تربع نجوم الأغنية الشعبية والأمازيغية على عرش خشبة معظم الفضاءات والساحات العمومية لمدينة فاس على مدى أربعة أيام فقرات فنية وموسيقية، خلال الفترة الممتدة ما بين 4 و 7 يوليوز من السنة الجارية، حيث نظمت وزارة الثقافة الدورة الأولى لمهرجان فاس لفنون الشارع، شارك فيها مجموعة من الفرق الموسيقية المغربية الشبابية أدت ألوانا موسيقية مختلفة في فن «الراب والفيزيون ومسرح الشارع» إلى جانب ألوان تراثية لفرقة أحيدوس والدقة الشعبية ومجموعة جيلالة وغيرها من الفنون التي تهدف من خلالها التظاهرة إلى تثمين الثقافة المغربية المعاصرة ودعم الطاقات الشابة مع تعزيز التبادل الثقافي بين البلدان بالإضافة إلى الانفتاح على الجمهور الكبير لمدينة فاس. وجاءت فكرة تنظيم المهرجان الوطني الأول لفنون الشارع بمدينة فاس، حسب الجهة المنظمة، انطلاقا من التبلور الواضح للأشكال التعبيرية الحديثة وسط صفوف الشباب بمختلف المدن المغربية، معتبرين تنظيم هذه التظاهرة هي استجابة تلقائية لفتح المجال لهذه الأنماط من أجل ضمان استمراريتها وتطورها خاصة أنها تعكس مستويات راقية من الحس الفني والجمالي يجمعها قاسم مشترك هو التحرر من الفضاءات المغلقة والنزول مباشرة للشارع لملاقاة الجمهور، مشيرة إلى أن اختيار العاصمة العلمية والثقافية للمملكة لاحتضان هذا المهرجان يستهدف بالأساس خلق نوع من التوازن بين الاهتمام اللافت والمحمود الذي توليه هذه المدينة العريقة للفنون التراثية وبين التطلع المشروع لانبثاق أشكال تعبيرية معاصرة، تجعل من الساحات العمومية والفضاءات التاريخية بالمدينة المؤهلة لاستقطاب مثل هذه الأنشطة والتظاهرات قبلة لجمهور واسع. أوضحت الورقة التقديمية، التي تقدم بها الأستاذ عز الدين كرا ، المدير الجهوي للثقافة بجهة فاس بولمان، أن المضمون الفني للمهرجان، ينبني أساسا على التعدد والتنوع في إطار ثلاث أشكال تعبيرية أساسية، همت فقرة الموسيقى من خلال اختيار أنماط فرجوية حديثة دون إغفال الأنماط التراثية المنسجمة مع نسق ورؤية المهرجان، ثم فقرة النحت والتشكيل عبر خلق التفاعل بين الفنانين المحترفين والجمهور الناشئ فضلا عن الانفتاح على أنماط وأساليب جديدة من التعابير الفنية كفنون الكرافيتي Graffiti وأخيرا المسرح خاصة مسرح الشارع الذي يمكن أن يشمل بعض التعابير الفرجوية الأخرى كفن الحلقة. كما يسعى المنظمون من خلال هذا المولود إلى تأسيس نوعا من المشاركة والتفاعل بين الفنانين المحترفين والجمهور الناشئ من خلال الانفتاح على أساليب وأجناس جديدة من التعبير الفني، كذلك سيحضر أبو الفنون خارج بناية مسرح، بفضل عروض مسرحية في الشارع أمام عامة الناس وأمام الجماهير من خلال بعض الأشكال التعبيرية التراثية كفن الحلقة.... وقد عرف حفل الافتتاح مشاركة فرقة «مزكان» وعروض فنية مع فرقة الأوبرا من بيكين الصينية وفرقة أوستينة طونوOstina Tono ، سبقها انطلاق موكب الكرنفال بمشاركة مجموعة من الفرق الشعبية الفولكلورية وغيرها من أمام ساحة فلورانس مرورا بشارع الحسن الثاني وصولا لساحة البطحاء ثم بعدها مباشرة حط الرحال بساحة أبي الجنود. وتتزامن الدورة الأولى للمهرجان الوطني لفنون الشارع مع الدورة التاسعة لمهرجان الثقافة الأمازيغية، مما جعل الفرجة والمتعة والاحتفال تعم معظم الفضاءات انصهر فيها فن الامازيغي بنظيره الشعبي، باعتبار أن تزامن الدورتين معا هو بالدرجة الأولى دليل على غنى و تنوع الثقافات إذ سيعيش سكان مدينة فاس وعلى مدى أربعة أيام على إيقاع الفرجة الفنية و الثقافية بساحة أبي الجنود وشارع الحسن الثاني وكذا ساحة الرصيف. وعرف هذا المهرجان بدوره عدة أنشطة في كل من فضاء باب المكينة وحديقة للامريم، حيث استمتع الجمهور الفاسي بالصوت الأطلسي الذي هز أركان باب المكينة، حيث أسدل الستار على فعالية الدورة التاسعة لمهرجان الثقافة الأمازيغية، وظل صدى أغاني عبد العزيز الستاتي وفاطمة تيحيحت ونجاة اعتابو،... يرددها المكان. وقد تميزت الدورة التاسعة التي تناولت موضوع «الأمازيغية والأندلس: حق الانتماء والضيافة» والذي تكمن أهميته في التركيز على الدلالة التاريخية والاجتماعية والانتثروبولوجية للثقافة الأمازيغية، والأدوار التي تضطلع بها في فهم التاريخ وفي تعزيز سبل التبادل الثقافي والتعايش، ويتعلق الأمر، كما جاء في الورقة التقديمية للمهرجان، بوضع مقاربة متجانسة من شأنها أن تسمح بتقوية الحوار بين الثقافات والسلم الاجتماعي والثقافة الديمقراطية، بتكريم عبد السلام احيزون، الرجل الذي يتميز بمسار حافل بالعطاءات على جميع المستويات، بالإضافة إلى رعايته لعدد من التظاهرات الفكرية والعلمية والفنية والرياضة ... من خلال مؤسسة الاتصالات المغرب.