«هل أتحدث معكم بالإنجليزية؟ أم بالفرنسية؟ أم بالإسبانية؟ هل أحكي لبناني..؟» بهذه العبارات تقرب الفنان ميكا من فوق منصة السوسي من جمهور شبابي واسع، جاء ليتابع جديده رافعا صوره وكتابات تعبر عن حبهم له.. استطاع الفنان البريطاني «ميكا» ذي الأصول اللبنانية أن يجمع حوله من المعجبين ما يقارب 30 ألف متفرج، جمهور غفير ملأ الأمكنة والجنبات، وحاصر سياراته جميع فضاءات الرسو بحي السويسي بالرباط حد الاختناق.. ملك الفنان الفرنسي «ميكا» مساء هذا الأحد تأثيرا خاصا على جمهوره، بفضل رشاقته المتميزة وقدرته الخارقة على الحركة فوق المنصة مشيا وجريا وأحيانا حتى فوق الآلات الموسيقية مثل البيانو.. لايتوقف عن الرقص ثم الرقص ثم الرقص.. الغناء لديه مرادف للحركة والإنفعال، جل أغانيه كانت مصحوبة بإيقاع سريع ملئ بالنشاط والحيوية وقدرة خارقة على تغيير نبرة الصوت. مساء يوم الأحد 26 ماي لم يكن الفنان ميكا ليقارن بأحد، سوى بنفسه.. بينما يمكن أن تقارن عروضه اللامعة والتي تعتمد على الأضواء الكثيرة بعروض فريدي ميركري وإلتون جون مرورا بروفوس واينورايت. ازداد هذا الفنان سنة 1983ببيروت، له صوت عذب لا يقدر العديد من الفنانين على منافسته، فنان مبدع، وحاصل على رقم قياسي يتمثل في فوزه بثلاث جوائز للموسيقى العالمية في سنة واحدة. بيعت الملايين من ألبوماته، وحاصل على جائزة القرص الماسي وثلاث أقراص بلاتينية.. قال الفنان ميكا: «في مهرجان «موازين - إيقاعات العالم » اكتشفت قدرة جمهور الرباط على الغناء الجماعي والرقص اليوم للمرة الثانية أنا هنا في موازين، أحبكم..» ميكا في الرباط للمرة الثانية، لم يخلف وعده و قدم عرضا احتفاليا على منصة السويسي، غنى عددا من أغانيه المشهورة مثل: relax و take it easy و celebrate. مع عرض استمر لمدة ساعة ونصف، أدى فيها حصريا أغنيته التي ستخرج غدا Live Your Life . هذا وا ستمر جمهور الرباط في اكتشاف لحظات المتعة الفنية المختلفة.. ومعها تستمر فعاليات مهرجان «موازين - إيقاعات العالم» في إغراء المغاربة بمزيد من المتابعة والحضور.. هذا المساء من يوم الأحد 26 ماي استبد بالركح بفضاء المسرح الوطني محمد الخامس فرقة قادمة من الأقاصي، من قارة أستراليا هي فرقة «بوند كورلز» النسائية.. أربع نساء جميلات، بأربع سحنات وملامح جذابة، يرتدين ملابس زاهية فاقعة الألوان، تجمع بين البرتقالي والأحمر والأصفر والأسود، لباس مفتوح على أجساد منفجرة شهوة ودلال، نساء متفقات على لوك (مظهر) متقارب يجمع بين الشعر الطويل، والابتسامة الهادئة، والحضور المتميز القوي المختلف، نساء بأدوار منسجمة محبوكة فوق الخشبة.. نساء يملكن عمقا فنيا، وتمكنا من آلة الكمان، ودراية كبيرة بالموسيقى الكلاسيكية العالمية.. ولأنهن جميعا يعزفن على آلة واحدة هي الكمان، لكن ليس أي عزف وليس أي كمان.. الكمان معهن روح ومعاني يصدر أنغاما مغايرة عن المألوف.. فرقة «بوند كورلز» الأسترالية كانت عند الموعد هذا المساء، قدمت أجمل المعزوفات، وأشهر مقطوعات الموسيقى الكلاسيكية العالمية، لكن بلمسة خاصة، تزاوج بين العصري والأصيل، وبحركات راقصة خفيفة، تشكل مع حضورهن المتميز لوحات تعبيرية لا توجد في أي مكان.. عزفت فرقة بوند غيرلز الأسترالية وصلات موسيقية كثيرة، منها: شاين، وويست أند إيست، ومعزوفات كلاسيكية من روائع الفن العالمي.. وفي كل معزوفة تنتج المجموعة النسائية "بوند كورلز" لوحة تعبيرية خاصة، لوحة برمزيات ممتلئة عواطف ومكثفة برسائل الحب والفرح والحزن والخوف والحرب والأفول والنهوض والبحر والشمس وأنغام الربيع الزاهية. لمسة شبابية ولمسة عصرية نحتت مجموع لوحات العزف الراقي المقدم، كذلك برز عمق الاشتغال في اللوحات وبرزت كثافة المعاني المنتجة، مما أعطى لآلة الكمان حضورا وشخصية خاصة فوق الخشبة، مما يجعل المشاهد يغير نظرته التقليدية للكمان، كأداة منتجة لإيقاعات نمطية موحدة بعيدة عن اللمسة العصرية. المجموعة النسائية "بوند كورلز" التي حضرت موازين لأول مرة، قامت خلالها الموسيقيات ذات الأصول البريطانية و الأسترالية بتقديم موسيقى كلاسيكية ممزوجة بين النغم التقليدي و موسيقى البوب.. فرقة "بوند كورلز" الأسترالية أبهت الحضور، لهذا استحقت أن تكن رباعي نسائي موسيقي هو الأكثر مبيعا في العالم ، بأكثر من 4 ملايين نسخة، يقمن بإعادة غناء الأغاني القديمة بفضل إيقاع موسيقي يمزج ما بين الكلاسيكي والأصوات الإلكترونية الحديثة وموسيقى البوب... وبالجوار، بفضاء قاعة الرونيسانس الجميلة، التي عرفت تجديدا يليق بها كقاعة تاريخية وكقاعة وسط العاصمة الرباط، احتضنت نفس مساء الأحد 26 ماي الفنان التونسي الكبير زياد غرسة، ابن الموسيقي التونسي الطاهر غرسة، الذي قدم أغاني تونسية رومانسية وشاعرية أخاذة.. أطرب الفنان التونسي الكبير زياد غرسة الحضور بفضل صوت قوي معبر، وبفضل قصائد عربية متميزة.. دخل زياد غرسة عالم الموسيقى متأثرا بوالده الذي تعلم الموسيقى بدوره على يد خميس طرنان، هذا الأخير نقل له أسس فن المالوف التونسي. حصل على شهادة في الموسيقى وهو في سن 14 سنة، وأصبح بالتدريج أحد أبرز مطربي التراث الموسيقي الكلاسيكي. وبالإضافة إلى صوته القوي، يتميز زياد بعزفه على العديد من الآلات منها الكمان والبيانو والعود وكذلك الكمان الجهير.