الفرق الغنائية الأمازيغية بمنطقة الريف- مجموعة إسفظاون- الحلقة الأولىتعد فرقة "إصفظاون"( الفتائل المشتعلة أو المشاعل المتوهجة) من أهم الفرق الغنائية الأمازيغية بمنطقة الريف في المغرب الأقصى إلى جانب فرق غنائية أمازيغية أخرى كفرقة" إيني أومازيغ" وفرقة" بنعمان" و فرقة "إيثران" وفرقة" رفروع" وفرقة"إيريزام" بإقليمالناظور، وفرقة "إثري نمريتش" بمدينة مليلية المحتلة، وفرقة" تواتو" و" ثيذرين" بمدينة الحسيمة ... وتميزت فرقة "إصفظاون" بكونها أول فرقة غنائية أمازيغية بمنطقة الريف تعلن تشبثها بالهوية والقضية الريفية الأمازيغية ، كما أنها من الفرق الأولى التي أذاعت بين الجماهير الريفية الأغنية الملتزمة ذات الملمح الواقعي والثوري دون أن ننسى دفاعها المستميت عن اللغة المحلية وتصوير معاناة الإنسان الأمازيغي وكينونته الوجودية والحضارية . 1- سياق نشأة فرقة إصفظاون:ظهرت فرقة إصفظاون الغنائية الأمازيغية في أزغنغان بمدينة الناظورالواقعة بين جبال الريف في المغرب الأقصى مابين سنتي 1976 و1977م،واستمرت إلى غاية 1984م لتلتجئ بعد ذلك إلى الصمت والتوقف النهائي مع الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الناظور بسبب المظاهرات والإضرابات التي خاضها أبناء المنطقة لأسباب اجتماعية وسياسية. وقد أثرت هذه الأحداث سلبا على هذه الفرقة وأودت بها إلى الجمود والعزلة والبحث عن لقمة الخبز إما بالهجرة إلى الخارج وإما بالحصول على وظيفة تحفظ ماء الوجه وتقي صاحبها من التشرد والفقر والبطالة. وفي هذه الفترة كان المغرب يمر بظروف صعبة وعصيبة تتمثل في كثرة الانقلابات العسكرية والإضرابات المتوالية والصراعات الحزبية والسياسية،وما سببته أيضا نفقات الصحراء من انعكاسات وخيمة على التنمية الاجتماعية والحركية الاقتصادية وآثار كل ذلك على الإنسان المغربي وخاصة غلاء المعيشة وتدني الأجور وكثرة البطالة وانتشار الفقر. ولم تظهر الفرقة إلى ساحة الوجود الإبداعي إلا ضمن جمعية المسيرة الثقافية بأزغنغان. وكانت أول جمعية ثقافية بإقليمالناظور، وكانت تهتم بالمسرح والموسيقا والثقافة. ولم تنطلق إصفظاون في تفجير إبداعها الغنائي إلا بعد سماع أعضائها لمحاضرة حول الثقافة والإبداع ، طرحت فيها إشكالية اللغة وخاصة اللغة الأمازيغية التي ينبغي لمن سيحاضر داخل الإقليم أن يلتزم بها كتابة وخطابة وتلقينا. وقد حضر في قاعة المحاضرة مجموعة من الشخصيات التربوية والثقافية المحترمة كحسين القمري، وبشير القمري، و محمادي لمغاربي ، وأحمد لهراوي، وعبد القادر سلامة.....