تمتد التجربة الموسيقية والغنائية للفنان المغربي عزيز باعلي، ابن مدينة مراكش، على ما يقارب الأربعين سنة . فقد كانت البداية من خلال الوهج الذي أشاعته المجموعات الغنائية السبعينية. حيث أسس فرقة لمشاعل /ألوان بثانوية ابن يوسف (دار البارود) والتي انبثقت من صلب وعي طلابي وجمعوي . وهكذا وبقناعات مبدئية و تمكن فني متفتح سيلحن الفنان عزيز جل أغاني الشريط الغنائي لفرقة لمشاعل سنة 1980م. وسيلحن أغاني الشريط الغنائي (فلسطينيات) لفرقة ألوان سنة 1987. لتتوالى وإلى اليوم إسهاماته التلحينية و الغنائية في مجال احياء الأنشطة الفنية و الثقافية في الجامعات المغربية و المعاهد العليا للتكوين والمسارح والمراكز الثقافية ودور الشباب والمهرجانات الوطنية . وفي ارتباط بالمسرح واستحضارا لما تتطلبه الفرجة و الرسائل الهادفة لأب الفنون. لحن الفنان عزيز باعلي أغاني مسرحيات فرق وطنية . توجت أعمال هذه الفرق في مناسبات فنية كبرى ... ففي سنة 1991 لحن عزيز باعلي أغاني مسرحية المتشائل لإميل حبيبي وهي انجاز لفرقة ورشة إبداع -دراما- شاركت بها في الاقصائيات النهائية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بطنجة . كما لحن لنفس الفرقة أغاني مسرحية (تخريفة هرما عند اعبيدات الرما) لسعد الله عبد المجيد . و شاركت هي الأخرى في الإقصائيات النهائية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بالصويرة 1993م. و أغاني مسرحية (ضرسة العقل) لعبد اللطيف فردوس، وللكاتب نفسه والفرقة نفسها لحن أغاني مسرحية (تحفة الكوارتي) 2012م عن كتابات الروائي أحمد طليمات . كما لحن سنة 2013 أغاني مسرحية (حمار الليل ف الحلقة ) للكاتب عبد الكريم برشيد والتي حصلت على دعم وزارة الثقافة. وبالعطاء نفسه اشتغل عزيز باعلي على أغاني مسرحية (لكلادفة) والتي شخصتها فرقة الشعاع، ومثلت بها المغرب في ملتقيات دولية . وخلال هذا المسار الفني الغني والمتنوع ظل المبدع عزيز باعلي في ألحانه وأغانيه و فيا لقضايا الإنسان . لهمومنا وأحلامنا المغربية لفلسطين و للحب و الأمل ... وفضلا عن قناعته بمسؤولية الفنان والتزام الفن بقي عزيز مواظبا على البحث الموسيقي الأكاديمي مجتهدا في الإحاطة بالروافد الموسيقية والغنائية المحلية و العربية والعالمية. وقد أصدر الفنان عزيز باعلي مؤخرا وضمن تسجيلات (أستوديو أبو هيثم) و من توزيع الفنان عز الدين دياني ،ألبومه الغنائي (نفس الطريق)، وهو ألبوم لحن فيه عزيز و غنى ثماني قصائد توزعت بين الشعر المغربي والعربي و العالمي. ففي الشعر المغربي اشتغل عزيز باعلي على القصيدة المشهورة (وطني) للفقيد عزيز حجاج و قصيدة (كن صديقي ) لعمر بوعرم . وعربيا اشتغل على قصيدة (في شهر آذار ..) لمحمود درويش و قصيدة (عقم) لبلند الحيدري و قصيدة (الحداد يليق بقطر الندى ) لأمل دنقل. أما عالميا فقد لحن عزيز باعلي وغنى قصيدة (تذكر) للشاعر سيرج بي. وتدور موضوعات هذه القصائد حول الزمن الصعب ورحلات الانسان الشاقة في دروب الحياة و حول الحاجة للحب والصداقة و عشق الوطن و حول المغني الذي يصر على الغناء و الأمل . و يتميز ألبوم (نفس الطريق) بتوظيف آلات موسيقية متنوعة (أورغ و آلات النفخ الخشبية // فلوت وكلارينيت // وآلات النفخ النحاسية //الترومبيت // و آلات وترية //كمانات // وتشيللوهات وكونترباص وقيتار كلاسيكي و قيتار باص وعود وسنتير ...الخ . وآلات إيقاعية كما يتميز الألبوم بمشاركة نرجس باعلي ابنة الفنان عزيز بأدائها قصيدة (كن صديقي) للشاعر عمر بوعرم وهي نداء لكل أطفال العالم من أجل السلم و التسامح و التضامن و الحياة الحلوة ... ومواصلة لمشواره الفني يتهيأ الفنان عزيز باعلي لإصدار ألبومه الغنائي الثاني و يضم تلحينا و غناء لقصائد ذات عمق إنساني وإبداعي . ركب كلماتها شعراء و أدباء مرموقون مثل: محيي الدين بن عربي وسليمان العيسى و أدونيس ومحمود درويش و فدوى طوقان وسميح القاسم وسيرجي يسنين وببرتولد بريخت و جاك بريفير و جاك بريل ومحمد الحبيب الفرقاني وثريا السقاط وصلاح الوديع ومصطفى لمزوغي و أحمد أبو منصور ومصطفى الوراد ...و آخرون .