قدمت مجموعة « ءينوراز» (الآمال) بأحد الفضاءات الخاصة بالترفيه والابداع المتواجد بالمعهد الفرنسي باكادير مؤخرا ألبومها الجديد، والذي يتكون من مقطوعات موسيقية تحمل عناوين «أمان (الماء)» و«أمادل (قمة الجبل)» و «أكرض والوس (مرتفع الأحجار)» و «تاكنت أوجديد (غابةالطيور)» و«تادينكا (الموجة)» و«إيكيكل (اليتيم)» . تتكون هاته المجموعة، التي شاركت بمهرجان تيميتار في دورته الأخيرة، من أربعة أفراد كلهم شباب، وهو خالد االبركاوي، حسن بومليك، مصطفى آمال، الحبيب باكري،(الحسين فاضل)، الذين أسسوا هاته الفرقة منذ 06 مارس 2006 ، بعدما فكروا وابدعوا في استلهام الروح الموسيقية للنغمة الامازيغية ، معتمدين في إبداعاتهم على إيقاعات ونغمات قديمة.. وأسلوب هؤلاء الفنانين الاربعة في العمل يقوم على البحث في المورث الموسيقي المغربي القديم وفي الحداثة الموسيقية العالمية .. من خلال توظيف آلات موسيقية بسيطة لأجل خلق وإبداع أنماط موسيقية روحية تجذب الأسماع وتشد الانفاس إليها لتنقلها من فضاء إلى آخر ومن «قارة» موسيقية إلى أخرى، حيث يصنعون بذلك عالما ممزوجا يغترف من كل التقاليد الموسيقية الدولية.. فأعضاء هاته الفرقة «ءينوراز» (الآمال) ليست لديهم حدود يمكن أن تتحكم في موسيقاهم، كما يقولون، وذلك بإبداعهم وتوظيفهم لمجال روحي يخرج ويولد النغمات من «الرباب» و«لوطار» و«الطمطام» و«البندير» الى جانب «الكمان» و«القيثار» و«الطبلة الهندية» و«الكنباس السينغالي» و«الزارب الايراني» وغيرها من الآلات التي تبني آفاقا وعالما جديدا في مفهوم الموسيقى الامازيغية الروحية، في صورة حديثة توافق المقاييس الموسيقية العالمية، فقد صرح حسن بومليك في هذا الإطار ل«الاتحاد الاشتراكي» أن هاته التجربة الموسيقية الروحية الصامتة تقوم على الانسجام بين الايقاعات والمقامات الموسيقية، والتي تقوم على أن الموسيقى لاتنتمي إلى وطن، ولا تنسب الى جنس، وأن المجموعة تعرف بالآلات الموسيقية المغربية الأصيلة الضاربة في عمق التاريخ الشعبي الانساني والكوني، وأن المجموعة سبق لها وأن ساهمت بهاته الموسيقى الروحية الصامتة في إنجاز أفلام بريطانية سنة 2012 فيلم «مغامرات الأمير أحمد»، كما أنها تشارك في أنشطة المعاهد الفرنسية والبريطانية المتواجدة بالمغرب، كما أنها شاركت في مهرجانات من قبيل مهرجان «شالة» و مهرجان «مراكش للفنون الشعبية»، ومهرجان«طرب طنجة »، ومهرجان «تيميتار». تجدر الإشارة إلى أن حسن بومليك يتجاوز الابعين من العمر، انخرط في السبعينيات مع مجموعة المشابيح وفي الثمانينيات مجموعة امزواكن ثم اروكسترا شهرزاد بانزكان ثم انتقل 1986 ليشتغل مع الروايس مثل تبعمرانت ، وحسن ارسموك...ك ان يعزف على آلة القيثارة الكهربائي، بينما خالد البركاوي فقد اشتغل في البداية في المسرح مع جمعية انوراز للمسرح، ثم شارك في فيلم «ايموران» الذي حصل على جائزة في مهرجان القاهرة في الثمانينيات.... وأما الحبيب باكري المتخصص في الموسيقى الكناوية، فينتمي الى أسرة كناوية يحمل لقب«المعلم» وهو بدوره اشتغل مع مختلف الروايس المحليين وغيرهم، وشارك معهم في مهرجانات كناوة بالصويرة، وأخير آمال مصطفي فاشتغل مع عموري مبارك، وهو وأستاذ بالمعهد الموسيقي، ويشتغل مع الفرقة الألمانية او مبريون. تعاني المجموعة من إكراهات تتمثل في رفض ملفاتهم من قبل مديري بعض المهرجانات الوطنية، ويعزون الأمر إما إلى عدم الشهرة الدولية عوض الشهرة الوطنية، أو إلى اللغة .. وميزة هاته المجموعة أن أفرادها لايجدون صعوبة في الانخراط في العزف مع مختلف المجموعات الدولية سواء من أفريقيا أو أمريكا أؤ غيرها.