ومن هذه المحاضرة انطلقت الفرقة في ترديد أغانيها الملتزمة التي تتعلق بمشاكل الريفيين وأبنائهم التلاميذ والطلبة، ورصد معاناة الإنسان الأمازيغي من جراء الظلم والإقصاء والتهميش واللامبالاة التي انتهجتها الحكومة ضد الريفيين. ومن القضايا التي كانت تؤرق الفرقة هي قضية الهوية واللغة الأمازيغية. وانطلقت الفرقة تقلد في تلك الفترة السياسية العصيبة فرقة " ناس الغيوان" و" فرقة لمشاهب" و"فرقة جيل جيلالة".... ولم يكن هذا التقليد إلا على المستوى الشكلي فحسب، أما على مستوى الألحان فقد كانت الفرقة متأثرة أشد التأثر بالمغنية ميمونت سلوان والمغنية ميلودة الحسيمية والمغنيين: فريد الناظوري و الشيخ شعطوف.... وساهمت الأحزاب السياسية في بلورة هذه الفرقة فنيا وإيديولوجيا كحزب التقدم والاشتراكية وحزب الاتحاد الاشتراكي، كما ساهمت جمعية البحر الأبيض المتوسط في شخصيتي محمادي لمغاربي و بنعلي المنصوري في دعم الفرقة ماديا ومعنويا علاوة على ماقام به حيمي زرياب الذي علم فن الموسيقا لبعض أعضاء هذه الفرقة بعد أن قدم لهم مقرا كانت تملكه جمعية زرياب للموسيقا والمسرح. ولا ننسى أيضا الأهمية الكبرى لجمعية الانطلاقة الثقافية التي سمحت لهذه الفرقة لكي تظهر قدراتها الغنائية وإمكانياتها الفنية وخاصة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي. هذا، وقد كانت الفرقة تتكون من خمسة ذكور، وتتراوح أعمارهم ما بين 16 و17 سنة، وهم مازالوا تلاميذ التعليم الثانوي. ونذكر من هؤلاء المبدعين ناصر صالح ، وعبد الناصرأمحرف ، و أحمد معاشي ، و إلياس السنوسي ، و مصطفى هلهول وبوعزيز صالح الذي انسحب من الفرقة لأسباب ذاتية وموضوعية وسيؤسس فيما بعد فرقة "بنعمان". ولكن أعضاء الفرقة ستتغير حياتهم المستقبلية فيما بعد ، إذ أصبح ناصر صالح محاسبا في ميناء مدينة الناظور، وتولى أمحرف الحراسة العامة في مؤسسة إعدادية ، بينما تولى هلهول مصطفى الإدارة التربوية الابتدائية، أما أحمد معاشي وإلياس السنوسي فقد اختارا الهجرة إلى أوربا، فالأول إلى هولندة والثاني إلى إسبانيا. 2- مضامين أغاني فرقة إصفظاون:قدمت فرقة إصفظاون للجماهير المغربية بصفة عامة والريفية بصفة خاصة حوالي 12 أو13 أغنية أمازيغية ملتزمة، وكانت الكلمات تكتب بطريقة جماعية وتلحن أيضا بطريقة جماعية. ولكن على الرغم من ذلك إلا أننا نجد بعض الشعراء كانوا يمدون الفرقة بالقصائد الشعرية كالفنان المبدع حنكور الهواري، وهو شخص أمي يشتغل في مناجم الحديد بوكسان بمدينة الناظور، وكان يرتجل الشعر عن سليقة فطرية وعفوية طبيعية ، علاوة على الشاعر الأستاذ عبد الله الوليد الذي كان يعين الفرقة في بعض الأحيان ببعض النصوص الشعرية وسعيد مساوي الذي ساعدهم بقصيدته الشعرية" تراغيغدخام" بله عن المرحوم أنس محمد وعبد الغني بوحميدي.هذا، وقد تناولت هذه الأغاني عدة مواضيع ذاتية ومحلية وقومية. ومن بين هذه المواضيع نستحضرتيمة الهجرة، والريف كما في أغنية مارو، ومعاناة العمال، ومشاكل التلاميذ والطلبة، وتمجيد المقاومة في صورتي البطلين محمد بن عبد الكريم الخطابي ومحمد الشريف أمزيان، واللغة ، والهوية، ومشاكل الإنسان الريفي، والهوية الحضارية، والمرأة، وأثر التطور الحضاري على أهل الريف، وقضية الوطن ، وقضية فلسطين....