انفجرت بمراكش صباح أمس الاثنين 8 يوليوز 2013، شاحنة محملة بأزيد من 320 قنينة غاز.. ومن حسن الحظ أن هذا الانفجار لم يخلف أية خسائر بشرية . هذا وقد فوجيء سكان حي أزلي ودوار العسكر القديم والأحياء المجاورة بدوي انفجارات متتالية بلغ صداها أحياء بعيدة كالمسيرات والانارة وأبواب مراكش وعين مزوار وسكوما وإزيكي والمحاميد ، ما جعل الناس يعيشون حالة فزع وخوف ورعب، معتقدين أن شيئا ما غير طبيعي يقع في المدينة! وحسب ما استقته جريدة الاتحاد الاشتراكي في مكان الحادث، فإن السائق جاء لمرافقة مساعده الذي يقطن بحي أزلي الجنوبي قرب مدرسة الخالد، فإذا به يفاجأ بالنار تشتعل في إحدى القنينات، فحاول إطفاءها دون جدوى، وأعاد الكرّة بقنينة إطفاء أخرى بلا نتيجة ، ولما تأكد أن الكارثة قادمة لا محالة فر بالشاحنة التي كانت تتأهب للانفجار وبسرعة ليخرجها من وسط الأحياء الآهلة بالسكان في عمل ينطوي على مخاطرة كبيرة ، إلى أن عثر على ساحة خلاء قرب المقبرة المتواجدة خلف القاعدة الجوية بحي دوار العسكر القديم ، ليتوقف هناك بالشاحنة ويشرع في إفراغ الشارع من المارة بمساعدة بعض الاشخاص وقطع حركة السير في الشارع المحاذي، وأجلى عمال معمل مقابل، وفي حدود الساعة الثامنة و20 دقيقة بدأت انفجارات قنينات الغاز بعضها كان يتطاير في السماء لينفجر بعيدا.. ما أدى إلى أضرار بليغة في مستودع للحافلات . وقال أحد المتطوعين الذين عاينوا الانفجار: «إن قوة الانفجار بلغت حدا مرعبا، حيث أن القنينات المنفجرة من أحجام كبيرة وصغيرة والتي يتجاوز عددها ال320 بدأت تتطاير في السماء وتنزل كأنها صواريخ سكود.. بل إننا كنا نشاهدها متمثلين ما كنا نراه على الشاشة من قصف بالصواريخ على أرض العراق..». وقال شاهد عيان: « الواقع أن السائق قام بعمل بطولي لأنه غامر بروحه من أجل تجنيب الأحياء السكنية، تداعيات كارثة سيكون ضحاياها بالعشرات.. فقد فر بالشاحنة وهي مشتعلة إلى أن أوصلها هذا المكان البعيد عن السكان». شاهدنا الشاحنة وقد تحولت إلى قطعة من فحم وركام من رماد وإلى جانبها مستودع لشركة النظافة الذي احترق عن آخره وبداخله دراجات عادية ونارية من ملكية عمال النظافة، والتي احترقت بدورها وتحولت إلى هياكل مفحمة. هذا وقد هرع إلى عين المكان رجال الوقاية المدنية ومختلف القوات الأمنية والسلطات المحلية والإقليمية وعلى رأسها والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، الذي عاين الحادث وتفقد الموقع واستمع لرواية سائق الشاحنة. وقد أدى الحادث إلى شلل في حركة المرور ، خاصة بشارع طريق الصويرةأكادير، حيث اكتظت مئات السيارات باعتبار ان المنافذ الأخرى أُغلقت بسبب هذا الانفجار.. هذا الحادث يطرح مرة أخرى مسألة الأمن والسلامة بالنسبة لشاحنات نقل غاز البوطان ووسائل الحماية، فأغلب الشاحنات لاتتوفر على شروط الأمن والسلامة وتشكل بالفعل «قنابل موقوتة» يمكن أن تنفجر في أية لحظة وفي أي مكان، خصوصا في مدينة كمراكش تتميز بشدة حرارتها.