افتتح كمال الديساوي رئيس مجلس مقاطعة سيدي بليوط مساء الجمعة 14 رمضان الجاري بفضاء مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، السهرة الخاصة برمضانيات البيضاء الثقافية احتفالا بعيد العرش المجيد. و بالمناسبة أكد الديساوي أنه رغم الإمكانيات الضئيلة التي يتوفر عليها المجلس وصعوبة المسالك المالية على مستوى التدبير والترشيد، فإن أهمية الثقافة والفن في خلق المتنفس المستهدف لساكنة كبرى كالدارالبيضاء لا محيد عنهما. وأضاف في معرض كلامه، إن الجميع موظفين، مستشارين وأعوان كلهم ضمن فريق عمل واحد يسعون جهد المستطاع إلى تمكين المواطنين من تنشيط جاد في هذه الأيام الرمضانية المباركة من خلال جميع الألوان الفنية التي تزاوج بين موسيقى تنهل من التراث الرائع الذي يجمع الملحون والأندلسيات وغيرهما، وبين مسرح يجد جذوره هنا بالمدينة وينفتح على باقي مدن وقرى المعمور. كما أشار إلى أن هذا اللقاء التواصلي هو فرصة ملائمة لتكريم بعض الفنانين في إطار تجربة مبدع التي خصص لها يوم غد الثلاثاء 7 / 8 / 2012 لاستضافة رئيس مجموعة الغيوان عمر السيد، وذلك إيمانا من القيمين على هذه الأيام بضرورة تكريم الفنانين والمبدعين قيد حياتهم. في هذا السمر البهيج أمتع رائد الطرب الأندلسي الفنان با جدوب الحاضرين برائعة «شمس العشية» و«يا من ملكني عبدا»، وأطلق العنان لحنجرته بتشكيلة من المواويل التي لم يصمد أمامها الحضور فرحا وترجمها تصفيقات حارة غير منقطعة حتى أفرغ با جدوب جعبته و أشفى غليل من جاؤوا من أجل سماعه. بعد ذلك كان للجمهور لقاء مع الشاب «علي» الذي أجاد تقليدا للفنان عبد الهادي بالخياط في «المنفرجة» و«يا طالعين الجبال» ومواويل أخرى. ليأتي دور الفنان جمال بنحدو الذي أتحف الحاضرين بمقطوعاته الفنية المتنوعة وذلك بعد أن اعتذرت الفنانة ماجدة اليحياوي عن مشاركتها التي كانت مبرمجة، لأسباب شخصية. والتي قال فيها باجدوب قبل أن يتحف سامعيه أنها تستحق الشكر على محافظتها على لونها الملحوني إذ اعتبرها بمثابة ابنته، وألح على أن يصلها هذا الثناء من خلال منبر الجريدة، ولم يخف أمله في أن يعزف فن الملحون المغربي بدار الأوبرا وهو لايزال بين ظهرانينا. وبالمناسبة كان لجريدة «الإتحاد الاشتراكي» لقاء مع عازف آلة العود وتلميذ الأستاذ عمر الطنطاوي الفنان الحاج يونس الذي لم يكن بخيلا في الثناء على باجدوب حيث اغتنمها فرصة للتنويه به وبمساره الفني ووفائه للون الملحون والطرب الأندلسي ، حيث صرح أن تنوع المقامات التي يؤدي بها باجدوب فنه الراقي جعلت هذا اللون الغنائي يكتسي شهرة أكبر ويحتفظ بلمعان بريقه إلى الآن، كما لم تفته الفرصة لتقديم الشكر عبر إلى الساهرين على هذه التظاهرة وأمثالها التي تعمل على الاحتفاظ بالتشكيلات التراثية وإشراك ساكنة الدارالبيضاء في حضورها والاستمتاع بنغماتها خصوصا خلال ليالي رمضان الجميلة.