عاش سكان أحياء أزلي، وصوكوما، والمسيرة، ودوار العسكر بمراكش، صباح أمس الاثنين، حالة من الرعب والذعر، بعد سماعهم دوي انفجارات قوية متتالية، معتقدين أن الأمر يتعلق بتفجيرات إرهابية وذلك قبل أن يكتشفوا قنينات الغاز تتطاير في الأجواء من شاحنة كانت محملة بأزيد من 150 قنينة من الحجم الكبير والصغير، تسببت في حريق بالشاحنة. واستنفر الحادث، الذي وقع حوالي الثامنة إلا ربعا صباحا، مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، التي انتقلت إلى المكان لتتبع إخماد الحريق، وإنجاز التحريات الأولية لمعرفة أسباب اندلاعه. وبذلت فرق التدخل مجهودا جبارا للحيلولة دون امتداد ألسنة اللهب، التي خلفها انفجار قنينات الغاز، مستعينة بمعدات حديثة، قبل أن تتمكن من السيطرة الكاملة على الحريق. وحسب مصادر مطلعة، فإن التفجيرات، التي تزامنت مع ارتفاع درجة الحرارة بمدينة مراكش، استمرت أزيد من نصف ساعة، دون أن يسفر الحادث عن ضحايا أو إصابات باستثناء مساعد سائق الشاحنة، الذي أصيب بحروق خفيفة في اليد. وأضافت المصادر نفسها أن سائق الشاحنة كان يباشر عمله في توزيع قنينات الغاز على المحلات التجارية بحي أزلي، ففوجئ بحريق في مؤخرة الشاحنة، واضطر إلى سياقتها بسرعة للابتعاد عن الحي الآهل بالسكان، في اتجاه مكان شبه خال ثم غادر الشاحنة، بينما ظلت قنينات الغاز تنفجر. وأوضحت المصادر أن قوة الانفجار تسببت في انتقال ألسنة اللهب إلى مستودع تابع لشركة للنظافة، يضم عربات لجمع الأزبال ودراجات عادية ونارية للعاملين بالشركة، مؤكدة أن عدد القنينات التي انفجرت حدد في 120 قنينة من مختلف الأحجام. وفتحت الشرطة القضائية، التي تابعت إخماد الحريق رفقة عناصر من الشرطة العلمية وممثلي السلطة المحلية، تحقيقا للوقوف على الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق. وكان حريق آخر اندلع، صباح أول أمس الأحد، في محل لبيع الملابس الجاهزة بتجزئة الأقواس بحي المحاميد، أسفر عن خسائر مادية مهمة، دون أن يخلف إصابات.