دعا المؤرخ وعضو أكاديمية المملكة المغربية الأستاذ عبد الهادي التازي، إلى ترجمة كتاب رحلة ابن بطوطة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» الى اللغة الأمازيغية. وأوضح الاستاذ التازي في تصريح للبوابة الإخبارية (ماب - أمازيغية)، أن ترجمة هذه الرحلة لمؤلفها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن اللواتي الطنجي، تكتسي أهمية كبرى لكونها «تعد أهم رحلة في تاريخ البشرية جمعاء» من جهة، ولأن مؤلفها مغربي أمازيغي من جهة ثانية.وأضاف الأستاذ التازي، الذي كان يتحدث خلال حفل نظمه مؤخرا ببيته بالرباط بمناسبة عيد ميلاده الثاني والتسعين، وحرص على أن تحضره الوكالة بالنظر الى مواكبتها لمساره الفكري والدبلوماسي منذ أزيد من خمسين سنة، أن نشر رحلة ابن بطوطة ضمن التراث الامازيغي، يعتبر عملا رائعا وتطبيقا وتفعيلا للدستور الجديد للمملكة الذي نص في فصله الخامس على أن اللغة الامازيغية تعد، أيضا، لغة رسمية للدولة إلى جانب اللغة العربية. وشدد خلال هذا الحفل، الذي ضم عددا من أبنائه وحفدته وأصدقائه على أن ابن بطوطة الذي ولد في طنجة سنة 703 ه / 1304 م والذي يعد تراثا عالميا «كان قمة من القمم في مجال أدب الرحلة»، مضيفا «كم أكون سعيدا ويكون المغرب سعيدا إذا ترجم هذا العمل إلى اللغة الامازيغية بعد أن ترجم الى حوالي 50 لغة عالمية». واعتبر أن ترجمة رحلة ابن بطوطة، من طرف هيئة أو أشخاص ذاتيين، يعد بمثابة خدمة كبيرة يمكن تقديمها للثقافة المغربية بصفة عامة ورافدها الأمازيغي بصفة خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن رحلة ابن بطوطة استغرقت حوالي 30 سنة زار خلالها بلدانا كثيرة بقارات افريقيا وأوروبا وآسيا، حيث قطع أكثر من 75000 ميل (121000 كلم). من جهة أخرى، أشاد الأستاذ التازي بإطلاق وكالة المغرب العربي للأنباء للبوابة الاخبارية (ماب - أمازيغية)، معتبرا أن هذه المبادرة ستعمل على إبراز جانب مهم من الثقافة المغربية باللغة الامازيغية. يذكر أن الأستاذ التازي الذي ولد بمدينة فاس سنة 1921 ، قام بتحقيق كتاب رحلة ابن بطوطة في خمسة مجلدات نشرته أكاديمية المملكة المغربية (مطبعة المعارف الجديدةالرباط - 1997). كما ألف أزيد من 60 كتابا تناولت مجالات مختلفة كالأدب والسياسة والدبلوماسية والتاريخ والدين، منها على الخصوص «قصر البديع بمراكش من عجائب الدنيا»، و«جولة في تاريخ المغرب الدبلوماسي» (1967 )، و«رحلتي الأولى إلى أوروبا» ((1952 ، و«رحلتي الأولى الى المشرق» ((1958 . ومن الكتب الجاهزة للطبع لدى الأستاذ التازي، «مذكراتي» (سيرة ذاتية)، و«الفرقدان» (قصة حياتي الزوجية)، و«إسهاماتي في الاكاديميات التي أنتسب إليها»، و«حياتي وراء القضبان»، و«معرباتي عن الفرنسية والانجليزية».