يواصل الكاتب المسرحي المغربي عبد الرحمان الطاهري الجوطي الحسني شغب الكتابة المسرحية بإصداره لمسرحية جديدة بعنوان »»هريبة للشمال»»، عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء. وهي مسرحية في ثلاثة فصول بالدارجة المغربية مستنبة عن مسرحية «»السفر»« للكاتب الفرنسي »هنري بيرنستين«. ما يميز الكتابة المسرحية عند عبد الرحمان الطاهري الجوطي ، ولعه بتقنية الاستنبات، وتطويع النص الأصلي وتحيينه حتى يستجيب لخصوصيات المتلقي المغربي وقضاياه الراهنة والإبحار في دواليبه وإعادة اكتشافه من جديد. فهو لا يترجم النص الأصلي إلى لغة أخرى آمنة مطمئنة للمعاني والدلالات، بقدر ما يخلق سياقات جديدة، تتقاطع مع النص الأصلي، فلا تقلده، ولا تنفيه، بل تبدع فيه. وهذا ما يمكن أن نسميه بالاشتغال الدراماتورجي الذي يفتقده الكثير من الكتاب حينما يكونون إزاء هذه الوضعية. كما أن استعماله للدراجة المغربية استعمال دراماتورجي، يلح على الانتقاء والاصطفاء، والبحث عن الخصوصيات الدراماتورجية للغة لتنتقل بسهولة ويسر من المقروء إلى المرئي. وتفسح الطريق إلى المخرج لتأويل النص والإبداع فيه، لا تفسيره فقط. كما أن هذه الكتابة عند المبدع الطاهري مشروطة بالراهنية والاستباق، فهي كتابة ملتزمة بقضايا عصرها وراهنها من جهة، ومن جهة أخرى هي كتابة تستبق وتستشرف آفاقا صادمة للمتلقي. وحيث إن الكاتب متيم صبابة بهذا النوع من الاشتغال الدراماتورجي، فإن مسرحية »»هريبة للشمال»« تضع سياقات أخرى للقراءة، تلح على القارئ التوسل بأدوات تحليلية عميقة لاستكناه دلالاتها، وتوصيف أبعادها ومراميها. ومن العنوان تبدأ رحلة الاكتشاف والاستغوار، نظرا للحمولة المتعددة الدلالات وذات المعاني المكثفة. فالشمال ليس تقطيعا جغرافيا، فحسب بل هو يشي بمؤشرات ورموز تتنوع دلاليا حسب السياقات التأويلية، فالشمال قد يكون وجهة للهجرة السرية بالمغرب، وقد يكون عاصمة لأباطرة المخدرات وهو أيضا بوابة انفتاح المغرب على أوربا. وإذا قمنا بتوسيع الحقل الدلالي لهذه الكلمة، قد يكون الشمال مقصديا يؤشر على البعد الايديولوجي المعبر عنه بصراع شمال جوانب .والانزياح (هريبة) إلى هذا المسمى لا تعني في النهاية سوى عملية التحول من موقع بئيس مؤلم إلى موقع الحلم والأمل والخلاص. فهنيئا للمبدع عند الرحمان الطاهري الجوطي الحسني على مولوده الجديد الي سيجد دون شك من يعتني به ليعبر إلى مساحات الخشبة ويتحرر من المساحة المقروئية. فقد تم التفكير في خلق هيئة، أطلق عليها:» منتدى الفكر الحر»تعنى بنشر قيم التنوير والدفاع عن حرية الفكر والإبداع.ويتبنى هذا المنتدى المبادئ الأساسية التالية: * رفض الوصاية والحجر على الفكر الإنساني والدفاع عن حرية الإبداع والبحث والسؤال. * الحق في الاختلاف الفكري والعقائدي والمذهبي، كشرط للائتلاف المجتمعي والنهضة الثقافية والاستقرار السياسي. * الحق في مناقشة جميع قضايا المجتمع بما فيها القضايا الدينية،والتساؤل بصددها، من مرجعيات علمية حديثة، وانطلاقا من قيم عصرنا، بعيدا عن أي نوع من الكهنوت أو الوصاية الدينية أو السياسية الزجرية. * اعتماد العقل معيارا للمعرفة والبحث والاكتشاف، وسبيلا للتحرّر من ضوابط التقليد ونقد السلوكات وأنماط التفكير الماسة بالكرامة الإنسانية. * اعتبار الإنسان غاية سامية وقيمة عليا، وكرامته وحريته فوق أي اعتبار. * لا يعتبر المنتدى نفسه منحازا إلى أية جهة سياسية معينة؛ فهو مفتوح في وجه كل فرد يؤمن بحرية التفكير والإبداع؛ بصفته الشخصية بعيدا عن انتمائه السياسي أو الأيديولوجي أو العقدي. * ويعتبر المنتدى مفتوحا في وجه كل الأحرار، من مفكرين وفنانين وأكاديميين ومواطنين، الذين يشاطرونه هذه المبادئ النبيلة والقيم الإنسانية الكونية. وقع هذا البيان ثلّة من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين والأساتذة والفاعلين من المجتمع المدي الذين أشاروا إلى أن لائحة التوقيعات مفتوحة في وجه أنصار الفكر الحرّ، وهمْ: كنزة بنجلون، موليم العروسي، أحمد كازى، عبد الواحد رشدي، الزاهيد مصطفى، عبد الواحد ايت الزين، أحمد عصيد، عبد اللطيف اللعبي، سعيد لكحل، السليماني سعيد ،خديجة كرومي، ثورية العقاد، عزيز الأربعي ، ليلى كانوني، حفيظة حيون، إلياس الكشوري، سمير بوسلهام، عبد الرحيم الرجراحي، إسماعيل حروش، لحسن بتغراصا، عبد الإلاه ايت عمر، عبد الرحيم الغازيوي، عادل الفيلالي، المختار الدرباكي، عبد الفتاح نعوم، عثمان أرجدال، لحسن هبوز، محمد بلقاضي، عبدالكريم القمش ،هشام الدراز، خديجة حيزون، فوزية فاطمة السنوسي، خالد البكاري، عبدالغاني العيادي، الحسين العنايت، أيوب جلالا، آل سعد رضى، مصطفى المحاسني، حسان السليماني، عبد الرحمان حساين، إسماعيل كوراطي، السعيد لبيب، الحسن الوفا، محمد الحنفي، علي دونغار، ياسر بلهيبة، سعيد ناشيد، رشيد العلوي، جمال العفوي، السعدية بوخير، حمزة ايت أوهمو، نور الهدى بويشي، سعيد الجديد، أحمد البيجاري، ابراهيم الراجي، عزيز فريو، زياد وليد، فاطمة آيت واسي، الشوبي محمد، مليكة مزان، عبد العزيز أوبلحاج.