فضاء الفنون الجميلة بالمعاريف شكل قبلة العديد من ساكنة الدارالبيضاء ليلة الأربعاء 17 يوليوز الجاري ضمن فعاليات مهرجان سيدي بليوط الذي دأب القيمون على الشأن الثقافي بالجماعة على تنظيمه تزامنا مع ليالي رمضان المبارك من كل سنة. منصة حفل الرمضانيات اعتلاها في هذه الأمسية الافتتاحية جوق الدارالبيضاء للطرب الأندلسي مكونا من أساتذة المعهد الموسيقي بالدارالبيضاء برئاسة الأستاذ عبد الرحيم بريول، الذي شنف أسماع الحضور بمقطوعات أندلسية صامتة تميزت بدقة في الأداء وحسن في الإيقاع، الشيء الذي صفق له الجميع تعبيرا عن التجاوب الكبير والتفاعل مع النغم الأندلسي المغربي الأصيل الذي يستوجب دعوة أخرى للحفاظ علي هذا الموروث الثقافي - الفني وصونه من التحريف أو التطبيع بأنغام أخرى بعيدا عن كل ألوان التنميق والتزويق.. حتى نضمن لهذا الفن العريق استقلاليته وجماليته الواسعة الصيت. وبإعلان المنشطين حفيظة خوي وفتيح عن اسم الفنانة المقتدرة ماجدة اليحياوي مشاركتها في الحفل الفني الرمضاني الساهر اعتلت التصفيقات ترحيبا ببنت مكناس من أب يجيد العزف على آلة العود وتلميذة المرحوم التولالي هرم الملحون بانفراد غير مسبوق. وبتجاوب سلس رائع انطلقت اليحياوي مفتتحة الليلة الرمضانية ب«ارجانا فالله» والتي ألهبت حماس الجميع، حيث شدت أيديهم للتصفيق في إيقاع جد منسجم مع غنائها في فرحة متميزة وإعجاب بصوتها الذي دوى في فضاء مدرسة الفنون الجميلة دونما حاجة الى مكبرات الصوت. ثم اتبعتها ب «فاطمة» ومن منا لا تأسره «فاطمة» بترانيم الملحون الجميل، حيث تمايلت الرؤوس والأكتاف في تماه لا محدود.. وبعدها أغنية جاءت «للا غيثة» وكشكول من بعض البريولات القصيرة والمتسلسلة لتطبع ماجدة الحفل بالمستوى الذي يستحقه. وكما هو مسطر في البرنامج لهذه الليلة التحق قيدوم الطرب الأندلسي الحاج محمد با جدوب الذي صدح هو الآخر بصوته الأصيل وشد إليه الجميع في لون غنائي ساحر . وعلى نغمات الطرب الأندلسي ووصلاته الرائعة كان لجمهور الدارالبيضاء في هذه الدورة الثامنة من المهرجان موعد مع عرض للزي المغربي الذي نشطته بعض الفتيات على خشبة خصصت لهذا الغرض. العروض التي نالت إعجاب الحاضرين وصفقوا لها بحرارة، كانت من تصميم سعاد وعائشة التي طبعت بالطابع المغربي الأصيل. ليلة سيدي بليوط الرمضانية حضرها العديد من الفنانين محمد الصعري الفاضلي سامية أقريو وآخرون واعتبرها الجميع متنفسا كبيرا للترويح على النفس وسط مدينة تعرف زحفا متواصلا للعمران في مسح واضح للفضاءات الخاصة بالترفيه والتواصل الفني الجماعي للتعرف على مكتسبات المدينة والحفاظ عليها من الزوال. كما أن نهار الصيام الطويل في فصل ساخن وحار يغري بالاستمتاع بالطرب والغناء والنشاط الثقافي بعد الإفطار.