تحدث فيرناندو بيريز في مداخلته، خلال الماستر كلاس الذي أقيم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي.مرتيل عن تجربته الشخصية، وكيف دخل غمار الفن السابع، فهو لم يسبق أن تلقى تكوينا في ميدان السينما، إذ يعتبر أن المدرسة الحقيقية هي مشاهدة الأفلام، فالسينما بالنسبة له كأي إبداع فني قبل كل شيء «بحث عن إحساس» لا يمكنه تعلمه في المدارس. عمل المؤلف السينمائي، بحسب المخرج الكوبي الكبير هو في غالب الأحيان عمل غير ظاهر، لكنه يمثل حجر الزاوية، إذ يشبه إلى حد كبير عمل رئيس فرقة موسيقية، فهو الذي يضخ الروح في العمل. لذلك فإن كل فيلم يخرجه مخرج ما، هو تجربة مستقلة بحد ذاتها، فلكل فيلم نبضه وإحساسه الخاص والمخرج الناجح هو الذي يجد الإحساس والتجانس الداخلي مع الفيلم الذي يصنعه، وهنا فقط يمكن الحديث عن الإبداع الحقيقي. وأكد بيريس أن مشاهدة الأفلام واعتمادها كمراجع أمر أساسي بالنسبة له، إذ منها يستلهم إبداعاته حيث يلجأ الى تقنية خاصة تتجلى في مشاهدة الأفلام بدون صوت، الأمر الذي يمكنه من فهم التفاصيل، والاستفادة من تجارب المخرجين الأخرين. وخلال مداخلته ضمن الماستر كلاس تحدث فرناندو بيريز عن مجموعة من أسرار بعض أفلامه ، منها : مع السينما التسجيلية «صدامي الأول لم يكن مع السينما التسجيلية، بل وجدتني هكذا مع السينما الوثائقية، إلا أنني أفضل الأفلام التسجيلية، الفيلم الوثائقي وسيلة خارقة للتعبير، لكن الحكي داخله تفرضه الحياة وليس المخرج، الفيلم التسجيلي يمنحني مجالا غير محدود للإبداع، وهنا يكون الخيال أقوى بكثير من الواقع. « سويت هافانا» تسكنني عبر عن عشقه لفيلم «سويت هافانا» الذي يحتفي بالحياة اليومية لهافانا في بعدها الإنساني الشامل ، بحيث قال «هافانا عالمي، اختيار شخصي، ولدت وعشت في هافانا، أقول لست كوبيا وإنما أنا هافاني» هذا الاستثناء يحفظه بيريز فقط لهافانا، فقد سبق أن أخرج أفلاما خارج كوبا، وأوضح أن عنوان الفيلم مستوحى من مقطع موسيقي، لذلك يمكن أن نقول إن الفيلم يتطور على مقام موسيقي. مارتين بعيون بيريز قال المخرج فرناندو بيريز إن فكرة فيلم «ألمادريغال» يروي سيرة المفكر والفيلسوف مارتين كانت من اقتراح المنتج José Marialorales . وأكد أن العمل على سيرة مارتين كانت صعبة، بحيث أن الفيلم يحتوي على أحداث تاريخية لذلك عمل على تصوير فيلم الخيال وليس الوثائقي حيث تتطرق الى طفولة ومراهقة الشخصية « مارتين» لإبراز التحولات الرئيسية في حياته ليصبح رمز كل الكوبيين. بيريز وكتابة السيناريو تطرق فرناندو بيريز الى السيناريو قائلا بأن أصعب مرحلة بالنسبة له، هو تحويل الصورة الى كتابة ، ويجب أن يتضمن السيناريو وجهة نظر المخرج، وأن لغة السينما لا تخضع للقوانين إنما لمبدأ المخرج، بحيث يمكن أن نصنع فيلما وثائقيا دون كتابة سيناريو.