يتعرض الأشخاص الكبار منهم والصغار لأنواع كثيرة من الحروق، نتيجة لتعرض الجسم لنيران مباشرة، أو من خلال الأجسام والسوائل الساخنة، أو المواد الحارقة، أو الأحماض والمواد الكيمائية، أو نتيجة لأجهزة المنزل الكهربائية ، وتعتمد درجة خطورة الحروق على شكل الإصابة ومساحة وحجم المنطقة المعرضة لها، ونوع المادة المسببة لهذه الحروق . وهناك حروق مائية يكون السبب فيها السوائل أو البخار الساخن، بالإضافة إلى الحروق الجافة والتي يكون مصدرها ناريا بشكل مباشر أو من خلال ملامسة الأجسام الساخنة ، ثم الحروق الكيميائية التي تكون نتيجة لبعض المواد الكيمائية الحارقة، فالحروق الكهربائية بسبب التيارات الكهربائية، والحروق الباردة نتيجة لملامسة الجسم لمواد باردة ومتجمدة لفترات طويلة، فضلا عن حروق أشعة الشمس التي تكون بفعل تعرض الجلد لأشعة الشمس لفترات طويلة . وفي السياق ذاته هناك ثلاثة أنواع من الحروق هي: الحروق البسيطة، حيث يتغير لون الجلد إلى الاحمرار مع ظهور بعض الأورام وبدون ظهور فقاعات مائية، وفي هذه الحالة وللقيام بالإسعافات الأولية يتم استعمال الكمّادات الباردة بالاستعانة بالثلج بعد ظهور الإصابة مباشرة لتقليل الورم، ويطلب من المصاب مراجعة المركز الطبي بعد إجراء الإسعافات الأولية الضرورية خاصة إذا ما كانت مساحة الإصابة كبيرة . الحروق المتوسطة، والتي تتجسد في ظهور فقاعات مائية على سطح الجلد، ويشعر خلالها المصاب بآلام شديدة عند ملامسة الجلد، وقد تتعرض هذه الإصابة للالتهابات والتشوهات بسهولة ، لذا من الضروري جدا المحافظة على نظافة مكان الإصابة، فإذا كانت الفقاعات المائية مفتوحة : يتم يصب ماء بارد مستمر على مكان الإصابة ورشها بمادة مطهرة، كما تتم تغطيتها بقطن معقم، مع تجنب استخدام أي مراهم كمعجون الأسنان، أو الأدوية المنزلية أخرى. أما إذا كانت الفقاعات المائية غير مفتوحة فيجب عدم غسل العضو المصاب ، بالإضافة إلى عدم فتح الفقاعات المائية، وتغطية مكان الحريق بقطن معقم ونظيف، على ألا يمس الجرح مباشرة. وبالنسبة للأطفال يجب إبعاد الطفل المصاب من مصدر الحروق أو إبعاد مصدر الحروق عن الطفل، مع وضع العضو المحروق تحت الماء مباشرة أو في وعاء لمدة (10) دقائق بغرض تخفيف الألم والحرارة، عدم استخدام المياه المثلجة، يتم تخليص الطفل من الملابس الضيقة أو اللاصقة على الجسم والخواتم والساعات، خوفا من احتمال الورم وعدم التمكن من إزالتها فيما بعد ، وتخلع الملابس الضيقة من خلال قطعها بالمقص، ويتطلب من المسعف أن يكون حذرا في حالات الحروق الكيميائية لكي لا يعرض نفسه والطفل المصاب إلى مخاطر التلوث والإصابة . أما إذا كانت الإصابة بالحروق سطحية، وفي أجزاء بسيطة من الجسم كالأصابع، واليدين، والرجلين، فبالإمكان علاجها في المنزل، أما في الحالات الأخرى فيجب نقل الطفل المصاب إلى أقرب مركز طبي متخصص أو يطلب الإسعاف . أثناء إجراء الإسعافات الأولية وحتى وصول الفريق الطبي (الإسعاف)، يجب معالجة الصدمة والانتباه لعلاماتها التي تأتي تدريجيا . كيفية علاج الحروق في المنزل : - يغسل وينظف مكان الإصابة بالماء والصابون أو بالمحلول المطهر المخفف . - تترك الفقاعات المائية التي تكونت، ولايتم فتحها وتخليص الماء منها باستعمال إبر أو أدوات أخرى، وإذا كانت هذه الفقاعات مفتوحة أصلا يجب قص أطرافها «الجلد الزائد» حول الجروح . - وضع مرهم طبي على الجروح مع تغطية الجزء المصاب بقطعة قماش نظيفة أو قطن طبي معقم، أو بالضمادات الطبية ويحذر من وضع أي مواد أخرى كمعجون الأسنان أو الدهون. - يغسل مكان الجرح مرتين في اليوم بالماء الدافئ ثم يوضع مرهم مضاد حيوي طبي . - توضع الضمادات الطبية على الحروق التي في اليدين والرجلين خوفا من التلوث والالتهابات، ولا توضع على الحروق بالوجه والرقبة . تنبيه : يمنع استخدام المواد الآتية : الزيوت، والدهون، والزبدة، والرماد والصلصات، في علاج وإسعاف الحروق لأن لهذه المواد القدرة على تخفيف الألم مؤقتا بمنع وصول الأكسجين إلى مكان الإصابة، إلا أن خطورتها تكون أكثر، وذلك بتعرض الجلد أو مكان الإصابة إلى التلوث والالتهابات وتغيير لون الجلد . * ممرض مختص في التخدير والانعاش