كشفت مصادر مطلعة أن السبب الرئيسي وراء مقاطعة الاتحاد العام لمقاولات المغرب لأنشطة الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ، يكمن في استفراد رئيس الحكومة شخصيا بالتحضير لهذه الزيارة منذ أزيد من 6 أشهر، ومحاولته بشكل متعمد إقصاء الاتحاد العام وتعويضه بعناصر من جمعية «أمل للمقاولات» التي يحاول العدالة والتنمية منذ سنتين تقوية شوكتها كتنظيم مواز يضمن له الامتداد في المشهد الاقتصادي الوطني. وتضيف مصادرنا أن الإقصاء يعود الى الزيارة التي قام بها سعد الدين العثماني الى تركيا في العام الماضي، حينها تعمد وزير الخارجية أن يصطحب ضمن الوفد المرافق له، أعضاء مؤسسين لجمعية «أمل للمقاولات» في حين غيب الأسماء الوازنة في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خصوصا في فيدرالية المقاولات الصغرى والمتوسطة. وأوضحت ذات المصادر أن حزب العدالة والتنمية التركي نهج منذ توليه السلطة، نفس النهج حين انتصر لجمعية أرباب المقاولات التابعة له وهي جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية (الموصياد)على حساب نقابتين عريقتين تعدان الأكثر تمثيلية، وخلال زيارة العثماني لتركيا لم تكن مصادفة أن يلتقي قياديو «أمل للمقاولات» المغربي بنظرائهم من الموصياد، ومنذ ذلك الحين والتنسيق جار بين الطرفين على أكثر من مستوى للتحضير لزيارة أردوغان للمغرب، كما أن مستوى التنسيق سيتعزز أكثر بتنظيم ملتقى كبير بمراكش. أما الاتحاد العام لمقاولات المغرب، تضيف مصادرنا، فقد ظل يتابع هذا المشهد عن بعد وكان طبيعيا أنه فضل عدم التطفل عليه، خصوصا بعد الإقصاء المشابه الذي تعرض له نظيره التركي الذي تداول معه قبل 7 سنوات خلت حول مفاوضات اتفاق التبادل الحر بين البلدين، كما أن رجال الأعمال الذين رافقوا أردوغان في زيارته للرباط لا تجمعهم برفاق مريم بنصالح أية روابط ، لا سيما وأن الأهداف التي تحرك جمعية رجال الأعمال الأتراك، «الموصياد» ذات بعد سياسي مغلف بمظهر اقتصادي حيث تعمل الجمعية منذ تأسيسها عام 1995 على إنشاء لوبي من رجال الأعمال في العالم الاسلامي ككل وخلق تعاون بين رجال الأعمال في 57 دولة إسلامية وهو ما نجحت فيه إلى حد ما حيث استطاعت خلق تجمع هو اليوم أكبر تجمع اقتصادي في تركيا وفي العالم الإسلامي، إذ يتجاوز عدد أعضاء جمعية الموصياد 4500 عضو رجل أعمال يمثلون حوالي 15000شركة،تمثل 15%من الناتج الداخلي الخام التركي، ويتوفرون على32? ?مكتب ارتباط حول العالم. وقريبا، وبمساعدة زملائهم في البيجيدي المغربي، ستصبح مراكش قبلة ل «المنتدى الاقتصادي الدولي.IBF « أما رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران فقد أقر علنا بأن «التنسيق التحضيري لهذه الزيارة تم بين جمعيتين إحداهما مغربية والأخرى تركية» في إشارة إلى «الأمل» و»موصياد». كما أنه اعترف شخصيا خلال الندوة الصحفية التي عقدت على هامش اللقاء ، بالخطأ الجسيم الذي ارتكبه حين أقصى الاتحاد العام لمقاولات المغرب، واعتبر «عدم إشراك الاتحاد العام لمقاولات المغرب خطأ»، ووعد أنه لن يتكرر. وقال «موقفهم سليم، لأننا بخلاف تركيا حيث توجد العديد من جمعيات رجال الأعمال، لدينا في المغرب جهة وحيدة هي المعتمدة للحديث باسم رجال الأعمال وهي الاتحاد العام لمقاولات المغرب». بينما حاول رجب أردوغان إنقاذ الموقف حين دعا بن كيران إلى « رد الزيارة إلى تركيا، واصطحاب رجال الأعمال الغاضبين في المرة القادمة» غير أن أحد رجال الأعمال المرافقين له، لم يخف استخفاف الاسلاميين الأتراك بوزن الاتحاد العام لمقاولات المغرب عندما صرح للصحافة قائلا «وماذا يضير الجبل إن غضب الأرنب؟.»