امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب        الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    التكوين في مجال الرقمنة.. 20 ألف مستفيد في أفق سنة 2026    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    هولندا.. توقيف 62 شخصا في أحداث الشغب الإسرائيلي بأمستردام    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    الشرطة الهولندية توقف 62 شخصاً بعد اشتباكات حادة في شوارع أمستردام    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    محامو المغرب: "لا عودة عن الإضراب حتى تحقيق المطالب"    مؤسسة وسيط المملكة تعلن نجاح مبادرة التسوية بين طلبة الطب والصيدلة والإدارة    الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر    غياب زياش عن لائحة المنتخب الوطني تثير فضول الجمهور المغربي من جديد    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز        بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    الشبري نائبا لرئيس الجمع العام السنوي لإيكوموس في البرازيل    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في يوم دراسي حول»حق الفتيات في التربية والتعليم» بمراكش

كانت لحظة قوية من العمق الفكري والوفاء للسؤال والتأمل الهادئ ، تلك الجلسة التي نظمها فرع الاتحاد الاشتراكي بالحي المحمدي جليز بمراكش ليلة السبت السادس من يوليوز 2013 في لقاء تواصلي مع القيادي الاتحادي عبد الجليل طليمات في موضوع « الوضع السياسي الراهن : التحديات والرهانات « . الالتزام المنهجي للمتدخل، وصرامته في التحليل ، وابتعاده عن تكرار الشعارات ، وجنوحه إلى عرض فرضيات تفكيره وتحليل وفرز الإشكاليات المترتبة عنها والنتائج التي تعززها ، سمح للجمهور الذي تابع اللقاء بفرصة ثمينة للإنصات والتفاعل الفكري الإيجابي ، في محاولة لتمثل خصوصية الوضع الراهن وما يطرحه من تحديات ورهانات.
لم يَدْرِ وزير التعليم المغربي «الوفاء» ان أسلوبه غير المسؤول وإهانته للتلميذة «راوية عياش» التي تدرس بمدرسة العزوزية بمدينة مراكش والتي تقطن في احد دواوير ضيعات «صوديا» حين أهانها بكلام لا يليق بمسؤول، وهو يزور قسمها بالمدرسة المذكورة «آش كديري انتِ هنا راه خاصك غير الرجل» ما جعل»راوية» تعيش حالة نفسية صعبة تجاوزتها بصبر وتحد. ولم يدر الوفا بفعله هذا أنه قد جعل من هذه التلميذة نموذجا للفتاة القروية المناضلة ضد القهر والإهانة حيث تبنت المنظمة العالمية للتربية والتعليم والأمم المتحدة قضيتها وأصبحت حديث العالم.. ذلك ما تم الكشف عنه خلال اليوم الدراسي المنظم من طرف المنظمة العالمية للتربية والتعليم والتنسيقية الجهوية للنقابة الوطنية للتعليم العالي والنقابة الوطنية للتعليم»ك د ش» والنقابة الوطنية للتعليم « ف د ش» والجامعة الحرة للتعليم والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومجلة سلسلة الاجتهاد القضائي التي يديرها النقيب ابراهيم صادوق، حول»حق الفتيات في التربية والتعليم» مساء يوم الجمعة 12يوليوز 2013 بكلية العلوم السملالية بمراكش وحضره عدد من الاساتذة والحقوقيين والمحامين والنقابيين وجمعيات مدنية و متدخلين في الشأن التعليمي والطلبة وعائلة الطفلة راوية ..
اليوم الدراسي ترأسه عبد العزيز منتصر الذي بين في البداية أهمية هذا اليوم مُبرِزا أن قضية التلميذة تذكر في كل أرجاء العالم في هذا اليوم 12يوليوز والذي يشكل ذكرى الهجوم الارهابي لجماعات الطالبان في باكستان على حافلة النقل المدرسي..
وهو الموضوع الذي تحدثت من خلاله نائبة رئيس المنظمة العالمية للتربية «إرين أداروزا» حيث أكدت أن لقاء مراكش هو حدث تاريخي يعلن عن أهمية تمدرس الفتاة بالعالم أكمله استحضارا لقصة Malalas الطفلة ذات 16 سنة و التي جسدت الشجاعة و المثابرة و التحدي للحصول على تعليم .
