احتضن الفضاء الجمعوي الأمل بالرباط طيلة يونيو الفارط فعاليات الندوة الوطنية الرابعة للمقاهي الثقافية بالمغرب التي نظمها فرع الرباط يعقوب المنصور التابع لجمعية الشعلة للتربية والثقافة بشراكة مع مجلس مقاطعة يعقوب المنصور والمديرية الجهوية للثقافة بجهة الر باط سلا زمور زعير ومؤسسة الشرق والغرب ومختبر الألوان إبراهيم وجريدتي«الإتحاد الإشتراكي» و«القدس العربي» و جهات أخرى . الندوة استهلت بزيارة معرض الصور وإصدارات الجمعية التي تؤرخ لتجربة 11 سنة، ثم افتتحت بكلمة مندوب الفرع نورالدين أقشاني الذي استعرض خلالها بإيجاز ظروف تنظيم هذه الندوة الرابعة التي تم تأخير موعدها لأكثر من مرة، نظرا لأسباب تنظيمية قاهرة.. كما استحضر حيوية وأريحية بنيونس مشيشي المدير الجهوي السابق الذي كان مهتما ومواكبا لمختلف المقاهي المنظمة من طرف الشعلة ... تلتها كلمة رئيس الفضاء الجمعوي الأمل عبد الفتاح زهراش منوها بهذه التجربة الناجحة للشعلة، مؤكدا حاجة شبابنا لثقافة فنية وجمعوية هادفة ... وفي مداخلته حول «تجربة الشعلة في المقاهي الثقافية » تحدث مصطفى بنريسول عن هذه التجربة منذ إنطلاق أول مقهى أدبي خلال شهر فبراير 2002 بمقهى بوليز بمركب المنال باستضافة الشاعر محمد الأشعري وزير الثقافة والإتصال سابقا ومشاركة الشاعر حسن نجمي رئيس إتحاد كتاب المغرب، أنذاك إلى أن توقفت أنشطة المقهى في 19 دجنبر 2010 لأسباب قاهرة تتعلق بصاحب المقهى . وامتدت التجربة لتشمل فضاءات أخرى بمدينة الرباط كمقهى ومطعم طاجين وطنجية بوسط المدينة والمقهى الثقافي شرق غرب بمؤسسة الشرق والغرب ومقهى راندا الثقافي بحي النهضة والمقهى الأدبي الأمل منذ يناير 2012 ... وذكر المتدخل ببعض مميزات هذه التجربة ومنها تنويع ضيوف المقهى الثقافي الأدبي من فنانين وموسيقيين وشعراء و مسرحيين وإعلاميين ومفكرين وأدباء وحقوقيين ... كما تمت برمجة فعاليات المقاهي على طول السنة دون نسيان تخليد المناسبات العالمية 8، 21 و 27 مارس، و 21 يونيو ، والوطنية 10 أكتوبر ، 4 ماي، والدينية مقاهي رمضانية . وأنهى المتدخل التذكير بأهم توصية خلصت إليها الندوة الوطنية الثالثة للمقاهي الأدبية والتي استقر حول رأي المتدخلين على تسمية المقهى ب « الثقافي» بدل «الأدبي» اعتبارا لكون هذه الصفة الأولى تعد أكثر شمولية وأوضح معنى من خلال تنوعات أنشطتها فنية موسيقية أو مسرحية أو سينمائية وإعلامية وحقوقية وجمعوية وأدبية وشعرية ...كما انعقدت هذه الندوة تحت شعار «من أجل ترسيخ أهداف المقهى الثقافي وتحقيق غاياته » . أما شعار هذه الندوة فقد اختارت اللجنة المنظمة له شعار «من أجل تجاوز إكراه تنظيم المقهى الثقافي عبر تأسيس شبكة للمقاهي الثقافية » . وفي المداخلة الثانية التي تمحورت حول موضوع « مقاهي الشعلة في أرقام » تحدث عبد الرحيم الحمداني عن هذه التجربة الرائدة والغنية بالتنوع والتي استضيف خلالها ثلة من خيرة المثقفين المغاربة والعرب والأجانب بحضور رواد كثر وعشاق متعددي المشارب الفنية والفكرية سواء بمقهى المنال : محمد برادة ، سالم حميش ، ثريا جبران ، محمد الكحص ، نعيمة المشرقي ، الراحل أحمد الطيب لعلج ، الشاعرة مليكة العاصمي ، فاطمة تيحيحت ، الإعلامية فاطمة الإفريقي ، نعمان لحلو وآخرون حيث بلغت اللقاءات بالمنال 58 . أما بالمقهى الثقافي شرق غرب فلم تتجاوز اللقاءات رقم 16 كانت مع الفنان ياسين أحجام والشاعرة وفاء العمراني والكاتب الطاهر محفوظي والبطلة فاطمة عوام والشاعر محمد بلمو والإعلامية زكية بلقس و.... كما عرف المقهى الأدبي الأمل تنظيم 8 لقاءات إلى حدود ماي 2013 منهم الفنان القدير محمد الرزين ، الإعلامية اسمهان عمور والأستاذ محمد أمين بنيوب ، دون نسيان لقاءات طاجين وطنجية ومقهى راندا اللذان لم يتجاوزا ستة لقاءات مفتوحة كانت مع الشاعر إدريس الملياني ، المخرج سعد الشرايبي ، الممثل يوسف الجندي والممثلة مجيدة بنكيران والشاعر أحمد لمسيح وعازف العود محمد الأشراقي وآخرون ... وتمحورت الجلسة الثانية للندوة حول تجارب المقاهي الثقافية عبر مداخلات ممثلي المقاهي الذين حضروا وهم رجب ماشيشي عن فضاء الياسمين للثقافة بتنغير ، امحمد الشقوري عن المقهى الأدبي بآسفي ، أحمد العمراوي عن مقهى راندا الثقافي ، فوزية شوقي عن المقهى الثقافي شرق غرب ، وديع العدوني عن المقهى الأدبي بتازة ، عبد العزيز ثلاث عن المقهى الأدبي بخريبكة مع تسجيل اعتذار ممثلي مقاهي مازكان الجديدة ، و المقهى الأدبي تزنيت ، والصالون الثقافي البيضاء عن الحضور لالتزامات سابقة . وخلال مناقشة الحضور لفحوى المداخلات أثير النقاش حول الأسباب التي أدت إلى توقف أنشطة بعض المقاهي . كما ثمن المتدخلون مبادرة تأسيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب التي ستسهر على تبادل الرؤى والتجارب وإيجاد الحلول الكفيلة بالتغلب على إكراهات الدعم والتمويل والإحتضان . وهكذا تم انتداب الأخ نورالدين أقشاني منسقا لهذه الشبكة والإتفاق على أعضاء المكتب لمدة ثلاث سنوات . وبعد وجبة الغذاء ، نظم حفل فني شارك فيه الملحن أحمد كورتي الذي أدى باقتدار أغنية « سولت عليك العود والناي « وأغاني أخرى وقد تخلل الحفل توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين أعضاء شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب ... واختتمت الندوة في جو حميمي رائع بقراءات شعرية للشاعرة أسماء بنكيران القاطنة بين فاس وفرنسا مع توقيع إبداعها الشعري المعنون ب « حر لكلام».