استعملت، مساء الجمعة الماضي، القوات العمومية والدرك الملكي، لغة العنف لتفريق المتظاهرين من سكان دوار كريسطال بعين حرودة، الذين انتظموا في مسيرة احتجاجية تجاه مقر الدرك الملكي للمطالبة بالإفراج عن مجموعة من السكان المحتجين الذين تم اعتقالهم من قبل. وتدخلت القوات العمومية مستعملة أسلوب الترهيب والتخويف، ولم تتردد في اعتماد العنف والعصا، لتنتج عن ذلك اشتباكات بين المواطنين ورجال الدرك والقوات المساعدة، خلفت إصابات عديدة بين الطرفين، ونقل على إثرها عدد من المصابين بجروح متفاوتة الخطورة لمستشفى مولاي عبدالله بالمحمدية. وحسب مصادر حضرت وعاينت المواجهة بين الطرفين، وأثناء التدخل العنيف للسلطات، هدد مواطنون بالتوجه لمقر العمالة للتشكي أمام عاملة المحمدية، ليصرخ في وجههم مسؤول من القوات العمومية، أن العاملة بنفسها من أمرت باستعمال (العصا لمن عصى).. وكان سكان دوار كريسطال قد نظموا عدة وقفات احتجاجية طيلة الشهر الماضي، مستنكرين التهميش الذي يواجهه ملفهم المطلبي المتعلق بوضعيتهم مع السكن، وللتعبير عن رفضهم مقترح السلطة الذي يقولون عنه إنه استثناهم من حق الاستفادة من بقع أرضية كما هو الحال في باقي الدواوير الأخرى بعين حرودة، وفرض عليهم الانتقال لشقق مشروع المدينةالجديدة التي لا تتجاوز المساحة في الشقة 45 مترا مربعا، يجب دفع 10 ملايين سنتيم مقابل تسلمها كدفعة أولى. وردد المحتجون شعارات تندد وتستنكر تقاعس السلطات بعمالة المحمدية وفشلها في تدبير الملف، كما تحمل كامل المسؤولية لرئيس المجلس البلدي لعين حرودة الذي يتهمونه بضلوعه في مصادرة حقوق المواطنين بعد أن وقع باسم الجماعة المحلية ، على الموافقة على مقترح السلطات العمومية. يشار إلى أنه تم عرض المعتقلين ، وعددهم فاق ثمانية عشر معتقلا ، صباح أول أمس السبت، على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، وقد تم منح المعتقلين سراحا مؤقتا في انتظار محاكمتهم.