احتفاء بمرور ثماني سنوات على تجربتها في المقاهي، نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة بالرباط يعقوب المنصور، الندوة الوطنية الثانية للمقاهي الثقافية بالمغرب، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة الرباط، وبتعاون مع مجلس مقاطعة يعقوب المنصور وذلك بالمقهى الثقافي بمؤسسة الشرق والغرب. أطر هذه الندوة كل من الأساتذة مصطفى بنريسول، أحمد العمراوي، محمد لوريقات، بحراوي والعوفي الذين عايشوا تجربة الشعلة على مدار ثماني سنوات في مختلف المقاهي المنظمة: المقهى الأدبي المنال، مقهى راندا الثقافي، المقهى الثقافي شرق غرب. وقد ركزت التدخلات على أهمية هذه المبادرة التي خلقت إشعاعا بالحي وبمدينة الرباط ككل، عبر استضافة العديد من المفكرين والفنانين والمبدعين والموسيقيين وحتى السياسيين في حوارات مفتوحة كل شهر. كما لامست - التدخلات - من جهة أخرى الوجه الإيجابي لهذه المبادرة الثقافية التي عمرت كثيرا إذ منذ 2002 والفضاءات كانت دائما في مستوى الحدث. ومن جهته تطرق مندوب الجمعية السيد نورالدين أقشاني في كلمته للخطوات التأسيسية الأولى للتجربة عبر ثلاث محطات، في ثلاث أمكنة بمدينة الرباط، مبرزا أهمية المشروع الثقافي الذي تأسس بمعية اتحاد كتاب المغرب لسنوات، قبل أن يتحول التنسيق والتنظيم المشترك لقطاع الثقافة بجهة الرباط. واعتبر أيضا أن استمرارية المقهى الأدبيالثقافي رهين بمدى دعم المؤسسات المنتخبة وكل الغيورين على الفعل الثقافي محليا. وبالمناسبة ألقى السيد بنيونس مشيشي المدير الجهوي للثقافة بجهة الرباطسلا زمور زعير، نيابة عن السيد وزير الثقافة، كلمة كانت لها دلالات ومعاني وعبر، متوقفا عند التجربة الرائدة للشعلة على امتداد ثماني سنوات، رغم الصعوبات والإكراهات التي اعترتها منذ ميلادها. وقد ثمن التجربة إلى حين تحول مسارها النوعي من مقهى أدبي إلى مقهى ثقافي على مستوى مضمونها وأنشطتها الفنية، باعتبار أن الثقافة معنى أشمل لكونها تضم الأدب والشعر وباقي الفنون الأخرى. كما أكد في مداخلته القيمة على قيمة وإشعاع هذه التجربة وطنيا كتجربة رائدة على المستوى الوطني. وبخصوص المداخلات الأخرى فقد ركزت على الدور الإشعاعي لمقاهي الشعلة. كما أشاد الأساتذة بالتجربة معتبرين إياها نموذجا يقتدى به، بالنظر لارتباطها بالأحداث والمناسبات العالمية ك «المرأة، الشعر، المسرح، الكتاب، الموسيقى و... «والتي مازالت تستقطب العديد من الجمهور كما وكيفا. وبدورهم تدخل ممثلو المقاهي الأدبية الحاضرة (المنال، راندا، طولا، شرق غرب، الصالون القصصي بالبروج)، حيث تم تقديم مسار مقتضب عن التجربة بهذه المدن ومدى سبل تطويرها. وقبل ختام الندوة تم تسليم تذكارات رمزية للمشاركين، وكذا التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين أعضاء شبكة المقاهي الأدبية بالمغرب التي تأسست في يناير2009 أثناء انعقاد الندوة الوطنية الأولى للمقاهي الأدبية بالمغرب بمقهى بوليز.