أجمعت تدخلات مستشاري مجلس مقاطعة مرس السلطان إبان أشغال الدورة العادية لشهر يونيو المنعقدة صباح الخميس 20 يونيو، على رفض ما جاء في مشروع تصميم التهيئة لمنطقة مرس السلطان، واستنكر المتدخلون تغيير مشروع التصميم في حلته الحالية المعروض للبحث العلني التي تم تقديمها، والتي جاءت مغايرة بالمطلق لمشروع التصميم الذي تم التوافق عليه باللجنة التقنية المحلية «C.T.L»، المنعقدة تحت رئاسة عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بتاريخ 17 يوليوز 2012، إذ عمد المشروع الحالي إلى تغيير التنطيق بمجموعة من المناطق على صعيد المقاطعة. المتدخلون اعتبروا أن التحضير للمشروع الحالي من شأنه «تهديد الأمن العام والسلم الاجتماعي، وذلك بعدم استحضاره للمواطنين وحاجياتهم»، حيث أنه من المفارقات الغريبة التي تضمنها كونه غيّر تنطيق منطقة حي الداخلة الشعبي، من طابق سفلي وطابقين وسطح إلى طابق سفلي وطابق أول بدون سطح، وهو ما اعتبره فؤاد عادل « تصميما يكرس الحكرة»، واصفا إياه ب «السبّة لمرس السلطان وقاطنيها»، مستعرضا إشكالية واحدة هي من بين إشكالات عديدة، حيث تساءل إن تم اعتماد هذا المشروع كيف سيتم التعامل مع دور آيلة للسقوط بهذا الحي إذا ماتم هدمها وإعادة بنائها بالاكتفاء بالتنطيق الجديد، فهل سيتم إسكان من في الطابق السفلي والطابق الأول وسيتم رمي باقي السكان في الشارع العام أم سيساقون إلى ملاجئ؟... ». وضعية لاتقتصر على حي الداخلة، بل تشمل حي السمارة، ودرب البلدية، علما بأن هذه الأحياء تعرف كثافة سكانية عالية وبنايات هشة ومتداعية للسقوط. هوة الفوارق الصارخة اتسعت كذلك بحي لاجيروند، إذ تم تقليص العلو من طابق سفلي وسبعة طوابق، وطابق سفلي وخمسة طوابق، كما كان يسمح بذلك تصميم التهيئة السابق، بكل من لاجيروند العليا والسفلى، إلى طابق سفلي وأربعة، ثم طابق سفلي وطابقين، علما بأن هذا الحي عرف حركة عمرانية مهمة ، حيث تصل نسبة البنايات به إلى ما يفوق 70 في المئة، أي أنه إن تم دخول المشروع حيز التنفيذ، فستشيد إقامات من طابق سفلي وطابقين إلى جانب أخرى من طابق سفلي و 5 طوابق؟ ونفس الأمر على مستوى مجاور لشارع المقاومة ، مع العالم بأن البنايات شيدت ولم تعد بالمنطقة إلا بعض الفيلات المعدودة على رؤوس الأصابع. وعلى مستوى شارع الفداء أيضا تم تقليص التنطيق من طابق سفلي و 8 طوابق إلى طابق سفلي و 4 طوابق، علما بأن الجهة المقابلة للشارع ستظل على نفس الحال، لكونها تدخل ضمن تصميم مقاطعة الفداء! عدم احترام المشروع الجديد للنصوص القانونية للتعمير 12-90 التي تحفظ حقوق الغير، جعلت الأعضاء الحاضرين يواجهون ممثلي الوكالة الحضرية بتخوفاتهم من تداعيات اعتماد هذا المشروع، الذي منهم من اعتبر أن هواجس أمنية تحكمت في إحداثه، وصلت حد تلويح البعض باللجوء إلى مراسلة الديوان الملكي في هذا الصدد، مشيرين إلى أنه يتناقض مع التقرير الاثباتي المصاحب له، إذ يعتبر هذا الأخير منطقة مرس السلطان مركزا اقتصاديا وتجاريا محضا، إلا ان مشروع تصميم التهيئة لم يأخذ بعين الاعتبار ما جاء في التقرير ولم يظهر ذلك على تصميم المشروع، كما أشار الكاتب العام في مداخلة له في نفس الموضوع، إلى الإشكالية البيئية التي تعرفها المنطقة وغياب فضاءات خضراء، التي لاتتجاوز مساحتها بالمنطقة 0.55 في المئة للمتر مربع للفرد، في حين أن المعدل وطنيا محدد في 15 مترا مربعا للفرد!؟ الملاحظات/ المؤاخذات، دفعت أعضاء المجلس الى المصادقة على مقرر بالموافقة على المشروع بشرط واقف، يتمثل في أخذ المقترحات بعين الاعتبار، وهي الموافقة التي من شأنها تمكين المقاطعة من الحضور في أشغال اللجنة المركزية للدفاع عن طرحها تفاديا لأي إقصاء.