وركزت في مداخلتها على أن الفدرالية العالمية للتربية تضم 30 مليون أستاذا و بروفسور و أناس يعملون في منظومة التعليم من المرحلة قبل التمدرس إلى الجامعة يمثلون 396 عضو أممي أكثر من 171 دولة عبر العالم ، هده الأسرة التعليمية تقوم اليوم برفع قبعتها تقديرا للتلميذة Malalas العالم.
وفي سياق حديثها عن سياسة المنظمة في الأهداف التعليمية فقد أكدت المسؤولة بالمنظمة العالمية للتربية أنها ترتكز على محددات شملتها في : تشجيع التعليم كحق من حقوق الانسان و هدف عمومي و تطوير نوعية التعليم و تشجيع المساواة من خلال تعليم شامل و تشجيع المساواة و تشجيع التعليم باعتبارها مهنة تمارس و تقوية التعليم كمشارك أساسي في المجتمع المدني و التضامن في التعليم على المستوى العالمي. أما فيما يهم خصوصيات المنظمة في أهداف التربية للجميع فقد ركزت على أن الأولويات تبقى في : الاهتمام بالطفولة المبكرة و التعلم و تعليم أولي شامل والتعرف بحاجيات الشباب و الكبار و نوعية التعليم و التوعية. كما أكدت أن مساواة النوع تبقى ضعيفة و ذلك نظرا لمجموعة العوامل كالعنف الجنسي و الذي يجعل المحيط المدرسي غير آمن و كذلك عدم ملائمة المرافق الصحية و هو ما يؤثر على الفتيات أنفسهن. فيما ركزت ذات المسؤولة على أن بعض المقررات المدرسية و المناهج و معاملات بعض الأساتذة و ثقافة بعض المجتمعات و بعض مميزات الأديان في العديد من المناطق لازالت تكرس فكرة الفرق بين الجنسين و دوره في المجتمع.
في ذات الصدد أكدت نائبة رئيس المنظمة العالمية للتربية أن من الاجراءات المستعجلة للمنظمة تهم أيضا رفع نسبة الأساتذة الاناث في البلدان التي تعرف مشاركة نسائية ضعيفة و كذلك بناء مدارس قريبة من مقر سكنى الفتيات مع مرافق صحية ملائمة.
و في حديثها عن المساواة من خلال تعليم شامل ،ترى المسؤولة أن ازاحة كل الحواجز هي ضرورة مؤكدة من أجل تعليم شامل ، هذا التعليم تضيف المتحدثة ، يستوجب من التلاميذ تعليمهم في نفس المستوى العالي مع عدم النظر الى المعتقد أو العرق أو الثقافة أو المستوى الاقتصادي أو القدرات الجسدية أو الفكرية.
وشددت المسؤولة في المنظمة العالمية للتربية على أن عدم فعالية الاستثمار في مجال التعليم و التطوير العالمي ينعكس سلبا على تحقيق أهداف التربية للجميع. كما أن السلطات العمومية، تضيف نائبة رئيس المنظمة العالمية للتربية، يجب عليها تشجيع المشاركة الكاملة للفتاة و النساء و الفتيان و الرجال في مجال التعليم على جميع الأصعدة.
و اختتمت نائبة رئيس المنظمة العالمية للتربية بكلمة حبست أنفاس الحضور من خلال تهنئة أسرة Malalas والتلميذة راوية و الأخرين مثلهم الذين عرفوا أهمية تمدرس فتياتهم و أخذوا الخطوة الجريئة لفعل ذلك. و أضافت أن أهمية تعليم الفتيات أصبح مقررا و معروفا عبر العالم، وأن هذه المكتسبات يجب أن لا تكون مختلفة عن باكستان و أفغانستان أو فتيات المغرب. كما شددت على أن حدث مراكش اليوم هو بمتابة درس حيث ناشدت الحكومات بالتعامل الايجابي من أجل تعليم الفتيات.
النقيب إبراهيم صادوق اختار كعنوان لمداخلته « حق الفتاة في التربية و التعليم بين الحقيقة و النصوص القانونية « أكد فيها أن دستور 2011 يعتبر حدثا حقيقيا مهما بالنظر للبعد الحقوقي الذي طال أهم خلية في المجتمع و هي الأسرة بمختلف مكوناتها و أعضائها ، و خصوصا منها الطفل الذي تعززت مكانته من خلال تكريس حقوقه دستوريا كما هي منصوص عليها في المواثيق الدولية التي جعلتها ديباجة الدستور أسمى من التشريعات الوطنية ، مع الحرص على إرساء دعائم مجتمع متضامن ، يتمتع فيه الجميع بالأمن و الحرية و الكرامة و المساواة ، و تكافؤ الفرص ، و العدالة الاجتماعية ، و مقومات العيش الكريم ، في نطاق التلازم بين حقوق و واجبات المواطنة .
