كثيرا ما يتعرض الأشخاص من مختلف الأعمار، إلى صعقات كهربائية نتيجة لتماس مباشر بين الجسم وتيار كهربائي بسبب أسلاك عارية، أو أعطاب تقنية في معدات وآليات، أو بفعل عوامل أخرى. صعقات قد تتفاوت حدتها وخطورتها، قد تتسبب في حروق بسيطة الدرجة وقد تكون مميتة. ويتحدد مسار التيار الكهربائي في جسم الإنسان بمنطقتين ( أو نقطتين )، هما مكان دخول التيار إلى جسم الإنسان ومكان خروجه. وقد يكون هذا المسار قصيرا بين نقطتين على اليد أو القدم، أو قد يكون طويلا من هذه اليد إلى تلك ، أو بين اليد اليمنى و القدم اليسرى والقدم اليمنى، ولعل المسار الأكثر خطورة، هو من اليد إلى اليد عبر الصدر مرورا بالقلب والذي قد يؤدي إلى الوفاة الفورية. إن الشروط الضرورية لإنجاح الإسعافات الأولية للمصاب بالصدمة الكهربائية، هي المعرفة الصحيحة و القدرة الكافية على تقديم المساعدة بالسرعة الممكنة، و يجب أن يعرف من يقوم بعملية الإسعاف، طرق تخليص المصابين بالصدمة الكهربائية، وأن يكون قادرا على تضميد الكسور و الجروح، و إيقاف نزيف الدم، وإجراء التنفس الصناعي، وتدليك القلب، وذلك أخذا بعين الاعتبار العنصر الزمني.
الإسعافات الأولية للمصابين بالصدمة الكهربائية: عند ملاحظة أي شخص يتعرض لصدمة كهربائية، فإنه يجب الاهتمام و العمل على إنقاذه مهما كانت حالته، لأن المصاب بالكهرباء قد يبدو مغمى عليه، أو يبدو طبيعيا لم يتأثر بالحادث، ولكن بعد بضع دقائق قد يسقط مغمى عليه. و لإنقاذ حياة هذا الإنسان يجب وضعه تحت المراقبة والإشراف الطبي وتقديم الأوكسجين له، أو إجراء تنفس صناعي له حتى يعود إلى وعيه. بالمقابل يتعين اتباع عدد من الخطوات من بينها: أول شيء يجب التأكد منه والقيام به، هو إعطاء الأولوية للتأكد من سلامة المكان/الموقع، لمعرفة إن كان هناك انقطاع للتيار الكهربائي من عدمه، إذ في حال العكس يجب مباشرة القيام بقطع الكهرباء، وتجنب لمس المصاب إلى حين التأكد من ذلك. إذا كان المصاب قد عاد إلى وعيه بعد أن فقده نتيجة للصعقة، فيجب وضعه في مكان مناسب ودافئ ثم يفرش تحته، و يغطى بأي نوع من أنواع الألبسة، و يترك بهدوء دون أن يزعجه أحد مع المراقبة المستمرة لتنفسه، ووتيرة نبضات قلبه، وذلك حتى يحضر الطبيب، ولا يسمح للمصاب بالتحرك أو متابعة العمل حتى و لو لم تبد عليه أي علامات سيئة بعد الإصابة. إذا فقد المصاب وعيه «حالة إغماء»، مع استمرار عمل جهاز تنفسه وقلبه، في هذه الحالة يجب تمديد المصاب على أرض مريحة، و فك حزامه والألبسة الضيقة، و يُبعد عنه الأشخاص المحيطون به لتأمين استنشاق الهواء النقي، و يؤمن له الهدوء التام، كما يمكن تدليك جسد المصاب ورش وجهه بالماء ريثما يحضر الطبيب. إذا كان المصاب لا يتنفس، وتوقف قلبه عن العمل، فمن الضروري إجراء عملية التنفس الصناعي، والقيام بتدليك خارجي للقلب، ويجب التذكر بأن الفترة التي يمكن فيها إنقاذ حياة المصاب هي الفترة التي لا يزيد فيها توقف القلب عن 4 5 دقائق، لذا فإن تقديم الإسعافات الأولية يجب أن يتم بالسرعة القصوى و في مكان الإصابة إن أمكن، أما في الحالة التي يصعب فيها إنقاذ المصاب في مكان تعرضه للإصابة فيجب نقله فورا إلى أقرب مكان مناسب و تقديم الإسعافات الأولية له. * ممرض متخصص في التخدير والإنعاش