احتضنت قاعة العروض والندوات للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، مساء يوم الجمعة 17 رمضان 1434 الموافق ل26 يوليوز 2013، حفلا في فن المديح و السماع أحيته مجموعة الذاكرين، تحت عنوان «تطريب القلوب بنفحات من ذكر المحبوب» ويقول: « محمد التهامي الحراق رئيس مجموعة الذاكرين عن هذه الليلة، هي للاستماع إلى المديح النبوي الشريف، و الاستمتاع بأشعار كبار العارفين، وذلك لإحياء نفحات ربانية لهذا الشهر المبارك، التي تجمع بين الطرب والذكر، من خلال تطريب القلوب بالذكر والسماع، وقد قال العارفون أن فن السماع هو مصيدة النفوس، إذا سمعت النفوس الصوت الحسن تفاعلت معه، وإذا سمعت الكلمة الطيبة تأثرت لها، وإذا سمعت الأداء الشجي كانت منصاعة له، لهذا كان أولياؤنا يستعملون هذا الأسلوب للتأثير في النفوس، فالنفس ترق للنغم، وإذا تتأمل الكلام ستجد هذا الكلام يتضمن قيما رفيعة، بالحض على المحبة والحض على الذكر و الحض على التسامح و الحض على التقرب إلى الحق، وعلى العبادة الحق، والحض على الإخلاص وما سواه ذلك من المعاني المبثوثة بأسلوب راق، بهي لهذه الأشعارَ. وأضاف أن هدف مثل هذه الأمسيات، هو من أجل طمأنة النفوس، مصداقا لقوله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، ولهذا كانت العارفة بالله رابعة العدوية تقول:« أنه لا يجب أن نعبد الله خوف من ناره، ولا طمعا في جنته، حتى لا نكون كالعبد الأجير، إن لم يعط لن يعمل، بل يجب أن عبده محبة فيه.» وقال:« إن هذه الأشعار التي تنشدها المجموعة تتمحور كلها حول المحبة الحق سبحانه وتعالى و حول محبة الرسول صلوات الله عليه، حول المعاني المراقي و المدارك التي يصلها المحبون. لذلك تتغنى المجموعة بهذه الأشعار ذكرا وطربا للقلوب. لأن لهذه الأشعار و هذه الأذكار تأثير في النفوس». وقد استمتع الحاضرون بإنشاد قصائد في مدح الرسول الكريم، وهي عبار عن «كوكتيل» من القصائد الشعرية و الزجلية، أداها المنشدون ورافقهم العازفون بروعة كبيرة أطربت النفوس وأدخلت إليها الطمأنينة، من خلال أربعة وصلات، استغرقت كل وصلت حوالي نصف ساعة، لم تسأم منها آدان الحضور، لقد كانت فعلا ليلة ربانية.