ابتدأت قصة مجموعة «أودادن » عام 1978 بين أزقة و شوارع حي بنسركاو، بالقرب من أكادير. مكان اعتاد ساكنوه العيش كأسرة واحدة ، و مِؤسسو هذه المجموعة هم شبان من هذه الأسرة ، اختاروا الفن ليجمعهم منذ نهاية السبعينيات الى اليوم. أعاد هؤلاء الشبان ، انذاك ، غناء ريبرطوار الروايس، كل واحد على آلته، و حاولوا عصرنة الفن التقليدي، مما خلق في تلك الفترة ثورة فنية عجلت بانطلاق المجموعة التي أصبحت تظهر في كل الحفلات و الأعراس بالمدينة. اختار شبان المجموعة في البداية تسميتها ب «أدجارن» أي «الجيران» ، لكن بعد تفكير و نقاش غيروا هذا الاختيار ليصبح «اودادن» وهو اسم حيوانات شجاعة تعيش بالأطلس. بين عام 1979 و 1985 بدأ اسم المجموعة يلمع بالمدينة، في وقت لم يظهر فيه بعد الأنترنت أو الأقراص المدمجة أو أي من التكنولوجيات الموسيقية الحديثة، و لم تفكر فيه بعد في تسجيل ألبوم لها ، لكن عشاق «أودادن » نشروا فنهم آنذاك بالوسائل التقليدية المتوفرة حينها كآلة التسجيل و الأشرطة التقليدية قبل أن تقترح شركة الانتاج «صوت المعاريف » على «أودادن » تسجيل أول ألبوم لهم عام 1985 . في نفس السنة تمت دعوتهم للمشاركة في مهرجان تونس ، ثم في جولة بمدن المملكة المغربية، و بهذا بدأت المجموعة تشق طريقها الى الشهرة الوطنية و بدأ التفكير في الانطلاق خارج أرض الوطن ما حمل «أودادن» الى الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم أوربا و خشبتي BERCY و ZENITH بباريس، و غنت المجموعة بعدها بمالي عام 2007 و بتانزانيا عام 2008 ثم بماليزيا السنة الماضية ، و بالدورة الخامسة و الثلاثين لمهرجان الموسيقى المختلطة أو الخلاسية بأنكوليم( Angolème) بفرنسا شهر ماي من هذه السنة ، و قبله بأيام سجلت المجموعة، بتشجيع من المدير الفني لمهرجان تيميتار بأكادير ، ألبوم الاحتفال بعيد ميلادها الخامس و العشرون، و على أرضها أكادير شاركت المجموعة أكثر من مرة في مهرجان تيميتار. يعتبر أفراد مجموعة « أودادن » بعد خمسة و عشرين عاما من العمل الفني ، و خمسة و عشرين البوما بمئات الأغاني الأمازيغية منها ألبوم « أمزتيي أدور ضرغ » أو « أمسكوني كي لا أسقط » ، السفراء الاستثنائيون لجهة سوس. نالت هذه المجموعة السوسية تقدير الإعلاميين و المهنيين الدوليين المختصين في موسيقى العالم حيث تمت دعوتها سنة 2006 لمنتدى بابل ميد (Babel Med) للموسيقى و هناك رشحت لجائزة اذاعة فرنسا الموسيقية أو France-Music و شاركت بعد هذا الحدث في العديد من المهرجانات باوروبا. تعتمد موسيقى مجموعة « أودادن » على المزج بين موسيقى العالم و الريبيرطوار الأمازيغي التقليدي، بين الآلات التقليدية و العصرية ما يجعل المجموعة المتألفة من عبد الله الفوى في الغناء و البانجو ، أحمد الفوى في الدف و الدربوكة ، محمد جمومخ في الطامطام ،العربي أمهال في الناقوس ، خالد الفوى في الدف و العربي بوخرموس في القيتارة ، تتحول الى عاصفة موسيقية يسبقها هدوء و سكينة تراه على وجوه كل أفراد المجموعة قبل أن يتحولوا الى قصة بلا نهاية و هم على الخشبة بين آلاتهم ، لهذا فليس بالغريب أن ترى أجساد المستمعين لموسيقى « أودادن » تتمايل مستسلمة لنشوة الاستمتاع بفنهم. نتيجة كل هذه السنوات من الفن و الابداع هي موسيقى حية تبعث الروح في الجمهور المغربي الوفي لجموعة «أودادن» و الجمهور العالمي الذي يكتشف روعة الفن المغربي الأمازيغي من مجموعة تغنت ولازالت بأشعار الحياة و الحب وكل التفاصيل الاجتماعية و الاقتصادية للجهة التي فيها خلقت و لها ستظل وفية بفن يجوب كل بقاع العالم تاركا الشوق و الحنين إليه لدى كل من شاءت له الأيام أن يستمتع بفن مجموعة سوسية اسمها«أودادن ». 25 سنة من العطاء ستثمن هذه السنة بمشاركة مجموعة «أودادن في WOMEX،أكبر الملتقيات الموسيقية العالمية و المقام في العاصمة الدانمركية كوبانهاكن ما بين 27 و 31 من شهر أكتوبر لهذه السنة، وستقدم عرضا موسيقيا يوم 29 أكتوبر2010 بمركز كوبانهاكن للحفلات بدعم من المنظمة العالمية للفرنكوفونية OIF .. ، و قبل هذا التاريخ ستسجل المجموعة برنامج تلفزي لFRANCE O،وبرنامج لاذاعة FRANCE MUSIC،والذي سيبث في شهر يناير المقبل.