أكد المطرب عبد العاطي العوفي رئيس فرقة (الكعدة) الجزائرية أن مجموعته الغنائية تعتمد في تلحين وأداء أناشيدها الصوفية على النغم الموسيقي المغربي الذي يمثله رواد الأغنية الدينية في العديد من أقاليم المملكة. وأوضح العوفي لوكالة المغرب العربي للأنباء ، في حوار على هامش الدورة الرابعة لمهرجان موسيقى الزاويا بآسفي (من 19 إلى 21 غشت الجاري) التي نظمت تحت شعار "موسيقى الزوايا.. حوار وتواصل"، أنه فضلا عن استلهام فرقته الموسيقية من إيقاعات وألوان موسيقية صحراوية، فإن مرجعية المجموعة على مستوى الأداء غالبا ما يتم تأطيرها بالنغم وبالمعاني والرموز التي تتضمنها كلمات وألحان الطرب الصوفي المغربي. وأشار، في هذا السياق، إلى تأثر مجموعته المكونة من ثمانية أعضاء بإيقاعات الطرب الصوفي في كل من فيكيك ومراكش ومكناس وفاس وبمعزوفات الطقطوقة الجبلية والأصوات الحسانية والأمازيغية وفن الملحون. كما شدد على أهمية التجربة الغيوانية - التي تعد برأيه - نموذجا لجيل السبعينيات من القرن الماضي في تعاملها الفني والشعبي مع هذا الزخم من التراث، وإلهامها للشباب المغاربي خلال تلك الفترة. واعتبر أن اللقاءات والمهرجانات التي يتم تنظيمها في المغرب، والتي تكتسي طابعا صوفيا وتقليديا عريقا كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان كناوة بالصويرة أو مهرجان الموسيقى الروحية بمدينة فاس أو مهرجان آسفي، تعد بمثابة مدارس ومختبرات لإعادة الروح وإغناء هذا الصنف من الفن الروحاني. وأضاف أن هذه الملتقيات تتيح الفرصة للتحاور مع فنانين من آفاق صوفية وروحانية متعددة فضلا عن تبادل الخبرة في ما بينهم من أجل الرقي بهذا الفن الرامي إلى رد الاعتبار لموسيقى الأجداد وتربية وتهذيب النفس والمساهمة في ترسيخ الهوية الثقافية لدى شعوب المنطقة. وعن المواضيع التي تشتغل عليها مجموعة "الكعدة"، قال السيد العوفي إن فرقته تركز ، باعتبارها فرقة صوفية شعبية ، على مواضيع القضاء والقدر والأمداح النبوية كما تسعى من خلال النصوص المقتبسة عن فقهاء ومريدي الزوايا الدينية أو القصائد القصيرة التي ينظمها أفراد المجموعة، إلى تمرير رسائل ذات بعد أخلاقي بغاية تهذيب النفوس وإرجاعها إلى طبيعتها الإنسانية الخاصة. واعتبر أنه ، أمام التطور الذي عرفه العالم على مستوى الفنون بصفة عامة وفن الموسيقى بصفة خاصة ، من الطبيعي استحضار هذا التطور والاستفادة منه في صنعة الموسيقى الصوفية والروحانية، وذلك بهدف تقريبها أكثر من الجمهور وتحبيبها للأجيال الجديدة من الشباب. وتوظف (الكعدة) التي تأسست قبل 12 عاما، عددا من الآلات الموسيقية منها على الخصوص الموندول والكنبري والقيثارة والدف ولقراقب بالإضافة إلى أصوات أفراد المجموعة. وسبق لهذه الفرقة التي تتخذ من فرنسا مقرا لها، أن شاركت في العديد من المهرجانات الموسيقية الصوفية على الصعيد الدولي خاصة في مهرجان "كناوة" بالصويرة ومهرجانات مماثلة في عدة بقاع من العالم. وأدت المجموعة إلى جانب الفرق الصوفية القادمة من فاس ومكناس وآسفي وغيرها، عددا من لوحاتها الغنائية خلال مهرجان موسيقى الزوايا الذي اختتمت فعالياته مساء أول أمس السبت.