ومن بين مطالع هذه الأغنيات الملتزمة المشهورة نذكر هذه الاستهلالات الشعرية المصرعة تقفية وإيقاعا:1- وانيتي ذامحظار ذي ثمزيذا يحظار2- أياو أياو إيزيم أياو أياو سوريزيم3- أيا واصاف أوصاف إيجان تصوارث4- أوّاني إيتغانجان غنج إيجن أوغانيج5- الله إيعاون آوماينو الله إيعاون أمدوكرإنووتعريب هذه المطالع هو:1- هذا تلميذ في المدرسة يتعلم2- آه! آه! لقد جرح. آه! آه! بضربة معول.3- أيها الواصف صف صورة واحدة4- أيها المغني غن أغنية واحدة5- ليساعد الله أخي ليساعد الله صديقي!ومن أحسن الأغاني التي اشتهرت بها الفرقة، ومازال الجمهور الريفي الأمازيغي يرددها نظرا لثوريتها وواقعيتها الوجودية قصيدة"أغاربوناغ أثننداه سوفوس ناغ"( سنقود سفينتنا بأنفسنا)، فأغنية" سبحان الله العظيم"، ثم" إيذورار ناريف"( جبال الريف) وقصيدة" تراغيغدخام" ( أنادي عليك).وعليه، فالأغاني التي كانت تنشدها الفرقة كانت تتسم بالروح الواقعية الانتقادية والميسم الثوري والالتزام بالقضية الأمازيغية هوية ولغة وتراثا وإنسانا، ناهيك عن الطابع المأساوي الذي يطبع مجمل القصائد المغناة والتي تنفطر معاناة وهما وأسى وعذابا. كما أنها تصدر عن رؤية قوامها الألم والأمل والتشاؤم والتفاؤل. وتبدو أغاني فرقة إصفظاون صرخات مدوية، ولسعات قاتلة،ورصاصات ثائرة تدك الظلم وترفض القهر، و تقول: لا للتهميش والإقصاء! وكانت تشبه هذه الفرقة نظيرتها الثورية في الدارالبيضاء، وهي فرقة " ناس الغيوان" في التغني بهموم الإنسان المغربي ومعاناته من كثرة الفقر والتفاوت الطبقي والأمية واندلاع حروب الصحراء و تفشي ظاهرة البطالة....وستشارك فرقة إصفظاون في عدة مناسبات احتفالية وغنائية، إذ عرضت أغانيها في ثانويات المدينة كثانوية عبد الكريم الخطابي وثانوية الشريف أمزيان وثانوية الكندي. كما شاركت في إمتاع الجماهير المتعطشة إلى الأغنية الأمازيغية في معظم مناطق إقليمالناظوروالحسيمة وجامعة وجدة . وشاركت الفرقة في برنامج أضواء المدينة بمكناس، ذلك البرنامج التلفزي الذي كان يشرف عليه إدريس تادلي تنظيما وتقديما وتنشيطا. وبعد التصفيات انتقلت الفرقة إلى الرباط للمشاركة في التتويج النهائي على المستوى الوطني في العاصمة. وكانت هذه الفرقة أولى مجموعة غنائية ريفية تطأ أقدامها خشبة مسرح محمد الخامس. وكان ينافسها في التصفيات النهائية فرقة" إزنزارن" التي قدمت من أگادير، وفرقة "إيمازيغن" التي قدمت بدورها من الخميسات، وفرقة " بوشناق" التي جاءت تمثل مدينة وجدة . كما قدّمت الفرقة كثيرا من أغانيها ضمن مهرجانات الأغنية الأمازيغية التي كانت تشرف عليها جمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور مابين 1979 و1983م.وعلى الرغم من هذا النجاح الكبير، فإن الفرقة لم تسجل أغانيها ضمن ألبوم غنائي ماعدا ما يحفظه أرشيف الإذاعة والتلفزة المغربية ، وما سجله بعض الهواة والجمعيات الثقافية التي استضافت الفرقة لتشنف أسماع حاضريها وجماهيرها الذواقة إلى الفن الأصيل والثوري والملتزم. ومن الأسباب التي حالت دون تسجيل الأغاني في ألبوم نذكر غياب أستوديو غنائي لتسجيل الأشرطة والكاسيت في مدينة الناظور، وانعدام الإمكانيات المادية وخاصة أن جل عناصر الفرقة لم يكونوا سوى تلاميذ يعيشون في فقر مدقع ، ولا يمكن لهم – بالتالي- أن ينتجوا أشرطة غنائية بتكلفة مرتفعة جدا، بالإضافة إلى رفض الفرقة لأطماع المستغلين من منتجي الأشرطة وموزعيها . 