توفي ثلاثة أطفال على الفور وأصيب رابع بجروح خطيرة عصر الجمعة الماضية إثر حادثة سير مفجعة بدوار حراقة الكائن على مستوى الطريق الثانوية الرابطة بين الجماعتين القرويتين كلاز وسيدي المخفي اللتين تبعدان بحوالي 30 كيلومترا عن مدينة تاونات. وقالت المصادر إن السائق (م.ق) البالغ من عمره 36 سنة، مستشار بجماعة كلاز فقَد التحكم في مقود سيارة الوحدة الطبية المتنقلة بفعل السرعة المفرطة التي كان يسير بها، مما أدى إلى انحرافها عن مسارها، وهوَت على مسافة طويلة شديدة الانحدار في اتجاه الضيعة الفلاحية التي كان الأطفال الأربعة منهمكين فيها بسقي حقول زراعية. وأكد شهود عيان أن السيارة رباعية الدفع دهست بقوة الاطفال، ووضعت حدا لحياة كل من »ز.ه« (3 سنوات) وأخته »س.ه« (11 سنة) و»م.غ« (9 سنوات)، فيما أصيب »م.غ« (7سنوات) بكسور بليغة وجروح على مستوى الرأس والوجه، نقل على وجه السرعة وفي حالة خطيرة إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضرورية. وأكدت مصادر مطلعة للجريدة أن المستشار الجماعي عن حزب الحمامة الذي يترأس لجنة الشؤون الاجتماعية، كان مرفوقا بعوٌنين من نفس الجماعة على متن سيارة الوحدة الطبية المتنقلة التي استفادت منها جماعة كلاز في إطار البرنامج الاستعجالي للتنمية المندمجة لأقاليم شمال المملكة، لا يتوفر على رخصة السياقة وأنه كان في طريقه لقضاء مصالح شخصية، في ضواحي تراب الجماعة . وفي اتصال بالجريدة تبين أن سيارة الجماعة تستغل لأغراض ذاتية، وأن المستشار الجماعي اضطر لسياقة السيارة بنفسه نظرا لعدم تواجد السائق في تراب الجماعة، وأنه يتوفر على إذن بالخروج إلى قيادة الورتزاغ بدائرة غفساي لتسوية ملفات بعض المواطنين الخاصة بنظام المساعدة الطبية (راميد)، وكذا لجلب المساعدات الرمضانية الخاصة بمحتاجي المنطقة. هذا وخلف الحادث حالة من الذعر والتذمر لدى ساكنة المنطقة، خصوصا لدى أسر الضحايا الذين فقدوا أبناءهم في ثالث أيام رمضان، وطالبوا بفتح تحقيق نزيه في »الفاجعة« التي ألمت بهم. ووقفت الساكنة أمام السلطات ومنعتهم من نقل السيارة إلى المحجز حتى تحضر لجنة متخصصة لمعاينة آثار الحادث. فيما سلم الجاني نفسه لمصالح الدرك الملكي التي فتحت تحقيقا في الموضوع وحررت محضرا بعدما استمعت إليه في محضر رسمي. إلى ذلك نُقلت جثث الضحايا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بتاونات لإخضاعها للتشريح الطبي قبل أن تتسلمها الأسر قصد الدفن.