و ينبه النقيب صادوق في هذا الصدد ، إلى أن مجرد إقرار الحقوق عن طريق خلق نوع من الملائمة بين التشريع الوطني و المواثيق الدولية ، لا يكفي وحده للقول بتحقق الحماية للطفل ، و إنما يبقى ذلك رهينا بدور الاجتهاد القضائي في تفعيل المقتضيات القانونية المنظمة لحق التعليم من خلال استحضاره لروح المشروع و خلق نوع من التوازن داخل أعضاء الأسرة و تمتين روابطها و تحقيق تماسكها و تجسيد قيم المودة و الوئام و التضامن و التكافل الاجتماعي .
و في عرضه للإطار القانوني لحق الفتاة في التربية و التعليم ، أشار النقيب صادوق إلى أن المغر ب ارتقى بحق الطفل في التربية و التعليم إلى مستوى الحقوق الدستورية من خلال الفصل 31 من الدستور الذي نص على الحق في التعليم . و كذا الفصل 32 منه الذي يؤكد صراحة و بلا لبس أن التعليم الأساسي حق للطفل و واجب على الأسرة و الدولة .
و على المستوى التشريعي استحضر النقيب صادوق تجليات تكريس الحق في التربية و التعليم في مدونة الأسرة التي اشارت بتفصيل في مادتها 54 إلى حقوق الأطفال على آبائهم و من ضمنها الحق في التعليم و التكوين الذي يؤهل الطفل للحياة العملية و االعضوية النافعة في المجتمع . و كذا المادة 198 التي تنص على النفقة كواجب على الأب يلتزم بها اتجاه الأولاد إلى حين بلوغهم سن لرشد ، أو إتمام الخامسة و العشرين بالنسبة لمن يتابع دراسته ، مثلما تنص على كون نفقة البنت لا تسقط إلا بتوفرها على الكسب أو بوجوب نقتها على زوجها ، كما أن الأب يستمر في الإنفاق على أولاده المصابين بإعاقة و العاجزين على الكسب .
كما استحضر ما أشار إليه قانون إجبارية التعليم الأساسي في الظهير الشريف المؤرخ في ثالث عشر من نونبر 1963 بشأن إلزامية التعليم الأساسي، و الذي يؤكد « التعليم الأساسي حق و واجب لجميع الأطفال المغاربة ذكورا و إناثا البالغين ست سنوات . تلتزم الدولة بتوفيره لهم مجانا في أقرب مؤسسة تعليمية عمومية لمكان إقامتهم و يلزم الآباء و الأولياء بتنفيذه إلى غاية بلوغهم تمام الخامسة عشر من عمرهم . «
كما أبرز حرص الميثاق الوطني للتربية و التكوين على تحديد المرتكزات الأساسية لنشر التعليم و تعميمه على جميع الأطفال داخل المجتمع ، و كذا حقوق و واجبات الأفراد و الجماعات بشأن حق التعليم و ذلك من خلال تعهد نظام التربية و التكوين على تحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين و تكافؤ الفرص أمامهم .
و عرج النقيب صادوق على ذكر مظاهر تدخل القضاء المغربي في حماية الحق في التعليم ، مؤكدا أن القول بتحقق الحماية من عدمها بالنسبة لحق تعليم الطفل ، يتوقف على ضرورة وجود انسجام بين مقتضيات مدونة الأسرة ، و بين باقي النصوص التشريعية الأخرى ، على اعتبار أن حقوق الطفل تشكل في شموليتها منظومة متكاملة في مختلف نصوص التشريع المغربي . مشيرا إلى تدخلات القضاء لسد الثغرات التشريعية و تحقيق العدل و الإنصاف بشأن حق التعليم كحق دستوري . و يظهر ذلك في حق الفتاة شخصيا للمطالبة بالنفقة . و الحق في التربية و التعليم و علاقته بالمعايير الواردة في المادة 189 من مدونة الأسرة، و الحق في مواصلة التعليم العالي باعتباره من بين مقتضيات الدستور و شروط دفتر تحملات الجامعة ، و حق الزوجة في تغيير مدرسة الطفل دون موافقة الزوج أثناء النزاع بينهما .