3- المميزات الفنية لأغاني إسفظاون:إن الأغاني التي كانت تغنيها فرقة إسفظاون خاضعة للعروض الأمازيغي الطويل الذي يتكون من 12 مقطعا إيقاعيا، ينقسم إلى ستة مقاطع في الشطر الأول، وستة مقاطع في الشطر الثاني على الشكل التالي:لايارا لايارا لايارا لا بوياويعني هذا أن الأغاني التي كانت تلحنها الفرقة ذات بناء كلاسيكي من حيث البناء العروضي وتلتزم بوحدة الإيزري أو البيت الشعري المستقل في الشعر العربي. كما التزمت الفرقة إيقاعيا وموسيقيا بالقافية الموحدة والروي، ولكن داخل البيت المفرد المستقل.وكانت الفرقة تستمد معظم ألحان أغانيها من الأغنية الريفية المحترفة التي انتشرت بعد فترة الاستقلال وفترة الستينيات في الساحة الغنائية المحلية وخاصة ألحان المغني الشيخ شعطوف وفريد الناظوري وميمونت سلوان وميلودة الحسيمية ومليكة فرخانة. أما على مستوى الأدوات الموسيقية فقد تأثرت الفرقة في ذلك بفرقة "ناس الغيوان"، حيث كانت تستعين إسفظاون بالبانجو والقيثارة والدف والطامطام الصغير والكبير. كما كانت ألبسة عناصرها توحي بالأصالة والمعاصرة ولاسيما العباءة التي كانت تشبه عباءة " ناس الغيوان" و" جيل جيلالة". و كان كل هذا يأتيهم من مدينة فاس من قبل طلبة الجامعة الذين كانوا يشجعون كثيرا هذه الفرقة الغنائية الشابة الطموحة والتي بدأت في الصعود الفني وتحقيق الأمجاد. وكانت الرؤية الوجودية غالبة على أعضاء هذه الفرقة المتمردة، تلك الرؤية السارترية التي انتشرت في مغرب السبعينيات عبر الحقل الفلسفي الجامعي والثانوي، بينما انتشرت كتصور حياتي ووجودي في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. كما كان أعضاء الفرقة يسترسلون في شعورهم و يطوّلون في أطراف ألبستهم تكيفا مع موضة الهيبيز.واستندت فرقة إصفظاون إلى لغة موسيقية أصيلة وقحة ومعتقة بسيطة يفهمها الأمي والمثقف. وقد حققت الفرقة تواصلا جماهيريا كبيرا بين تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعة. وقد استقطبت في تفاعلها الفني الغنائي الحميمي حشودا غفيرة، وكان الإقبال عليها بكثافة قل نظيرها، وكان العدد يبلغ في بعض الأحيان أكثر من ستة آلاف من المتلهفين على مقاعد قاعات السينما أوقاعات المؤسسات التربوية التعليمية من ثانويات وجامعات أو قاعة مسرح محمد الخامس. وعندما اكتسبت الفرقة جمهورها الكبير، بدأت السلطة تتخوف من عواقب هذا التواصل الجماهيري؛ مما جعل الشرطة دائما مستعدة لمحاصرة الحاضرين وأعضاء الفرقة في كل لحظة وفي كل مناسبة فنية تتبعا ومراقبة. و كانت الشرطة العلنية و السرية متأهبة للدخول في أي وقت يقع فيه الشغب أو التعاطف الثوري المبالغ فيه مع أغاني هذه الفرقة التي تستعيد بكل حماسية ذاكرة الريف بما فيها صفحات التاريخ ومقاومة أبطالها الشجعان ولاسيما محمد الشريف أمزيان وعبد الكريم الخطابي. كما كانت اللغة الملتزمة الثورية المتوهجة حماسة وبطولة وتضحية من الأسباب التي سهلت هذا التواصل الحميمي بين الفرقة والجماهير المتعطشة إلى لغتها وهويتها وتحقيق كينونتها الوجودية والحضارية.