تعتبر الحروق من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في المنزل، ولا يتوقف الأمر عند الألم الجسدي فقط، بل يتعداه إلى الألم النفسي الذي لا يمكن تجاوزه أبدا في أغلب الأحيان، لأنه بكل بساطة يترك تشوهات واضحة على جسد المصاب..، لهذا فإن الحروق تعد من الحوادث المأساوية فعلا. وتنقسم حوادث الحروق إلى ثلاثة أنواع، إذ نجد الحروق بالسوائل الساخنة والحروق المباشرة وحروق التيارالكهربائي الحروق بالسوائل الساخنة هي من أكثر الأنواع شيوعا عند الأطفال، فهي تحدث نتيجة التعامل المباشر مع السوائل الساخنة التي تستخدم يوميا كالشاي، والحليب، والقهوة، والزيت الساخن، ومن الممكن أن يكون بسبب ماء الاستحمام الساخن وغيرها. الوقاية تعتبر الإجراءات الوقائية في مثل هذه الأمور خيرا من العلاج المكلف فيما بعد، وبالتالي يجب أن يأخذ الأهل بالأسباب في مثل هذه الأمور، وأن يتبعوا بعض إجراءات الوقاية التي لا تحتاج سوى للقليل من التركيز والاهتمام، ومن هذه الإجراءات: عدم ترك أواني الطبخ المحتوية على سوائل ساخنة على الأرض، وخاصة تلك المحتوية على الزيت، فالحروق بالزيت الساخن من أخطر أنواع الحروق على جلد الطفل. وإذا كان للقدر المستخدم في الطبخ يد طويلة، فيجب الانتباه وإدارة هذه اليد بحيث لا يستطيع الطفل الإمساك والتعلق بها. والأفضل عدم حمل الطفل عند العمل في المطبخ، حتى لا تمتد يده إلى الطعام الساخن بغتة. كما يجب الانتباه إلى درجة حرارة زجاجة الحليب قبل وضعها في فم الطفل، حتى لا تسبب له حروقا في الفم والحلق وتتجاوزه إلى المريء. ومن الأفضل عدم وضع مفرش أو غطاء على طاولة الطعام، لأن الأطفال سيقومون بسحبه، فتسقطت الأواني على رأس الطفل. الخطوات العملية لمساعدة الطفل في حال تعرضه للحرق بالسوائل بداية ننظر للحرق؛ فإذا كان بسيطا، نضع ضمادة من شاش الفازلين المعقم، أو ندهن بعض المراهم المضادة للحروق. أما إذا كان الحرق كبيرا ومساحته واسعة، فنخلع ملابس الطفل بداية، ثم يبرد مكان الحرق بالماء البارد لمدة عشر دقائق تقريبا، ثم نضع على الطفل غطاء نظيفا، وننقله إلى المستشفى فورا. الحروق المباشرة هي الحروق التي تشمل كامل الجسم، وتكون مساحتها واسعة وكبيرة، وقد تهدد حياة الطفل بشكل مباشر. ويمكن تجنيب مخاطر هذه الحروق بمجرد الانتباه وتوعية الطفل إذا كان مدركا بأخطار الحريق عليه وعلى من حوله. وللوقاية من الحروق المباشرة يجب - رفع أعواد الثقاب عن متناول يد الأطفال؛ - عدم مغادرة المنزل وترك الطفل وحده، لأنه سيجد الجو الملائم لإشباع فضوله وربما إشعال حريق؛ - عدم شراء الألعاب النارية للأطفال؛ - عدم وضع الشموع أو أجهزة الإنارة التي تعتمد على الغاز بالقرب من الأطفال؛ - وضع المواد القابلة للاشتعال كبعض أدوات التنظيف في أماكن آمنة بعيدا عن متناول الأطفال. الخطوات العملية السريعة لعلاج حالات الحروق المباشرة وضع غطاء عازل سميك على جسم الطفل المصاب، مع ضرورة الانتباه ألا تكون مصنوعة من النايلون، لأنها ستزيد الاشتعال، ثم نبرد المنطقة المصابة بالماء البارد بسرعة، وننقل الطفل إلى المستشفى فورا. ومن الأفضل دائما وجود طفاية للحريق في المنزل لاستخدامها عند الضرورة. حروق التيار الكهربائي تتعدد الإصابات بالتيار الكهربائي لدى الأطفال، ويعود ذلك لفضول الأطفال في اللعب بالكهرباء، لكن الإصابة بالتيار الكهربائي تسبب خطرين هما: الصدمة بالتيار الكهربائي التي قد تسبب توقفا للتنفس أو توقفا للقلب والتنفس معا، وعلاج هذه الحالة لا يتم إلا بحضور الطبيب أو المسعف المتدرب الذي يجري التنفس الصناعي للمصاب- والحروق الكهربائية التي تستوجب نقل الطفل إلى المستشفى فورا، لأنها تسبب حروقا عميقة وخطيرة جدا. ولوقاية أطفالنا من خطر الكهرباء ينبغي تغطية جميع المقاطع (الفيش) الكهربائية وكذلك الأسلاك الكهربائية وعدم تركها مكشوفة، حتى لا يعبث بها الطفل، وفي حال الخطر يفصل التيار الكهربائي بسرعة. كما يتوجب صيانة دورية لجميع التمديدات الكهربائية وخاصة الظاهرة منها، مع تثقيف الطفل بعد عمر ثلاث سنوات وتوعيته بخطورة اللعب بالكهرباء.