أسدل الستار عشية السبت 13 ماي الجاري على فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي في نسخته الثانية عشر بتتويج فيلم «بغيت نقرا» للمخرجة سعيدة صابري من مجموعة مدارس أولاد بيبو نيابة شيشاوة عن أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز جائزة الإخراج. أما جائزة التشخيص إناث فقد آلت لسارة أيت الحي عن دورها في فيلم «أحلامها مر» للمخرجة الزهرة خيالي من الثانوية التأهيلية الزرقطوني نيابة مراكش أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز. فيما نال جائزة التشخيص ذكور الممثل محمد مبروك عن دوره في فيلم «العائد» للمخرج المصطفى الفرماتي من المؤسسة التأهيلية مولاي ادريس نيابة سيدي إفني عن أكاديمية سوس ماسة درعة. وعادت جائزة السيناريو لفيلم - أمان- للمخرجة سيرين ولوت من الثانوية التأهيلية مولا ي ادريس نيابة فاس عن أكاديمية فاس بولمان. ولعل أهمية ودور الصورة كفن شامل في المجتمع والحقل التربوي تحديدا باعتبارها أكثر الفنون تشخيصا للواقع بسلبياته وإيجابياته هوما حدا بلجنة التحكيم إلى حجب الجائزة الكبرى والاحتفاظ بها، معتبرة أن جميع الأفلام المشاركة لم تكن تتوفر على ما يؤهلها فنيا وتقنيا لاستحقاق هذه الجائزة. والتقرير ركز على أهمية دعم استمرار المهرجان من قبل الوزارة الوصية وتميزت الدورة 12 من المهرجان باحتفاء خاص بمخرج فيلم «بصيص أمل» لمخرجه أحمد أمين النوالي «من ذوي الاحتياجات الخاصة» من إعدادية الإمام علي، نيابة تازة أكاديمية تازةالحسيمة تاونات. وشكل الحدث مبادرة تستحق الاهتمام حيث قدمت والدته كلمة مؤثرة استعرضت من خلالها جزء من الظروف التي ساعدت على انجاز الشريط الذي تم عرضه ضمن البانوراما، مشيرة إلى أنه سبق له أن كتب فيلما عن ذوي الاحتياجات الخاصة. وسجلت لجنة التحكيم بأسى كبير تراجع مستوى الأعمال المشاركة بالقياس إلى دورات سابقة، و جاء في التقرير لم يتوفق في المعالجة الفنية كما لم تحترم المستوى المطلوب للشخصيات، مؤكدة أن هناك تقصيرا في احترام قواعد الإخراج. واعتبر الدكتور محمد دالي، أستاذ التعليم العالي، خلال افتتاحه لفعاليات الدورة بالمركب الثقافي الحرية بفاس عشية الخميس 9 ماي ،2013 مواجهة الصورة بالصورة بمثابة اجتراح لفرص التنافس والخلق بين المنتمين للأندية السينمائية في المؤسسات التعليمية على امتداد الوطن العزيز، وهي فرصة يضيف دالي ينبغي استثمارها لتعزيز أدوارها بما يجعلها فعالة في الارتقاء بالقيم العالية والسلوك المواطن والذوق الفني السليم للناشئة. وأشار مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان أن هذه الاخيرة ستنظم قافلة تربوية لتمكين جميع التلاميذ في أقاليم الجهة من الاستفادة من هذه الأفلام التربوية، مؤكدا على أهمية إشراك الطلبة الأساتذة في ورشات هذا اللقاء الفني التربوي قصد تحسيسهم بالدور الرائد للفيلم التربوي في تربية الذوق السينمائي والفني عند التلاميذ و تميز حفل الاختتام بتكريم الدكتور حسن أمزيل المدير السابق للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان وتقديم شهادة في حقه قرأها الشاعر الدكتور عبد السلام الموساوي وكذلك عبد الفتاح الديوري مدير المركب الثقافي بهانوفر بألمانيا الذي قدم الشهادة في حقه أستاذ الجامعي بالبيضاء. كما برمج المنظمون شريطا وثائقيا استعرض كرونولوجيا الفيلم التربوي منذ النشأة الى حدود 2006 قبل أن يلتقي جمهور الفن السابع مع عرض لمسرحية «لالة شامة» من تأليف الراحل أحمد الطيب لعلج وإخراج محمد فرح العوان. وكانت لجنة التحكيم المكونة من المخرج والمنتج جمال السويسي رئيسا وعضوية كل من المخرج والمنتج رشيد الشيخ والاستاذة كريمة بنميمون ممثلة والناقد خليل الدامون والسيناريست حميد التشيش، قد التأمت وناقشت الأفلام المعروضة على مستوى مكوناتها الفكرية والفنية والجمالية والتقنية وسجلت عدة ملاحظات أهمها تفاوت الأعمال المشاركة من حيث الاستجابة للشروط التربوية على مستوى المعالجة باعتبار المهرجان تربويا بامتياز مع غياب مجموعة من التيمات المرتبطة بالتربية والتكوين رغم تسليم بأن أي عمل فني وسينمائي بالخصوص يحمل رسالة تربوية وهو ما يفيد أن الأفلام المعروضة لم ترتق الى مستوى انتظارات اللجنة كأعمال فنية وتربوية تستحق التتويج. يشار إلى أن الدورة 12 للمهرجان الذي ينظم من طرف الأكاديمية وجمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح عرفت ندوة وطنية كبرى في موضوع السينما ومائدة مستديرة وورشات تكوينية في مهن السينما وجماليات الاخراج.. وفي اطار لانفتاح على التجربة المغاربية تم عرض فيلم وثائقي تونسي عن حياة ابوالقاسم الشابي وفيلم ماجد للمخرج المغربي نسيم عباسي.