ولم تقف التعابير الغنائية إلى المستويات السطحية والسجلات التقريرية المباشرة، بل كانت الفرقة تلتجئ إلى استخدام الرموز الشعرية والكنايات والتشابيه البلاغية لتحقيق الوظيفة الشعرية الجمالية والغنائية . وكانت المرأة قناعا رمزيا تتستر وراءه الفرقة للإحالة على الأرض والوطن والثورة، و تتحول الباخرة أيضا إلى رمز مكاني يقصد بها أهلية الأمازيغيين لتسيير أمورهم ودواليب حكمهم. أي إن الفرقة سبقت إلى طرح مفهوم الجهوية والحكم الذاتي قبل أن يطرحه مؤخرا الدكتور محمد الشامي على صفحات الجرائد وخاصة في جريدة العالم الأمازيغي مؤخرا.وكانت الضمائر الشعرية والغنائية تتراوح بين ضمير المتكلم الجماعي الذي يعبر عن أبناء الريف الأشاوس الأبطال، والمخاطب المفرد أو الجماعي من أجل استنهاض هممهم وعزائمهم وتحريضهم على الدفاع عن الأرض واللغة الأمازيغية والتمسك بالهوية والوقوف في وجه كل مستجدات الحضارة الماسخة لكينونة الريفيين. وبذلك بقيت ظاهرة الالتفات الغنائي طابعا يتميز به الغناء الريفي الملتزم . وقد ابتعدت الفرقة عن المواضيع الرومانسية المستهلكة لكي لاتسقط فيما سقطت فيه الأغنية المحترفة مع فريد الناظوري وميمونت سلوان وميلودة الحسيمية. ولم تحضر المرأة في أغاني فرقة إصفظاون إلا رمزا للوجود الأمازيغي. كما أن حب الأرض هو الحب الحقيقي الذي ينبغي أن يتغنى به المثقف الأمازيغي من أجل الكرامة والعيش السعيد.خلاصة تركيبية:نقول في الأخير بكل اعتزاز وشكر يكفي أن تفتخر فرقة إصفظاون بكونها الفرقة الأمازيغية الأولى في منطقة الريف التي أعطت الانطلاقة الحقيقية للأغنية الأمازيغية الملتزمة، وأنها أيضا الفرقة الأولى التي صعدت إلى خشبة مسرح محمد الخامس لتشارك في الإقصائيات النهائية للبرنامج التلفزي "أضواء المدينة" مع فرق ذات شهرة كبيرة وصيت واسع محليا ودوليا. كما أنها الفرقة الأولى التي طرحت قضية الهوية واللغة في الأغنية الريفية بعد أن كان الحب الرومانسي هو السائد في الساحة الفنية الأمازيغية بعد استقلال المغرب. ولا ننسى فضل هذه الفرقة على الفرق الغنائية الأخرى التي ظهرت بالمنطقة، وهي تقلد فرقة إسفظاون سواء في الناظور أم مليلية أم الحسيمة على مستوى الألحان والكلمات أو على مستوى الأدوات الموسيقية. ونقول كذلك: إن هذه الفرقة هي البداية الفعالة لانبثاق الأغنية الثورية الواقعية ذات الطرح السياسي والاجتماعي والقومي التي ستبلغ أوجها مع المغني الملتزم والمبدع الكبير ميمون الوليد الذي لولا فرقة إصفظاون لما كان له وجود على الساحة الإبداعية في منطقة الريف