عاشت مدينة خميس الزمامرة مساء يوم الثلاثاء الماضي على وقع احتجاجات الأطر الإدارية و التربوية للثانوية الإعدادية يوسف بن تاشفين، نتيجة ما تعرفه الطريق المؤدية لذات المؤسسة من أوضاع مزرية تشكل عائقا حقيقيا أمام التلاميذ و الآباء و العاملين بالمؤسسة كما هو الشأن بالنسبة لمستعملي الطريق . الوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف مكتبي فرعي النقابة الوطنية للتعليم لكل من ( ك د ش ) و ( ف د ش ) بمساندة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي بنور، عرفت حضورا متميزا لنساء و رجال التعليم و الآباء و بعض الساكنة المتضررة من هذا الوضع الكارثي ، كما تابعها بعض ممثلي وسائل الإعلام الوطنية و الجهوية و المواقع الالكترونية ، حيث ردد المحتجون العديد من الشعارات المنددة لما يعيشه التلميذ و الأستاذ على حد سواء من معاناة لا تنحصر، مستنكرين الصمت الغريب للجهات المسؤولة ضمنها رئيس المجلس البلدي الذي تحمل تدبير شؤون المدينة و السهر على خدمة المواطنين بهذه المدينة الدكالية المناضلة ، أصوات تعالت بعد معاناة لسنوات من الانتهاكات للحقوق وسط تجاهل مستمر للمراسلات التي سبق و أن وجهها مكتبا الفرعين ( كدش و فدش ) بالزمامرة إلى رئيس المجلس البلدي مما يجعلهم يعيشون ظروفا غير ملائمة للعمل، بل ومزرية تغيب فيها كل شروط العمل الصحية وسط استمرار الصمت والخذلان. و في تصريح لأحد المحتجين للجريدة، فالوقفة الاحتجاجية السلمية جاءت بعد تجاهل المسؤولين لمطالب الأطر الإدارية و لتربوية للثانوية الإعدادية يوسف بن تاشفين و الإهمال الذي قوبلت به مراسلات فرعي النقابة الوطنية للتعليم ( فدش و كدش )، و كذلك من أجل التنديد بالوضعية المزرية للطريق المؤدية إلى هذه المؤسسة، فهي غير معبدة و تنتشر بها الحفر العميقة التي تعيق حركة السير والجولان، كما تتحول هذه الحفر إلى برك مائية عائمة وأوحال تقطع الطريق خصوصا خلال فصل الشتاء. أما خلال الصيف فالوضع أكثر ضررا حيث يتطاير الغبار بكثافة و في شكل زوبعات حاملا معه سموما و ميكروبات و مكونات أخرى قد تضر بصحة الأطر الإدارية و التربوية و كذا التلاميذ ، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تخنق الأنفاس نتيجة تسرب المياه النتنة التي تستقر لفترة من الزمن بذات الطريق جاعلة المرور صعبا بل غير ممكن للجميع ... واستمرت الوقفة الاحتجاجية أمام الثانوية الإعدادية لمدة ساعة و نصف من الزمن انطلاقا من الساعة السادسة مساء ردّد المحتجون خلالها عدة شعارات منها « سوا اليوم سوا غدا الحقوق ولابد « « هذا عيب هذا عار التلميذ في خطر « و غيرها من الشعارات المنددة و المستنكرة. ونظرا لعدم اكتراث المسؤولين بأوضاع الطريق المزرية وبعد أن ضاق المحتجون ذرعا بهذه التلاعبات و بعد استنفاد كل المساعي التي قام بها العاملون بهذه المؤسسة من أجل إصلاح هذه الطريق وتعبيدها، من خلال مراسلة المسؤولين محليا وإقليميا، وبعد اللقاءات المتكررة مع رئيس المجلس الحضري للمدينة وعدم وفائه بوعوده منذ 2009 ، وبعد المراسلات المتعددة لمكتبي النقابتين معا إلى رئيس المجلس الحضري للمدينة وباشا المدينة وعامل إقليمسيدي بنور ، والتي ووجهت بالتجاهل واللامبالاة ، فإن النقابتين معا ستواصلان نضالهما من أجل الدفاع عن هذه المؤسسة وكرامة أطرها التربوية والإدارية وتلاميذها، والتنديد بأساليب التهميش والإقصاء التي ينهجها المسؤولون على الشأن المحلي، وكذلك استنكار صمت الجهات المسؤولة وتعنت رئيس المجلس الحضري ورفضه إصلاح وتعبيد هذه الطريق . و معلوم أن مدينة خميس الزمامرة قد عاشت خلال الأيام الماضية على وقع مسيرات و وقفات احتجاجية شاركت فيها ساكنة المدينة بكثافة منددة بالأوضاع التي أصبحت عليها مدينتهم الحاطة من كرامتهم ، حيث انتشار الأزبال في كل مكان و غياب النظرة المستقبلية في تحقيق التنمية البشرية .»