انطلقت مساء أمس الخميس فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان موسيقى الزوايا الذي تنظمه جمعية "حوض آسفي" من 19 إلى 21 من غشت الجاري تحت شعار "موسيقى الزوايا.. حوار وتواصل". وتميز حفل الافتتاح، الذي نظم بدار السلطان، بتقديم مقطوعات غنائية صوفية وأذكار وأمداح نبوية قدمتها كل من فرقة أوسرد للمديح النبوي الحساني لمدينة الداخلة برئاسة الفنان الشريف سويلم، والفرقة الجزائرية (الكعدة) المقيمة بفرنسا برئاسة المطرب الصوفي عبد العاطي العوفي، وفرقة الطائفة العيساوية (ناس الحال) بقيادة زكرياء الصويري، ومجموعة احمادشة لمدينة فاس برئاسة عبد الرحيم العمري. وأوضح السيد عبد القادر البوكيلي مدير المهرجان على هامش حفل افتتاح هذه الدورة التي حضرها السيد العربي صباري حسني والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليمآسفي، أن هذه التظاهرة الفنية الدينية يتم تنظيمها من أجل رد الاعتبار لموسيقى الزوايا الدينية والتعريف بأهدافها ومضامينها الدينية والتربوية وتبليغ رسالتها لفئة الشباب. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الهدف من إحياء هذه الحفلات التي تشارك فيها فرق متعددة يندرج في إطار عمل الجمعية الرامي إلى خلق فضاءات جديدة لإشاعة التقاليد الفنية التي يختزنها هذا اللون الإبداعي المتميز بطابعه الروحاني والصوفي وبوقعه على تربية النفوس وتهذيبها وترسيخ الوسطية في طبائع وسلوك الأفراد والجماعات. واعتبر، في ذات الوقت، أن "دور الأحياء" المنتشرة بكثرة في أوربا،والتي يرتادها الشباب من أجل الاستمتاع بالموسيقى الروحانية، إنما هي في الواقع استلهام من فنون الزاوية المغربية التي طالها الإهمال من قبل الشباب اليوم في المنطقة المغاربية، مؤكدا على ضرورة مواصلة التعبئة من أجل إعادة الاعتبار لهذا النمط من التعبير الغنائي الصوفي. وموازاة مع حفل الافتتاح، تم تنظيم حفل مماثل بساحة مولاي يوسف حضره جمهور عريض من المولعين والمريدين والمتتبعين شاركت فيه فرق الطائفة الحمدوشية لآسفي وسعيد لكناوي وفرقة عيساوة. وتضم مدينة آسفي العديد من الزوايا منها، على الخصوص، الزاوية الدرقاوية والزاوية التيجانية والزاوية القادرية والحمدوشية والعيساوية والحراقية، وغيرها من الزوايا. وتتواصل فعاليات الدورة الحالية لهذا المهرجان مساء اليوم الجمعة بعد صلاة العصر بطواف فني للفرق المحلية ينطلق من ضريح الشيخ أبي محمد بن صالح في اتجاه ساحة مولاي يوسف التي تتواجد بها المنصة الرسمية للعروض، والتي تقدم على خشبتها كل الفرق المشاركة نماذج من لوحاتها الغنائية الروحانية والصوفية.