اكتشف الأمريكيون، بعد أزيد من 60 عاما، أن رواية 1984 الشهيرة، التي كتبها جورج أورويل في 1949 ، كانت تتحدث عنهم في المستقبل. بعد أن كان قد أبدع، في نكاية واضحة بالعالم الشيوعي آنذاك وقيام امبراطورية الضبط في الجزء الشرقي، أصبح أورويل كاتبا أمريكيا بامتياز ، حين وصف قبل 60 سنة ما سيقع في 2013 بالولايات المتحدة. وقصة الرواية هي قصة «بيغ برودر» أو الأخ الأكبر الذي يراقب العالم وقد أصبحت بين يدي قراء لم يعرفوا - ربما - أنظمة الضبط الاداري الستاليني في ما بعد الحرب العالمية الثانية ( 1984 هي في الواقع رواية عن سنة 1948 ، حيث بدأت تباشير الأنظمة الشمولية. تقول قصاصة للأخبار إن هذه «الشخصية المجازية التي أوجدها جورج أورويل في روايته الشهيرة «1984» تعرف نجاحاً تجارياً متجدداً بعد الكشف أخيراً عن نظام واسع للتنصت على الاتصالات وضعته الاستخبارات الأمريكية. وتستمر مبيعات ««1984»» عبر موقع «أمازون» الأكبر لبيع الكتب عبر الانترنت، بالارتفاع في الأيام الأخيرة. الرواية المستقبلية التي صدرت في العام 1949 قبل سنة من وفاة الكاتب، انتقلت من المرتبة 6208 الى المرتبة 193 في تصنيف المبيعات». وأتى نجاح الراوية المتجدد بسبب فضيحة التنصت على اتصالات هاتفية من قبل الادارة الأمريكية، ووصولها المباشر الى خوادم شركات عملاقة عبر الانترنت، كما كشف إدوارد سنودن الذي كان يعمل سابقا في الاستخبارات الامريكية. واستنادا الى معلومات لهذا الشاب البالغ 29 عاماً ،كشفت صحيفتا «ذي غادريان» البريطانية وواشنطن بوسطت» الامريكية الاسبوع الماضي، برنامجين سريين لوكالة الامن القومي الامريكية يمكناها من الدخول مباشرة الى خوادم مزودي خدمة الانترنت من أجل تعقب تحركات أفراد على الشبكة من خلال الصوت والصورة والفيديو والرسائل الإلكترونية. وبذلك تحققت نبوءة لم يردها صاحبها نبوءة، للأخ الاكبر الذي يراقب الجميع، باسم الأمن وحمايتهم من الاشرار الذين يعرفهم هو وحده. لم يدع أورويل أية نزوعات رسولية، ولا أية غيبية قادرة على فك شيفرة المستقبل، كان فقط يصف جنوح الأنظمة الى محاصرة شعوبها.. باسم لاهوت السلطة. الأدب يملك القوة في أن يحول البدايات الى تقرير ... للمستقبل! وأن يحول أيضا جاسوسا في المخابرات الامريكية الى مصدر إثبات أن الكاتب على حق. وإثبات أن العالم اليوم، يتجه نحو شمولية سلسة أو «لايت» عبر التقدم العلمي. ولعل الأدب هو الذي يلتقط عالم ما بعد 1948، كان يقلب الخارطة لكي يصبح العالم الذي انهار، حيا ومبعوثا في عالم يتقوى ، بفعل موت العالم الشرقي الذي كان. كان جورج اورويل يقول إن« عواقب فعل ما، توجد متضمنة في الفعل ذاته». وهو بهذا - ربما - كان يصف التجسس، الذي لا تعيش أمريكا بدونه ****منذ انطلقت ثقافة ويكليكس وتقارير الفتى إدوارد سنودن. فلا داعي لكي نتعقب آثار فعل التجسس، إذ يكفي أن نعرف أنه وقع، لكي يكون بحد ذاته عاقبة لفعل ، سياسي في الأصل. أورويل، في هذا أيضا يقول «الكتب الجيدة هي التي تروي ما نعرفه مسبقا»!! لاهوت السلطة مثلا.