تنصل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من تمكين الجالية المغربية المقيمة بالخارج من المشاركة السياسية، بدعوى أن ذلك يطرح صعوبات تقنية وعملية، وصرح وهو يجيب عن وضعية الجالية المغربية بدول المهجر على السؤال المحوري في المساءلة الشهرية بمجلس النواب يوم الاثنين الماضي، حول هذا الموضوع، بل أكثر من ذلك، تنصل من مهامه الدستورية كرئيس حكومة، وما يخوله له الدستور الجديد من صلاحيات لم تكن متوفرة لدى من سبقوه، واتخذ جلالة الملك كمظلة للتهرب من مسؤوليته، حينما صرح أن الحكومة تشتغل مع جلالة الملك وبجانبه "ما نبقاوش نخرفوا ونقولوا شي حاجة ماشي هي هاذيك. الحكومة مؤسسة تنفيذية يرأسها الملك، هذا التصريح يريد من خلاله بنكيران التهرب من مسؤوليته الملقاة على عاتقه، ويجمد من خلاله الدستور الذي صوت عليه المغاربة، والذي ربط المسؤولية بالمحاسبة. بنكيران الذي كان يخاطب الأقلية في مجلس النواب، بعدما قاطعته أغلبية أعضاء مجلس النواب، بعدما التحق بالمعارضة حزب الاستقلال، بل إن الحليف الأغلبي المنتظر، والذي فتح معه بنكيران مفاوضات للانضمام إلى أغلبية حزب التجمع الوطني للأحرار، هو الآخر استمر في مقاطعته، وذلك بسبب هيمنة الحكومة وأغلبيتها على الحصة الزمنية المخصصة لهذه الجلسة الدستورية. الجلسة الشهرية التي ترأسها رئيس مجلس النواب كريم غلاب استغلها فريق العدالة والتنمية الذي انتقد رئيسه عبد الله بوانو، في إطار نقطة نظام، فريق حزب الاستقلال الذي رأى أنه هو من اقترح هذا المحور، والتزم مع الأغلبية، قبل أن يقاطع هذه الجلسة. وكشف بنكيران أن هناك مليون مغربي عاد إلى أرض الوطن منذ 5 يونيو من هذه السنة. وقدر ودائع مغاربة العالم في البنوك المغربية ب 130 مليار درهم، بما يمثل 21% من مجموع الودائع . كما أن مجموع »التحويلات المالية بلغ 9613 مليار درهم منذ سنة 2012. وأكد رئيس الحكومة أن مغاربة العالم يساهمون في تخفيض مؤشر الفقر ب 3,4 نقطة، أي ما يعادل مليون فقير. ورغم أن المعارضة لم تكن حاضرة في هذه الجلسة التي قاطعتها للمرة الثالثة على التوالي، فإن عبد الإله بنكيران، لم يتراجع عن استفزازاته، واتهامه المباشر لخصومه غير المرئيين، والذي لم يسبق أن حدد أوصافهم، حيث صرح أن هناك ضربا تحت الحزام لحكومته، مطالباً برفع التحدي اليوم، وأن المشوشين لن يتوفقوا، قبل أن يستشهد بالتجربة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية هناك، والتي وصفها بأنها عملت على تقدم بلد العثمانيين.