دقائق قليلة على انطلاق الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا في دورته العادية على صعيد المؤسسات التعليمية صباح أمس الثلاثاء، حتى شرعت عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» في عرض مواد الاختبارات المختلفة، ثم تلتها عملية ثانية تتمثل في تقديم الأجوبة عن الأسئلة التي تضمنتها ذات الامتحانات، لينتشر بعد ذلك الخبر بسرعة، كما تنتشر النار في الهشيم. وبلغ عدد المعجبين بإحدى الصفحات لوحدها، والتي حملت اسم «تسريبات امتحانات البكالوريا 2013»، حوالي 14 ألف «معجب» في غضون ساعات قليلة. الخطوة التي أقدم عليها ناشطون فايسبوكيون أفشلت خطة وزارة التربية الوطنية في ضمان امتحانات بدون غش، والتي صرح وزيرها محمد الوفا، بأنه تم اعتماد إجراءات صارمة في ما يخص هذه الامتحانات لمنعالغش، وتأكيده على مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ الممتحنين، حيث تم نشر امتحانات الفترة الصباحية للعلن، هذا في الوقت الذي أدرجت تعاليق من مسؤولي الصفحات عبارة عن وعود باستمرار عرض باقي الاختبارات طيلة فترة الامتحانات، بل ومنها من وعد حتى بنشر الامتحانات الجهوية المقبلة!؟ من جهة أخرى، أكد مصدر بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، أن الامتحانات التي ميزت الفترة الصباحية بالدار البيضاء، مرت في أجواء عادية دون تسجيل أية شوائب تخص الغش، اللهم بعض الحالات المرتبطة بالتأخر عن ولوج مراكز الامتحانات، وبعض الأخطاء المادية في الاستدعاءات الموجهة للممتحنين. هذا في الوقت الذي أكد فيه البلاغ الثالث لمصلحة الصحافة الصادر ظهر أمس، أنه تم اعتقال تلميذ بنفس المدينة بعد أن ضبط متلبسا في حالة غش بواسطة جهاز متطور للتواصل مع الخارج ، كان يتصل بواسطته عبر شبكة خارجية تم إيقاف بعض أفرادها، في حين أشار بلاغ سابق لنفس المصلحة إلى أن الموضوع الخاص بشعبة علوم الحياة والأرض المنشور على «الفيسبوك» لا علاقة له بالموضوع الرسمي للامتحان، فضلا عن اعتقال الشرطة القضائية لمترشح حر داخل فضاء مركز للامتحان بسلا في الوقت الذي كان يحمل فيه استدعاء لاجتيازه بمركز تمارة، كما تم، أيضا، إيقاف مترشح حر بنفس المدينة قفز من سور المؤسسة بعدما منع من ارتيادها، نظرا لتأخره عن الحضور في الوقت المحدد. وفي سياق آخر فقد علم أن مجموع الموقوفين الذين حاولوا تسهيل عملية الغش لفائدة مترشحين آخرين في امتحان الدورة الأولى من امتحان البكالوريا، بلغ ستة أشخاص، وقد جرت هذه العملية بتنسيق تام مع الأمن الوطني والدرك الملكي والسلطات المختصة.