بدأ أول درس تطبيقي لفتاوى التكفير ولأطروحة التكفير العامة، في الإعلام وعلى المنابر، وخرج من بعد فقهاء الظلام، جنود التدريب على الموت الجماعي، فخرج الجندي الجزار الى الحرم الجامعي ليثبت للمفتين أنه حارس أمين للفكرة الإرهابية . يشتهي الجزار المفلس عنق فدوى، فيشتري فتوى، ويشتري شفرة حلاقة، ويعمد الى ذبحها. باليد الآثمة التي صافحت الشيطان. ومرة أخرى يشتهينا القاتل، ومرة أخرى يتفنن في تطبيق تعاليم الجهل في الجسد الاتحادي. لم يكن الإرهابي قاتلا مرتجلا! أبدا فقد استهدف العرق الأساسي، لكي يفور دمها. احتراف القاتل المدرب. الطبيب القادم من كلية الجهل والقذارة يعرف من أين يسيل الدم النهائي. قبل إغماءة الموت. كان يريد دم فدوى، دمنا، مهدورا، سائلا على التراب. نحن الذين اعتدنا أن ننتصر بالتضحية، لا بالحقد أو بالقتل، لنا مدرستنا وأشغالنا التطبيقية أيضا: التاريخ أكبر درس تطبيقي للمناضلين. والإرهاب لا يرهبنا. والموت لا يفنينا. ونشيدنا هو نشيد الروح. لكن لنتأمل هذا الذي يحدث، في بلادنا. فعندما يفشل الاقتصاد الاجتماعي، تتحرك الآلة الاقتصادية لفائض الرعب ، والموت. وتشتغل الصناعات التحويلية لتحويل بعض من المغاربة الى قتلة الأجر، بالأجرة. ويبقى سادة التكفير في الضواحي الوثيرة لأثرياء البترودولار. أو في أوكار الدجل يفتون بالموت الجماعي، مع التنفيذ بالتقسيط.. بدأنا نصرخ بأن مخزوننا الاستراتيجي من الهواء النظيف قد بدأ يقترب من النهاية، وأن نسبة حامض الفوسفور الترهيبي في تصاعد. وقيل وقتها إنها محاولة لافتعال أجواء معادية للإسلاميين في الحكم. والحق أن موجة التكفير وهدر الدماء، التي انطلقت منذ مدة، وجدت في الصمت الرسمي للتيار الحاكم، مادة للتقوية، ومساندا موضوعيا لها. وقد تابعنا جميعا فصول الترهيب، التي طالت الصحافيين والكتاب والمفكرين والقيادات السياسية، ومنها الكاتب الاول للاتحاد . وأخطر ما في هذه الدعوات التكفيرية، التي تذكرنا بالفتاوى التي سبقت 16 ماي الارهابية، هي أنها تؤثث اليوم الفضاء العمومي. وقد تابعنا كيف أن الريسوني وإخوانه أطلقوا حملات التكفير، وأطلقوا النيران على كافة المخالفين، بل وصلت الى حد تكفير جزء من الدولة نفسها. والصمت هو الذي يحيط بنا، كما لو أن الطريقة الوحيدة لغسل الإثم هي الصمت عنه! كما لو أن الصمت العام هو الاستراتيجية الوحيدة الممكنة لكي يغيب القتلة ويخرجون من دمنا، ومن حقلنا ومن شوارعنا. على كل واحد منا أن يتحسس عنقه. وأن ينتظر دوره الآن. فهؤلاء لا ينتهون. ولهؤلاء وهؤلاء نقول،: هل الاسلام هو الحل؟ ونجيب: الحقيقة أنتم هم المشكلة. فيالق الموت، المتلفع بالفتاوى.. جنود الرجعية لا غير. وأنت يا فدوى، حفظك الله.