانية من أجل السيطرة على الحريق وقد أعطى جلالته تعليماته السامية لوزير الداخلية بالتوجه إلى عين المكان، والسهر على اتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل حماية الممتلكات والأشخاص. ويجري التنسيق بشكل متواصل بين وزيري الداخلية في البلدين في إطار العمليات المستمرة الجارية بهدف السيطرة على هذا الحريق، إذ يتم التعاون الثنائي في هذا المجال بشكل مثالي. وقد سبق لإسبانيا أن قدمت مساعدة للمغرب في ظروف مماثلة، كما عبأت المملكة المغربية وسائلها دعما للبلد الجار خلال كوارث طبيعية من هذا القبيل.