نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج حفلا أدبيا لتكريم الكاتب و الروائي فؤاد العروي الحائز على جائزة «غونكور» الفرنسية للقصة لسنة 2013، عن مجموعته القصصية «القصة الغريبة لسروال الداسوكين» الصادرة عن دار «جوليار» سنة 2012. و العروي هو ثالث أديب مغربي يفوز بهذه الجائزة الأدبية الرفيعة بعد الطاهر بنجلون عن رواية «طفل الرمال»، و الشاعر عبد اللطيف اللعبي. وبذلك تكون الغونكور قد منحت للأدب المغربي في ثلاثة أجناس أدبية. أقيم حفل التكريم مساء الاثنين بفضاء الباب الكبير بالرباط. وحضرة مجموعة من الأدباء و المهتمين و الصحفيين و الفنانين التشكيليين، إذ أن الفنان التشكيلي «محمد إد علي» يعرض لوحاته بنفس الفضاء، بإشراف وزارة الثقافة. وقد قدم الحفل و المحتفى به يونس أجراري عن مجلس الجالية، الذي أكد في كلمته التقديمية عن علاقة مغاربة العالم بالمغرب، وعن فؤاد العروي الذي يقيم علاقة تواصل مستمرة مع المغرب، وذلك أمر ظاهر في قصصه و رواياته. كما تحدث عن الجانب الأنتروبولوجي في شخصية العروي، إذ اعتبره أنتروبولوجيا متيقظا و منتبها لكل ما يجري في المغرب و بلدان المهجر على حد سواء. فالعروي، يضيف أجراري، يختبر بشكل دائم حضور العربي في أوروبا بكثير من الذكاء و الشعرية، سواء في أعمدته الصحفية، أو في مقالاته و دراساته. هذا إضافة إلى أنه لم يبق محايدا أمام ما يجري في العالم اليوم، فرؤيته نقدية، تقويمية و تفكيكية لما يجري حوله، سواء كان سياسيا أو دينيا، أو اجتماعيا. و في التفاتة ذكية، أشار أجراري، إلى المكان العتيق الذي يجري فيه الاحتفال بالغونكور، ففضاء «باب الكبير» بالأوداية، يشبه في تعدديته تعددية و عراقة وجمالية قصص فؤاد العروي. وبكثير من المرح تناول العروي كلمته وعبر عن سعادته بهذا الاحتفال. وفي إشارات سريعة تحدث عن تعددية المغرب التي ينبغي الحفاظ عليها و الدفاع عنها لمواجهة كل من يريد تقزيمنا كشعب و حضارة. و أكد أن الرسالة التي يريد توجيهها هي الدفاع عن خصوصيتنا، وعن تعددنا. أما جمهور الحفل التكريمي، فقد كان لافتا: فهو جمهور قليل، من قراء الروايات الفرنسية. وصحفيين ومصورين وفنانين تشكيليين. أما الأدباء فقد غابوا تماما، اللهم حضور الكاتب المغربي المقيم بأميركا «أنور مجيد»، الذي علق ساخرا: لقد جئت من أميركا لحضور الحفل، فيما أدباء الرباط غائبون. وهي إشارة ساخرة صائبة. أما الملكفة بالاتصال بالمجلس حنان المزيلي فقد كانت شديدة الحرس على تقديم مجموعة من روايات العروي إلى الوجوه الثقافية الحاضرة. مؤكدة على ضرورة العمل على تداول أعمال هذا الروائي الكبير. لقد كان على الأقل من الواجب حضور قراء الروايات و كتاب الرواية و النقاد و المترجمين. كما كان على الحفل أن يكون مناسبة لعدوة نص العروي إلى لغته الام، عبر الاتفاق على ترجمته إلى اللغة العربية. فالعروي غير محظوظ من جانب الترجمة. فباستثناء مجموعته القصصية «مهبول» التي ترجمها إبراهيم الخطيب و نشرتها دار «الفنك» لا نكاد نعثر على نشاط ترجمي واكب روايات هذا المبدع المجيد. يشار إلى أن فؤاد العروي من مواليد مدينة وجدة سنة 1958. و بعد دراساته في المغرب هاجر إلى فرنسا لإتمام مساره الدراسي بالمدارس العليا الفرنسية (المعادن و القناطر). ليتخرج منها مهندسا. و بالإض افة الى مساره الأكاديمي و أعماله الأدبية، فهو أيضا كاتب بأكبر الصحف الفرنسية، كمجلتي «جون أفريك»، و « إيكونوميا». و قد صدرت له لحد الآن عدة روايات لافتة: «أسنان الطوبوغرافي» عن منشورات جوليار سنة 2006، و «أي حب مجروح» عن نفس الدار سنة 1998، و «احذروا للمظليين» سنة 1999.