لم يكن يوم الجمعة الأخير12يوليوز الجاري عاديا بدوار "حراقة " بجماعة كلاز بإقليم تاونات ،يوم اخترق فيه العويل والبكاء والصراخ هدوء الدوار، وذلك بسبب فقدان أسر من هذا الدوار لثلاثة أطفال أبرياء ، لم يتعد عمر أكبرهم 11 سنة ،ليس بمرض ألم بهم ولا بنوبة فجائية ولكن بسبب حادثة سير غريبة كان الدوار مسرحا لها ، حولت هدوء الدوار إلى مكان للندب والنواح من هول الفاجعة. وقعت الحادثة عصر ليوم الجمعة على بعد حوالي 30 كلم غرب مدينة تاونات على الطريق الإقليمية المحاذية لهذا الدوار الرابطة بين جماعتي كلاز وسيدي المخفي، بعدما انحرفت سيارة الوحدة الطبية المتنقلة رباعية الدفع التابعة لجماعة كلاز عن الطريق وهوت على مسافة ليست بالقصيرة حتى وصلت بجوار بئر، حيث كان الأطفال كما هي عادة أهل البادية بصدد سقي مزرعة صغيرة للبطيخ الأصفر في ملكية عائلتهم ، ليفاجؤوا بالسيارة وقد فقد سائقها السيطرة عليها تداهمهم بقوة وهو ما أدى إلى مصرع الأطفال الثلاثة، فيمانقل رابعهم في حالة حرجة على وجه السرعة الى المستشفى الجامعي بفاس بعدما دهستهم سيارة الوحدة المتنقلة الطبية التابعة لجماعة كلاز. هول الفاجعة جعل السلطة المحلية ومصالح الدرك الملكي وفور توصلها بالخبر تنتقل إلى عين المكان حيث تم نقل جثث الضحايا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بتاونات بهدف إخضاعها إلى التشريح الطبي قبل تسليمها إلى أهل الضحايا فيما نقل الطفل الرابع وهو يئن تحت شدة الآلام على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بمدينة فاس من أجل تلقي العلاجات الضرورية . وفتحت مصالح الدرك الملكي التي حلت بعين المكان تحقيقا لمعرفة ظروف وملابسات وقوع الحادثة بعد أن فتحت محضرا رسميا في الموضوع حيث تم الاستماع إلى كل من له ما يفيد في وقوع الحادثة ،بينما كان السائق الذي هو في نفس الوقت مستشار جماعي بجماعة كلاز غادر مكان وقوع الحادثة قبل وصول السلطات المحلية ، ليتم توقيفه في اليوم الموالي ( صباح السبت ) ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار استكمال التحقيق معه . تاونات :محمد المتقي