كنا قد تطرقنا في الملف السابق إلى أنواع الحروق عند الأشخاص الراشدين بشكل عام، وكيفية علاجها ، وذلك خلال الجزء الأول، أما بالنسبة للجزء المخصص لهذا الملف، فسنقف عند الكيفية التي يجب التعامل بها مع حالات الحروق عند الأطفال باختلاف أنواعها، وكيفية إسعاف المحروق. في حالة تعرض الطفل للحروق بملابسه: يُطلب من الطفل التمدد على الأرض، استخدام المياه كوسيلة للإطفاء، وذلك لمنع وصول الأوكسجين إلى النار «إذا كان المسعف قريبا من المصدر المائي»، تغطية الطفل المصاب جيدا ببطانية أو سجادة أو ستارة أو معطف ... ، وذلك لمنع وصول الأوكسجين (الهواء) إلى النار، «إذا كان المسعف بعيدا عن المصدر المائي»، التحذير من استخدام المواد المصنوعة من النايلون والبلاستيك التي تساعد على زيادة الاشتعال ، عدم دحرجة الطفل المصاب بالحروق المشتعلة على الأرض، الأمر الذي سيزيد من مساحة الحروق، العمل على طلب المساعدة الطبية فورا وبسرعة. - إذا ما تعلق الأمر بحروق خطيرة، فإن لون الجلد يكون أبيضَ في البداية، ويتغير اللون إلى الأسود والرمادي فيما بعد، ومن أجل تقديم الإسعافات الأولية في هذه الحالة يتعين عدم إزالة الملابس الملتصقة على الجلد أو مكان الإصابة، عدم وضع أي مادة طبية على مكان الإصابة، تغطية مكان الإصابة بقطن طبي معقم وجاف، معالجة المصاب من الصدمة بوضعه في مكان دافئ وهادئ، مع منحه كمية قليلة من الماء عند الطلب. - عندما يتعرض الطفل للحروق الكيميائية، ينبغي قراءة الإرشادات لكل نوع من أنواع المواد الكيمائية المكتوبة على العلبة التي تحتوي على هذه المادة، لاتباع الخطوات الأولية للإسعافات والعلاج ، حيث يختلف تأثير المواد الكيمائية، وفي حال عدم وجود هذه الإرشادات والتعليمات يجب اتباع الخطوات التالية: صب الماء باستمرار من الصنبور على مكان الإصابة ولمدة (10) دقائق لإزالة المواد الكيمائية ، تغطية مكان الإصابة بقطن طبي معقم وجاف، عند دخول المواد الكيمائية إلى العين، يسكب الماء مباشرة أعلى العين بعد مسك رأس المصاب من الجانب لمنع دخول الماء الملوث في العين الأخرى والأنف والفم، تغطية العين بقطن طبي معقم ومنع حركتها وإراحتها لفترة، كما يجب مراجعة المركز الطبي لإجراء الفحوصات اللازمة خاصة من خلال زيارة اختصاصي العيون ، على أنه يجب عدم إزالة المواد الكيمائية باليد . - جانب آخر مرتبط بالحروق الكهربائية نتيجة لانتقال التيار الكهربائي من شخص إلى آخر بالملامسة ، لذا يجب تعليم وتزويد الأطفال بالمعلومات حول هذا الجانب، وعدم ملامسة أو الاقتراب من الشخص المصاب بالصدمة الكهربائية ، مقابل القيام بعدد من الخطوات، من قبيل قطع التيار الكهربائي من المصدر الرئيسي، وفي حالة تعذر قطع التيار الكهربائي يتطلب تحريك المصاب من مكان اتصاله بالتيار الكهربائي، وإزالة مصدر الخطر أو سحب المصاب من مصدر الخطر دون أن يتعرض المسعف للخطورة أو الإصابة، يجب على المسعف أن يقف فوق مكان جاف وعازل للكهرباء، كالخشب أو الكرتون، وأن يكون المسعف مرتديا قفازا وحذاء مصنوعا من المطاط للوقاية من الإصابة بالصدمة الكهربائية، ويفضل استخدام المواد والأدوات المصنوعة من الخشب عند إسعاف وإزالة مصدر الخطر عن المصاب، لكون الأدوات المصنوعة من الحديد والنحاس تعمل على الانتقال السريع للكهرباء ، لذا يحذر عدم استخدامها في إسعاف المصاب بالتيار الكهربائي . بالإضافة إلى ذلك يجب التأكد من التنفس الطبيعي لدى المصاب، وفي حالة عدم وجود التنفس الطبيعي يجب إجراء التنفس الاصطناعي «الفم بالفم» . وتجب الإشارة إلى أنه عند التعرض للإصابة بالكهرباء ذات الترددات العالية، تحذر المساعدة والإسعاف والاقتراب من المصاب لأقل من (20) مترا، وذلك لقدرة انتقال الكهرباء لمن يقترب في حدود ذلك . بالإضافة إلى ما سبق، هناك حروق المطبخ، إذ أن كثيرا ما يتعرض الأطفال للحروق في هذا المكان، وخصوصا عند ملامسة الأجسام الساخنة وأدوات المطبخ، لذا يجب العمل على إغلاق فتحات الموقد، عدم استخدام الماء في إطفاء حرائق المطبخ، استعمال القنينات الخاصة للإطفاء أو تغطيه اللهب بأدوات المطبخ لمنع الهواء، ترك الإناء المحروق في مكانة حتى يبرد ، فتح النوافذ لخروج الدخان وعدم التعرض للاختناق وخاصة الأطفال الصغار . جانب آخر وهو المرتبط بحروق أشعة الشمس، إذ أن التعرض لأشعة الشمس بكثرة ولفترات زمنية طويلة يؤدي إلى الاحمرار وإلى سلخ الجلد وظهور الفقاعات الجلدية ، لذا من الضروري جدا حماية الطفل من الإصابة بحروق أشعة الشمس وخاصة في فصل الصيف على الشواطئ، ومن أهم أعراض حروق أشعة الشمس احمرار وآلام بالجلد مع الرغبة في الحك، ظهور الفقاعات المائية على الجلد، وجود إصابات على سطح الظهر والكتفين والذراعين، تغير لون الجلد في حالة حروق أشعة الشمس تستمر ثلاثة إلى أربعة أيام ، وتتمثل الإسعافات الأولية في غسل الجلد جيدا بالماء البارد ومن خلال وضع قطع الثلج على مكان الحروق، استخدام المراهم الطبية الخاصة بالحروق على الجلد ، تمنح للطفل المصاب سوائل بكثرة أو الماء البارد للشرب، عدم فتح الفقاعات المائية على سطح الجلد مع العمل على استشارة الطبيب لإجراء اللازم. * ممرض مختص في التخدير والإنعاش.