توفي الشباب عبد اللطيف درغام المزداد سنة 1980 بالسجن المحلي بخريبكة ليلة الأحد صبيحة الاثنين الماضي. وذلك بعد أن دخل في إضراب عن الطعام فاق 50 يوما. عائلة ازدادت مأساتها بعدما أحجمت إدارة السجن أو أي مسؤول آخر عن إبلاغها بهذه الفاجعة، يقول شقيق الهالك حميد درغام لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« أنه شخصيا تم إخباره بوفاة أخيه من طرف أحد الأشخاص الذي كان في زيارة لأحد أقاربه بذات السجن، حيث تناقل الزوار هناك خبر الوفاة. وقد تفاجأت العائلة بجيرانها يقدمون التعازي لهم قبل أن يتوصل أفرادها بهذا النبأ الفاجعة. ويضيف حميد درغام أنه حينما زاروا مستشفى الحسن الثاني وجدوا الفقيد بمستودع الأموات. وقد بدت على جسمه علامات الكي خاصة على مستوى رجليه، كما أكد لهم أكثر من مصدر أن إدارة السجن بصحبة الأمن نقلوا النزيل عبد اللطيف درغام الى المستشفى في الساعة الواحدة ليلا، كما أكدت مصادر من داخل المستشفى أنه جيء به وهو مفارق للحياة . وأمام هول هذه الفاجعة، خاصة بعد التكتم الشديد الذي صاحب عملية الوفاة والنقل إلى المستشفى، وعدم إخبار العائلة بما حدث، رفضت العائلة تسلم جثة ابنها، حيث نقلت الجثة للتشريح بالدار البيضاء. ويضيف عبد اللطيف درغام في تصريح لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« أن شقيقه كما رآه بمستودع الأموات، كان في حالة جد سيئة، إذ لم يستطع التعرف عليه، بسبب حالة الهزال التي بدا عليها، في الوقت الذي دخل فيه السجن ببنية قوية. ويضيف على لسان والدته عتيقة مصادفي أنها ذهبت ذات مرة لزيارة ابنها بالسجن، فلم يسمح لها بلقائه. حيث جاءت في اليوم الموالي إلا أن المسؤولين كانوا يتهربون من تمكين الأم من لقاء ولدها، قبل أن يتم ترتيب لقاء في مكتب مدير السجن المدني بوجود المدير نفسه، وصرحت أنها لم تتعرف عليه في البداية، نتيجة تدهور حالته الصحية. ويؤكد حميد درغام أن شقيقه الذي اعتقل منذ ما يقارب 5 أشهر بتهمة كان ينفيها، جملة وتفصيلا، مازال قيد التحقيق لدى قاضي التحقيق. وقد راسل كل المؤسسات الحقوقية وغيرها بخصوص هذا الموضوع، ينفي فيها جملة وتفصيلا هذه التهمة إلا أنه لم يتوصل بأي رد يذكر. وأمام هذا الظلم قرر خوص إضراب مفتوح عن الطعام، إذ كان المرحوم من المهاجرين بالديار الإيطالية، قبل أن يعود الى أرض الوطن بصفة نهائية منذ أربع سنوات تقريبا. ويزيد حميد قائلا إن أحد المسؤولين في النيابة العامة استقبل العائلة المكلومة بدم بارد، ولم تشفع له هذه المأساة لتقديم التعازي، بل خاطبهم بطريقة اعتبروها غير لائقة حين صرح حميد بالحرف »بغا يزرب علينا« واتهمنا بأننا نريد إثارة الفوضى في المستشفى. قبل أن يؤكد ضرورة انتظار نتائج التشريح، «وهديك الساعة ديرو اللي بغيتو« حسب وصفه. ما حدث دعا العائلة المكلومة الى اتخاذ قرارها القاضي بعدم تسلم الجثة نهائيا ودفنها ما لم يتم فتح تحقيق في كل هذه الملابسات، بدءا من عدم تبليغ العائلة بهذه الوفاة، إلى غير ذلك من النقاط المرتبطة باعتقاله ظلما وعدوانا حسب وصفها، ولو تطلب الأمر سنة أو سنوات، ما لم يتم كشف الحقيقة كاملة خاصة وأن هناك من يريد إقبار هذا الملف.