اما الاستاذة بديعة الراضي الكاتبة والصحافية وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي فقد تناولت موضوع « المعرفة في مواجهة العنف والظلام « حيث أكدت في البداية على ان ما حدث للطفلة راوية يعد بحق اهانة ، معتبرة ان ثقافة الظلام لا يجب الاستسلام لها مستعرضة التحدي والقوة والعزيمة التي واجهت به الطفلة راوية تلك الحالة النفسية الصعبة التي عانت منها من خلال ذلك الكلام غير المسؤول والجارح الذي تفوه به محمد الوفا في حق الطفلة مبرزة ان مثل هذا الكلام لايقبل ان يصدر من ابسط مسؤول فكيف ان يصدر من وزير للتربية من المفروض فيه ان يتحلى بالمسؤولية واللياقة ..
وقالت بديعة الراضي إن موضوع «المعرفة في مواجهة العنف و الظلام» يتطلب استحضار معطيات مادية ونحن نحتفل بالفتاتين الشجاعتين «راوية عياش» و»بملالة يوسفزاي» كقناعة منا أن المواجهة التي نتحدث عنها لن تكون إلا على أرض الواقع، لتسجل حضورا في وجه الظلام وفي وجه العنف، بالتضحية والمكاشفة في الدفاع عن الحقوق في زمن ينتزع فيه الحق ولا يعطى بل في زمن رديء يعطي فيه المنتصرون للظلام الحق لأنفسهم لممارسة القهر على الانسان فيستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار.
وبعد ان تحدثت بديعة الراضي عن ثقافة الظلام وإرهابها للفتاة ومنعها من التعليم وبعد ان ذكرت بقصة الطفلة الباكستنية «ملالة» التي نجت من محاولة اغتيال اكدت ان هذه الطفلة دافعت عن الحق في تعليم الفتيات في باكستان بعد أن منعتهن حركة طالبان من الالتحاق بالمدارس في وادي «سوات» مسقط رأسها، مارست فيه هذه المجموعة الارهابية بذلك عدواناً ضد جميع الفتيات، وضد الحق في التعليم، وضد الحق في الحياة، فبات الأطفال والمدارس بهذا التفكير الظلامي في مرمى نار النزاعات المسلحة، وبات المعلمون والتلاميذ وقاعات الدرس يُحسبون في عداد الأهداف المشروعة. اشارت بديعة انه في أفغانستان كما في إفريقيا، يتعرض المؤيدون لتعليم البنات للتهديد. كما يجرى نسف الفصول الدراسية في مدارس للبنات في شمال باكستان. وفي قلب كراتشي، تلقى القنابل اليدوية في فناء المدرس المتخصصة بتسجيل الفتيات.
وتقصف مئات المدارس في باكستان و أفغانستان، وتقفل أبوابها على أيدي المتشددين الدينيين المصممين على منع تعليم الفتيات. لكن دفاعا عن المعرفة لمواجهة العنف و الظلام، هناك من يقف ضد هذا الخرق الفادح للحق في العلم والمعرفة ويواجه القنابل والحرائق المتعمدة، ويرسل بناته إلى المدارس. تم تحدثت عن ثقافة الظلام المسلطة على المرأة ومنعها من التعلم في العالم العربي حيث قالت:» في الكثير من البلدان العربية تعاني النساء من عدم المساواة في الحقوق والتطبيقات القانونية التي غالبًا ما تتجلي في حرمانها من حقها في التصويت و الانتخاب ولا تزال الاستفادة من قدرات المرأة العربية من خلال المشاركة السياسية والاقتصادية هي الأقل في العالم، كما يتضح من النسبة المنخفضة لتمثيل المرأة في السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وبالتالي ومن هذا المنطلق لا يزال التمييز القائم على أساس الجنس في التعليم له انعكاسات سلبية أمام مشاركة المرأة رسميًا في عملية اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة.»
