لجأت العديد من الشركات المغربية إلى خدمات بعض الفنانين «النجوم»، العرب والأجانب، من أجل الترويج لمنتجاتهم التجارية في مجالات السكن والعقار والاتصالات، من خلال تقديم وصلات إعلانية يتم بثها في ساعات الذروة كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك. وتباينت ردود الفعل إزاء استدعاء بعض الشركات لفنانين أجانب من أجل تسويق منتجاتها، بين مؤيد بسبب استقطاب الإعلان لأكبر عدد من العملاء، وبين رافض بسبب المبالغ «الخيالية» التي يتقاضاها هؤلاء «النجوم» أمام تهميش الطاقات المغربية. وظهر الممثل الهندي الشهير شاروخان، خلال شهر رمضان الجاري، في إعلان لشركة متخصصة في السكن، والذي اختير سفيرا جديدا لعلامتها التجارية، حيث قدم وصلة إعلانية راقصة مدتها دقيقة واحدة، نطق فيها كلمات قليلة بالعربية أشاد فيها بجمالية شقق الشركة. وفي إعلان آخر ظهر مغني الرأي الجزائري الشاب خالد في إعلان لإحدى الشركات العقارية العملاقة في البلاد، وهو يؤدي فوق منصة أمام عدد من الجمهور أغنية «راي» يقول فيها: «أنا شاري.. داري مفرحاني.. داري مبرّعاني.. واخذة بالي». وبدوره يقدم الفكاهي الجزائري، عبد القادر السيكتور، إعلانا تجاريا لفائدة إحدى الشركات الثلاث الفاعلة في قطاع الاتصالات بالبلاد، يتم بثه في رمضان على القنوات المغربية، ويتطرق فيه إلى المزايا المتعددة في استخدام هواتف الشركة. وقال أمين كنون، مدير الشركة التي جلبت النجم الهندي شاروخان، إن «استقدام هذا الممثل الكبير لتقديم منتجات الشركة، هو تلبية لرغبات قطاع عريض من المشاهدين المغاربة الذين يحبون هذا الفنان، ويتابعون بشغف أفلامه السينمائية». وأضاف كنون، أن «شاروخان بصم حياته بطابع من الجدية في العمل، والعصامية في التكوين حتى بات أحد أشهر نجوم السينما في العالم، وهو ما تقوم عليه قيم الشركة ذاتها التي تؤمن بالمثابرة والقدرة على تخطي الصعاب، وتقديم أفضل الخدمات للعملاء. واعتبر محمد بنسدرة، الباحث المختص في الإعلانات الإشهارية، أن جلب شاروخان أو الشاب خالد، أو غيرهما من نجوم الغناء والتمثيل في العالم، لأداء وصلات إعلانية لشركة ما، أمر يعود بالفائدة التجارية على منتجاتها، لأن المشاهد غالبا ما يتفاعل مع الشخصيات الفنية أو الرياضية التي لها نجومية وشعبية كبيرة. وتابع بنسدرة، أن «الحديث عن عدم استقدام مثل هؤلاء النجوم لأن الفنانين المحليين كفيلون بأداء تلك الوصلات الإعلانية، أمر يجانب المنطق، باعتبار أن الشركات التجارية تهتم أكثر بالسوق، وما يدر عليها من أرباح، كما أن الإعلانات العالمية حاليا تتجه نحو الوجوه المعروفة».