اعتبرت حسناء أبوزيد، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال لقائها مع مكاتب الفروع الحزبية والقطاعات الشبيبية والنسائية والمهنية بعمالات الحي المحمدي عين السبع بالدارالبيضاء ، يوم الجمعة الماضي، أن ملف القضية الوطنية كانت تقوده وتدبره الجهات العليا بالبلاد، والاحزاب تمارس على نفسها تعطيلا ذاتيا في هذا الملف، وأن أحادية المبادرة ليست في مصلحة القضية، وأن مثل هذه الاحادية تقتل التعدد وتعرض الملف إلى العديد من الهزات، وبالتالي رتبت هذه الأحادية الاحزاب في الصفوف الخلفية ما جعل الرأي المغربي أصبح في حالة انتظارية. وذكرت أبوزيد، وهي تتناول موضوع «تطورات القضية الوطنية ومهام التعبئة المطروحة»، بأن هذا الملف ألف فيه المغاربة عنصر الاجماع، وأنه من مواضيع الاجماع في المغرب التي لا تتقبل وتستعصي على النقاش، وبالتالي كان عملا مقدسا مستعصيا على الفعل السياسي، وهذه من بين أهم أخطاء ملف الصحراء. لذا ، تعتبر أن هذا الملف يجب يدخل إلى النقاش العمومي، باعتماد موقف نعم حول للوحدة الترابية وكذلك نعم حول سياق تدبير هذا الملف.. وفي سياق مقاربة شمولية، قدمت أبو زيد، عضو المكتب السياسي، معالجة ربطت فيها بين الماضي والحاضر والمستقبل وبين المعطيات السياسية والجوانب ذات الصلة بالوضع الاقتصادي والتنموي في الأقاليم الصحراوية. وذكرت أنه لا يعقل أن يبقى مؤطرو الشعب المغربي، ومن ضمنهم الاحزاب السياسية، بعيدين عن تناول القضايا التي تتصل بهذا الموضوع، ثم تساءلت ما هي المحطات الاستشرافية وكيف نعطي نفسا ودفعا جديدين تحتاجهما اليوم قضية الصحراء باعتبارها قضية وطنية مصيرية . وفي سياق الإجابة الشاملة عن هذا السؤال الإشكالي ركزت على جملة من المعطيات، حيث أبرزت أن تدبير الملف يتصل بقضايا تحيل إلى الديمقراطية أساسا، وأبرزت كيف أن سنوات الرصاص أعطت بعدا صعبا في التعامل مع جمعيات شبابية كانت تطالب بالاستقلال عن إسبانيا وليس عن المغرب، كما أشارت إلى الملابسات التي أحاطت بالتقسيم الثلاثي لسنة 1975، معتبرة أنه كان من الطبيعي في ظل تلك الظروف السياسية التي عرفها المغرب فترات السبعينيات، أن تذهب هذه الفئة الشبابية التي كانت تنتمي للحركة اليسارية التي لم تكن لها إشكالات اقليمية، ليتحول مطلبها من مطلب الاستقلال عن اسبانيا الى مطلب الانفصال عن المغرب.. ، مرجعة أن السبب في هذه الاضطرابات السياسية يعود إلى عدم إعمال الحكمة والعقل. وعن ماتعرفه القضية اليوم، وما وقع بعد المطلب أو المسودة الامريكية بمجلس الامن، التي اعتبرتها أبوزيد «لا تعدوا أن تكون طريقة من طرق المناورات الدبلوماسية ، من أجل جس النبض في البلاد بعد الحراك العربي» ، مشددة أن إلاء الأهمية القصوى للجزء الخارجي للدبلوماسية القضية، هو اضعاف لها بالداخل، وبالتالي آن الاوان الانتقال من اعتبار الاحزاب مجرد آليات من أجل قبول الرأي الرسمي، وأن أحادية المبادرة جعلتنا نعيش وضعا انفصاميا من خلال اختلاف الخطاب دوليا ومحليا.. وأن هذه الازدواجية أضعفت القضية داخليا ودوليا، لهذا لابد أن نفعل إيجابيا من أجل المساهمة مع الدولة من أجل إيجاد الحل لهذا الإشكال الدبلوماسي. كما أن إشكالية الخطاب الرسمي أعطى الفرصة للآخر من خلال التحرك داخل الاوساط الحقوقية أو من خلال الضبط المفرط للقضية من طرف الدولة، مع الاشارة إلى إشكالات التي تطرحها الاستعمالات التعبيرية والمعجم اللغوي الذي يوظف في الحديث عن القضية منها تعبير «الصحراء الغربية» وغيره من التعبيرات.. وفي شق حديثها عن التنمية الجهوية ، وذكرت حسناء أبوزيد، بالأعطاب التي تعرفها المنطقة، متسائلة لماذا لاتستفيد هذه المناطق الجنوبية من الاستثمارات الدولية؟..، مشيرة إلى أن التعبئة تتطلب الاصلاحات ومواكبة المبادرات التي تقوم بها الدولة. وفي هذا السياق استحضرت تجربة إحداث اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالجنوب، التي اعتبرتها بمثابة نقطة مضيئة، وما تقوم به من أدوار إيجابية، حيث وثق بها كل المواطنين، لكن مستوى التجاوب مع الشكايات لم يكن فعليا، وأن عملية الرصد وحماية التجربة يعرف اختلالات.. ، لهذا فمدخل الاصلاح، هو إصلاح الادارة الترابية، وبالتالي لابد من الحد من العسكرة المفرطة وتعويضها بمقاربات مطبوعة بحكامة أمنية، وأن إشراك الساكنة يجب أن يكون تلقائيا وليس معبأ.. كما كان اللقاء الذي أطره محمد الهرك ، عضو اللجنة الادارية، وكاتب فرع عين السبع، بحضور أعضاء اللجنة الادارية ومسؤولي الفروع الحزبية بمنطقة الحي المحمدي عين السبع بالدارالبيضاء، مناسبة للتنديد والتعبير عن تضامنهم مع الأخت الأخت فدوى الرجواني.