برحيل الفرنسي الاشتراكي بيير موروا، فقد المغرب والقضية الفلسطينية أحد أهم الأصدقاء في العالم وفي أوروبا خصوصا. فقد ودعت الأسرة الاشتراكية في فرنسا والعالم، يوم أمس المناضل والوجه المعروف بيير موروا عن عمر يناهز 84 سنة، بعد أن ظل طريح فراش المرض منذ أسبوع. ويذكر له مناضلو الاتحاد الاشتراكي أن حزب القوات الشعبية قد انضم إلى الأممية الاشتراكية، وقت كان يقوده الفقيد الكبير عبد الرحيم بوعبيد، عندما كان يرأس هذه المنظمة الاشتراكية الكبيرة، والتي ظل يحظى بثقة أعضائها طيلة 20 سنة. الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يزور فرنسا حاليا، سيقوم، رفقة وفد من القيادة السياسية، بزيارة رفاق وأهل الفقيد وتقديم التعازي باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقد رافق بيير موروا الخطوات السياسية المغربية كصديق ورفيق ومتتبع منشغل بتطور الحياة السياسية المغربية. وقد زار المغرب عندما شرعت بلادنا في خطواتها الأولى للتناوب، واستقبله الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، كما استقبله جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني. وكان من بين الحضور فتح الله ولعلو وقتها الذي حكي هذه القصة، وتشاء الصدف أن يكون حاضرا في مدينة ليل عندما تم نعي الفقيد، بمناسبة لقاء المدن المتوأم وتحدث عن صداقته مع المغرب في كلمة تكريمية بالمناسبة. بيير موروا، مناضل ارتبط بمنطقة ليل لمدة فاقت 28 سنة، حيث ظل عمدة لها منذ 1973 وإلى حين مغادرتها في 2001، جمع بين تمثيلية المدينة وبين البرلمان ورئاسة جهة منطقة باد كالي. والمجموعة الحضرية لجهة ليل، إلى حدود سنة 2008. وقد ارتبط اسمه بثلاث حكومات للوحدة اليسارية، حيث كان وزيرا أول للرئيس فرانسوا ميتران أثناء التناوب الفرنسي الذي قاده الرئيس الراحل ميتران باسم اليسار الفرنسي. كما ارتبط اسمه بإلغاء عقوبة الإعدام، التي أعلنها وطبقها الرئيس ميتران بعد وصوله إلى الحكم في 1981، بالإضافة إلى قرارات متميزة، كثيرا منها، اللامركزية، والضريبة على الثروة ... عاشر الراحل موروا كبار وجوه اليسار الاشتراكي الفرنسي، منذ بداية القرن الماضي، وتعلم على يد كبار الاشتراكيين، وإلى جانبهم، مع جون جوريس، وغي مولي، وميتران وغيرهم ممن طبعوا مسيرة اليسار في العالم. عاش تجربة الوحدة بين مكونات اليسار الفرنسي، وأنجح أصعب مهامها عندما قاد الحكومة ثلاث مرات. وقد حدث ميتران ذات يوم بالقول «أتعرف، يكفي أن يكون هناك 100 شخص حازمين، لكي يتحقق كل ما نريد». وله أفكار جيدة في انتقاد اليسار الحالم بأكثر مما يستطيع عندما ربط بين «تغيير المجتمع رفضا لوهم الثورة»، في نقد لبق وشاعري للقفز على الواقع.