تحتضن قاعة العروض للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الثاني بالدار البيضاء، مابين 15 ماي و 15 يونيو معرضا جماعيا للفن التشكيلي، تحت عنوان «عشاق الفن» يضم حوالي ثلاثة وأربعين فنانا تشكيليا، جاءوا من مدارس متعددة ومشارب مهنية مختلفة، فيهم الطبيب و المسرحي و الكاتب و الصحافين و الناقد و المهندس و الموظف ، إلى غير ذلك من المهن، هم من عشاق الفن و الإبداع و الريشة و الألوان، اجتمعوا في معرض لأجل الجمهور، معرض فيه تحف فنية، تتوزع بين السريالي و الانطباعي و البورتريه، إلى غير ذلك من المدارس التي يتقنونها. نجد من بين المشاركين الفنان عبد الوهاب الدكالي و الاستاذة فاطمة المداري،و المسرحي الطيب الصديقي و الصحفي عبد الرحيم الثراني والمخرج السينمائي لحسن زينون، و الكاتب والروائي يوسف فاضل و الوزير السابق إدريس العلوي المدغري، كل هؤلاء وغيرهم، من الأسماء التي تشق طريقها نحو عالم الفن التشكيلي الشبابي. وعن هذا المعرض يقول محافظ المؤسسة بوشعيب فقار:« هم فئة احتماعية تختلف مشاربهم الاجتماعية و تتباين انشغالاتهم اليومية..، لكن ولع هؤلاء المبدعين بالريشة و القلم والألوان يبرز الجوانب الإنسانسة المتجذرة في مكنونات قلوبهم وأرواحهم». هذا المعرض الذي رسم طريق وجوده الفنان التشكليلي عبد الله الحريري، بتنسق مع المؤسسة، هو دليل على الإغواء الذي تلعبه الالوان والريشة و الأقلام بهذا الفنان، فلم يقتصر الأمر عند تنظيم معرض خاص به، بل تعداه إلى جمع نخبة من المبدعين التشكيليين بعيدا عن كل أنانية، ولأجل إعطاء هذا الفن مكانته التي يستحقها، بين الفنون التي يبدع فيه المغربي كذلك. ويقول :«عبد الرحيم الثوراني الصحفي المشارك بلوحات فنية، لأن الرسم موهبة وعطاء الطبيعة تشترط التلقائية..و الإبداع لحمة منفلتة من كل الشروط، لا أحد يمكنه أن يتوقع متى تأتي وأين و كيف.. الفن حاجة ضرورية قصوى في كل وقت، ولأن عصرنا عصر الصورة «فالعين تعشق قبل الادن» و اللون يمارس سلطة جمالية وجودية حساسة في وجود الإنسان». إنهم المولعون بالفن يجتمعون، عشاق هذا الفن الراقي الذي خلد ملاحم عبر تاريخ البشرية، والذي به عُرفت حضارات كان من الممكن ن تضل غابرة، لا أحد يُعرف عنها أي شيء ، فالزائر لهذا المعرض سيكتشف أصنافا من المبدعين قل ما قد يتبادر إلى ذهنه أنهم مبدعون في هذا المجال.