وختمت بديعة الراضي تدخلها بالتذكير بقصة الطفلة «راوية « حيث قالت :»في المغرب وقبل شهور قليلة، عندما زار وزير تعليمنا مدرسة في مراكش، قال للتلميذة راوية عياش البالغة من العمر 12 عاماً ? والتي نحييها اليوم- أنه سيكون من الأفضل لها ترك المدرسة، وأن تصبح طفلة عروساً، وقال لها بالحرف «آش كتديري هنا أنتي خاصك الراجل». بمعنى «سيكون من الأفضل لك تمضية وقتك في البحث عن زوج!» لكن راوية واجهته بقوة صمودها وبرغبتها في التعليم وقناعتها بالمضي قدما الى جانب أخيها التلميذ ، وللتذكير فراوية تضطر الى قطع مسافات طويلة من ضيعة صوديا الى مدرسة العمران العزوزية التابعة لنيابة مراكش من أجل المعرفة والعلم والتعليم.
ولأن راوية مقتنعة كطفلة بقيمة المعرفة رغم صغر سنها فقد بقيت في المدرسة في الوقت الذي خان فيه الوزير المنظومة التي أقسم اليمين على تطبيقها دفاعا عن مغرب مغاير للذي يريده الوزير في قلب حكومته أن يكون خلسة وبطرق كالتي يمارسها كلما حل بمؤسسة تعليمية وذلك موضوع آخر.فتحية لرواية ولملالة فبصمودهما نصنع مستقبلا مغايرا.»
وتميز هذا اليوم الدراسي بتكريم أممي وعالمي للطفلة «راوية» ضحية التعنيف اللفظي من قبل الوزير الوصي على القطاع، .. وكانت اللحظة مشفوعة بالاحترام والتقدير والتعاطف مع هذه الطفلة الصامدة والقوية والتي واصلت دراستها متحدية اهانة الوزير لها وفرصة لتتويجها وتكريمها حيث سلمت لها جوائز و هدايا من مختلف الهيئات الحاضرة . كما استغلت منظمات جمعيات الآباء و أولياء التلاميذ التي حضرت اللقاء هذه المناسبة لتجديد إدانتها لسلوك وزير التربية التعليم و تصرفه غير اللائق مع الطفلة الضحية «راوية عياش».
و من اللحظات القوية في هذا اللقاء تلاوة الرسالة التي بعث بها مكتب «كوردن براون « مستشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى الطفلة راوية مما جاء فيها : « نظرا لنشاطاتك في الدفاع عن حق كل فتاة و فتى في التمدرس و التعلم ، أود أن أعتبرك كرائدة و مثل يُحتدى به للشباب عبر العالم .
نشاطاتك تبرهن على مدى قوة الشباب في تحمل المسؤولية ضد العنصرية لكي يتحول كل الشباب من الضغط إلى الفرض من خلال الحق في التعليم ...
في 12 يوليوز في نيويورك ، سوف أقوم بمشاركة قصتك مع مندوبي الشباب عبر العالم و الاعتراف بمساهمتك في تعميم التعليم في قبة الأمم المتحدة ، و سوف نقوم كذلك بتقدير قصص أخرى لمجموعة من الشباب الرواد مثلك و مثل «ملالا» الذين أظهروا روحا قيادية و مثابرة من أجل الدفاع عن الحق في التعليم ضد مجموعة من الظروف المناوئة . «
و اضافت الرسالة « سوف أقوم بمجموعة من الترتيبات بمشاركة إحدى المنظمات الشريكة في بلدك من أجل تنظيم نشاط لأجل تقديمك مع المكافأة الرسمية في الأسابيع القادمة ، في 12 يوليوز سوف نقوم بتسليط الضوء على قصتك في الأمم المتحدة و في الإعلام العالمي ، تعتبرين مثلا حيا للذين أخذوا على أنفسهم مسؤولية 57 مليون طفل خارج المدرسة و الذين يؤمنون أن كل فتاة و فتى لابد أن توفر لهم فرصة التمدرس و التعليم و النمو و الازدهار في المجتمع ..»
لقاء عالمي احتضنته مدينة مراكش إذن و الذي أعاد الاعتبار لضحية التعنيف اللفظي « راوية عياش» داخل فصلها و أمام أنظار زملاءها. اللقاء العالمي و بحضور غفير لمتتبعين و تحت مظلة أممية وازنة و تأطير متميز لمتدخلين سياسيين و حقوقيين و رجال القضاء جعل من لقاء مراكش فرصة للتفكير في قضايا الفتاة خاصة و المرأة عموما في ظل الدستور الجديد و مراعاة للمواثيق الدولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.