قال محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو بمناسبة افتتاح الملتقى الأول للبيئة والتنمية المستدامة، المنظم من طرف جمعية الأمل للتنمية المستدامة بوادي لو بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة ، أن المجلس عازم على إدماج المقاربة الايكولوجية على مستوى كافة المشاريع المهيكلة التي ستعرفها مدينة وادي لاو حاضرا ومستقبلا ، وعيا من الهيئة المنتخبة بمدى أهمية التعاطي الايجابي والحكيم مع المسألة البيئية التي لم تعد مجرد ترف، بل أصبحت من أساسيات التنمية الشاملة الذكية ، التي توازن بين رخاء الأفراد والجماعات التي تتيحها أوراش الدينامية الاقتصادية والمالية مع عنصر الاستدامة الضامن الحقيقي لديمومة الرخاء الاقتصادي . وفي هذا الصدد أوضح محمد الملاحي أن « جلب الاستثمارات السياحية وحتى السياح أنفسهم والفاعلين الدوليين قي ميدان الصناعة السياحية، أصبح يتطلب توفير منتوج تتوفر فيه شروط السياحة الخضراء التي تحترم البيئة» مضيفا في نفس الوقت أن زمن سياحة الفنادق الفارهة والمدن الكبرى الصاخبة قد ولى قائلا «علينا أن نتعلم الدرس جيدا من الجار الاسباني ، فالسائح الألماني والأمريكي والغربي عموما ، لم تعد تغريه الوجهات التقليدية ، بل أصبح يبحث عن منتوجات عروض السياحة القروية والسياحة البيئية التي تندرج في إطار التنمية المستدامة، وهذا ما نحاول أن نشتغل عليه، مسؤولين، منتخبين وفاعلين مدنيين وإطارات بيئية، بالتنسيق مع شركائنا الدوليين عن طريق التعاون العابر للحدود من أجل جعل وادي لاو قبلة للسياحة الايكولوجية على مستوى دول حوض البحر الأبيض المتوسط» . من جانبها اعتبرت الأستاذة أنيسة رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بالجماعة الحضرية لوادي لو ورئيسة جمعية الأمل للتنمية المستدامة ، أن تنظيم الملتقى الأول للبيئة والتنمية المستدامة جاء في إطار اتفاقية الشراكة التي تربط بين بلدية مالقا الاسبانية وبلدية وادي لاو عبر آلية برنامج التعاون عبر حدودي بين اسبانيا وشمال المغرب، والذي تستفيد منه العديد من الهيئات الترابية بجهة طنجةتطوان . من جهة أخرى أوضحت رئيسة جمعية الأمل أنه بعد الورشات التكوينية واللقاءات التواصلية في مجال المحافظة على البيئة والتي استفاد منها العديد من الإطارات المشتغلة في هذا الميدان، تم تأسيس شبكة الفاعلين البيئيين بشمال المغرب تتكون من مدن تطوان، وادي لاو، الحسيمة والعرائش ويوجد مقرها بالجماعة الحضرية لوادي لو، من أجل التأسيس لعمل يجعل البيئة بمثابة رصيد مشترك ومسؤولية جماعية للأجيال الحاضرة تجاه الأجيال المقبلة نظرا للمكانة المهمة التي أصبحت تحتلها في عالم تزداد توازناته الايكولوجية هشاشة يوما بعد يوم بفعل النشاط البشري غير المعقلن، تقول أنيسة . وتزامن هذا النشاط مع زيارة وفد أجنبي إلى وادي لو يضم خبراء في المجال البيئي وبعض نشطاء المجتمع المدني من كندا والسينغال واليمن في إطار المنتدى الفرنكفوني الدولي للبيئة، حيث تم بهذه المناسبة عقد شراكة بين شبكة الفاعلين البيئيين بشمال المغرب والمنتدى البيئي الدولي من أجل العمل على جعل مدينة وادي لاو مدينة ايكولوجية بامتياز . وعن أهداف هاته الشراكة صرحت «كريستين ديشننيس» خبيرة بيئية من كندا ، بأنها لمست إرادة حقيقية لدى رئيس بلدية وادي لو بجعل الاهتمام بالمسألة البيئية إحدى أولويات سياسة تدبير مجال المدينة، داعية إلى ضرورة اتباع مقاربة وقائية بغية خلق التوازن المطلوب بين التنمية الاقتصادية وخلق الثروة المحلية مع المحافظة على الإرث الايكولوجي، «وقد وعدني السيد الرئيس بأن مؤسسة البلدية ستشتغل على واجهتين ، واجهة تحقيق متطلبات التنمية الاقتصادية ، وواجهة تثمين الموارد البيئية، وأن المؤسسة المنتخبة ستدمج في دراسات الجدوى المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية مسألة الآثار البيئية لكل مشروع مستقبلي من أجل الحفاظ على وادي لاو كمدينة ايكولوجية ، وعندي ثقة كاملة في المجتمع المدني والمؤسسة المنتخبة لوادي لو على جعل هاته المدينة الصغيرة نموذجا يحتذى به في مدن حوض البحر الابيض المتوسط » تقول كريستين ديشنيس . يذكر أن جمعية الأمل للتنمية المستدامة بمدينة وادي لو تأسست في 16 مارس 2009 تضم في عضويتها أكثر من 200 منخرط، وهي التي تترأس حاليا شبكة الفاعلين البيئيين بشمال المغرب .